الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

انسف إعلامك القديم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعلام الأمس لم يعد مناسبا لليوم، هذه حقيقة إن لم نقرها فعلى صلاح الحال السلام، لقد أصبحنا هدفا لإعلام الإخوان القادم من قطر وتركيا وبريطانيا، وبمحاولات بائسة يائسة نصد الهجمات المتتالية بنفس الأدوات التى تزيد (الطين بلة) وتصنع من الأزمة أزمات، وإذا استمرت الأوضاع بهذا الشكل فلا إعفاء للبعض من التآمر على مصر والنظام.
كاذب من يدعى أن هجمات إعلام الإخوان لا تترك بعض الوجع فى الجسد المصرى لا يقل عن هجماتهم الإرهابية، وكاذب من يدعى أن صدنا للهجمات يأتى وفقا لرؤية يبذل فيها متخصصون أدنى مجهود، لقد احترف إعلامهم الكذب، وامتلكنا نحن الحقيقة وعجزنا عن تسويقها.
ما حدث فى الأيام القليلة الماضية يؤكد أننا فى أزمة حقيقية، أزمة جعلتنا نضرب أخماسا فى أسداس للرد على (هاشتاج) أطلقه أحد أبواق الإخوان، وجاء الرد وفقًا لاجتهادات فردية غلبت العاطفة فيها المنطق.
إذا كنا جادين فى إعادة الاعتبار لإعلامنا الذى أصبح (ملطشة) وإذا كنا نريد إعلامًا يتناسب وتحديات المرحلة الحالية، وإذا كنا حريصين على الرئيس وما يقدمه من إنجازات، فعلينا بنسف كل ما هو قديم وإعفاء كل الوجوه القديمة من الظهور على الشاشة سواء من المذيعين أو الضيوف حتى لو كانوا يحلفون بحياة السيسى ثلاث مرات يوميا بعد كل وجبة، لأن هذا الصنف كان يحلف بمبارك ومن بعده المجلس العسكرى ثم الإخوان، وسوف يحلفون باسم من يأتى بعد السيسي، واستمرار هؤلاء على الشاشة يحمل إهانة للمصريين وللرئيس، ولعل المتابع لليوتيوب يدرك تناقض مواقفهم حتى مع النظام الحالي.
وإذا كنا نريد إعلاما قويا فعلينا ألا نخضع الاختيارات للواسطة والمحسوبية والأهواء الشخصية وتصفية الحسابات، فقد جربنا هذه الطريقة فى السنوات الماضية وكانت النتيجة إعلاما هشا لا يقوى حتى على الدفاع عن نفسه، فالشلة التى تتحكم فى الإعلام حاليا فقدت تأثيرها ومصداقيتها، وإذا كان استمرارها من أجل المال فأعطوهم ما أردتم لهم وأبعدوهم عن الساحة ولو مؤقتا.
كما أن هناك إنجازات حقيقية تتم على أرض الواقع، لا ينكرها إلا جاحد، لذلك لم نعد بحاجة إلى اللعب على مشاعر المصريبن لأن هذا الأسلوب لم يعد مجديا، وواهم من يعتقد غير ذلك، فالجمهور أصبح واعيا لكل شىء بعد ثمانى سنوات دغدع فيها (عواطلية) يناير ثم الإخوان مشاعره.
كما أن الدفاع المستمر عن الرئيس وبطريقة عشوائية يخلق حالة من الارتباك والحيرة، فمن غير المعقول أن نكون فى حالة استنفار بعد كل (هاشتاج) يطلقه الإخوان، ونأتى بمعدومى المصداقية لتفنيد مزاعم إعلامهم.