السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قمة شرم الشيخ.. مصر "رمانة ميزان" المنطقة.. "العربية الأوروبية" تؤكد الريادة المصرية.. وتبحث عن حلول عادلة للقضية الفلسطينية ومعالجة الأزمات في ليبيا وسوريا والعراق "ما بعد داعش"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت القمة العربية الأوروبية التى اختتمت أعمالها بمدينة شرم الشيخ الإثنين الماضى، على أهمية تعزيز التعاون العربى الأوروبى لمواجهة التحديات المشتركة.
وحظيت القمة التى شارك فيها رؤساء دول وحكومات ٥٠ دولة عربية وأوروبية، فى إطار جامعة الدول العربية، وكذلك دول الاتحاد الأوروبي، بأصداء واسعة واهتمامات محلية ودولية، وعقدت القمة تحت عنوان «فى استقرارنا… نستثمر»، لتؤكد على أهداف رئيسية، وهى أنها تبحث سبل التهدئة فى كل دول العالم، وبشكل خاص الملفات الشائكة، والتى لن يستقر العالم قبل أن يتم التوصل لحلول عادلة بشأنها وعلى رأسها القضية الفلسطينية ثم الأزمات الليبية والسورية والوضع فى العراق بعد داعش.

ريادة مصرية
جاءت معظم الكلمات التى ألقتها الوفود العربية والأوروبية بالإشادة باستضافة مصر لهذا الحدث التاريخى الأول من نوعه على الإطلاق، بما يعكس أهمية ومحورية مصر فى الإقليم والعالم، كنقطة تواصل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، بالإضافة إلى الدور المحورى الذى تلعبه مصر فى الحفاظ على الأمن والاستقرار فى المنطقة، خاصة فى ظل العديد من التحديات والمشاكل الحرجة التى تواجهها مصر ودول المنطقة، الأمر الذى يبرز أهمية الدور المصرى الناظم للتنسيق بين العالمين العربى والأوروبى لمواجهة هذه التحديات، وتمثل أهمية تلك القمة كونها تمثل منبرًا مباشرًا للتباحث حول القضايا والتهديدات الإقليمية والدولية؛ حيث تهدف القمة العربية الأوروبية إلى بحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة، فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية.
وهذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأن الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبى ترتبط بأواصر وعلاقات تاريخية من التعاون عبر المتوسط، استندت فى متانتها وقوتها إلى اعتبارات القرب الجغرافى، والامتداد الثقافى، والمصالح المتبادلة عبر العقود، بل والقيم المشتركة والرغبة الصادقة، التى ستظل تجمعهما سويًا من أجل إحلال السلام والاستقرار، ومواجهة ما يفرضه واقع اليوم من تحديات، وعلى رأسها تفاقم ظاهرة الهجرة، وتنامى خطر الإرهاب، الذى بات - مع الأسف - أداة تستخدمها بعض الدول، لإثارة الفوضى بين جيرانها، سعيًا منها لتبوء مكانة ليست لها، على حساب أمن وسلامة المنطقة، وقال الرئيس - خلال كلمته الافتتاحية - إن قمة شرم الشيخ دليل على عمق العلاقات بين العرب وأوروبا، وأن الدول العربية وأوروبا يرتبطون بتعاون مشترك فى شتى المجالات.
واكتسبت القمة أهمية كبرى أيضًا خاصة مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية فى مارس بدولة تونس، وهذا ما أكده السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، عندما قال إن الرئيس السيسى أكد المكانة المهمة التى يتمتع بها الاتحاد الأوروبى فى إطار السياسة الخارجية لمصر، والتى ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل لخصوصيات كل طرف، ليس فقط لكون الجانب الأوروبى الشريك التجارى الأول لمصر، وإنما فى ضوء الروابط المتشعبة التى تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التى تواجههما على ضفتى المتوسط.

أهم القضايا المطروحة
ناقشت القمة العديد من المحاور التى تتعلق بالجانبين العربى والأوروبي؛ حيث تم التباحث حول سبل تعزيز الشراكة العربية الأوروبية وفقًا لمبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة، وكذلك وضع خارطة طريق للتعامل مع التحديات العالمية، وسبل التعايش السلمى بين الجانبين، التى يحكمها العديد من الاعتبارات الجغرافية والحضارية والبشرية.
كما تضمنت الجلسات مناقشات حول كيفية مواجهة الأزمات والتهديدات المشتركة التى تهدد الجانبين، كظاهرة الإرهاب، وانتشار مناطق الصراعات فى المنطقة، وكذلك كيفية التغلب عليها لبناء جسور من الفرص الواعدة لتعزيز سبل التعاون والتكامل بين الجانبين العربى والأوروبي، وهو ما يعكس أن ما يجمع المنطقتان العربية والأوروبية يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما، كما بحثت القمة أهم الملفات المطروحة على جدول أعمالها، تطورات القضية الفلسطينية والنزاعات فى ليبيا واليمن، وإدارة الأزمة والاستجابة، ومكافحة الإرهاب، ومنع انتشار الأسلحة، والحد من التسلح، والجريمة المنظمة عابرة الحدود، والهجرة، وتغير المناخ وتعزيز التنمية، إن القمة ستنعقد «لتفتح مرحلة جديدة من التعاون بين الكتلتين الإقليميتين الجارتين اللتين تشكلان قلب العالم فى الماضى والحاضر والمستقبل».

توافق استراتيجى
بحثت القمة الطرح العربى الأوروبى فى قضايا مشتركة منها الصراع العربى الإسرائيلي، والتى لها أولوية بعكس المعلن، خاصة مع عقد لقاء يوم ١٩ فبراير الماضى دعت إليه أيرلندا للتأكيد على الموقف الأوروبى تجاه عملية السلام وتسوية الصراع على أساس حل الدولتين.
كما أنه توجد الكثير من القضايا المشتركة منها مواجهة الإرهاب، والتصدى لظاهرة الهجرة غير الشرعية، ونزوح المواطنين، وعودة المقاتلين الأجانب إلى دولهم، وتعول جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى على القمة التى عقدت على مدار يومين فى دفع وتعزيز التعاون على المستويين الاقتصادى والتجاري، وكذلك تنسيق المواقف فيما يتعلق بالملفات السياسية والأمنية، خصوصًا قضية فلسطين فى ظل غياب إسرائيل عن مثل هذه الاجتماعات، والهجرة غير المشروعة التى تحظى باهتمام كبير لكثير من دول الاتحاد الأوروبي.
وتطرقت القمة إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية المهمة فى المحافل الدولية؛ كعملية السلام فى الشرق الأوسط، والأوضاع فى ليبيا وسوريا واليمن، حيث تم التوافق بشأن أهمية الحفاظ على قنوات التشاور بين الجانبين فيما يتعلق بتلك الملفات، كما تلاقت الرؤى ووجهات النظر حول ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسويات سياسية لها، بما يحافظ على المؤسسات الوطنية بالدول التى تشهد تلك الأزمات، وصون سيادتها ووحدة أراضيها، حتى يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها.
وأكدت القمة على أن الأوروبيين يرغبون فى إرسال إشارة إلى الولايات المتحدة وروسيا والصين بأنهم ببساطة لا يغادرون الحى الجنوبى الشرقى الجار القريب لأوروبا - فى إشارة إلى الدول العربية - من أجل المصالح الاقتصادية والسياسية للقوى الكبرى، فى قمة الجامعة العربية الاتحاد الأوروبى الأولى، يريد الاتحاد تعزيز التعاون مع الدول فى المنطقة المتضررة من الأزمات، كما أنها رسالة أيضًا مهمة جدًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بأن العرب لديهم بدائل كثيرة وقدرة على التحرك فى اتجاهات مختلفة منها أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وأكد الأمين العام المساعد للشئون السياسية الدولية بجامعة الدول العربية، السفير خالد الهباس، أن القمة العربية - الأوروبية هى الأولى التى تنطلق فى شرم الشيخ، التى تركز على موضوعات دعم الأمن والاستقرار الإقليمى وتعزيز التعاون والشراكة، مشددًا على أهمية القمة فى تعزيز التعاون المشترك والتأسيس لشراكة استراتيجية بين الجانبين، ونوه بأن القمة لم تقتصر على الموضوعات السياسية والأمنية فقط، وإنما تطرقت إلى الموضوعات الاقتصادية، وخاصة ما يتعلق بتعزيز الشراكة العربية - الأوروبية، والتعاون فى مختلف المجالات الاقتصادية لاسيما فى مجال زيادة الاستثمارات المتبادلة، وكذلك التبادل التجاري، وأشار إلى أن وزراء الخارجية العرب والأوروبيين عقدوا ٥ اجتماعات مشتركة سابقة للتنسيق فيما بينها وتعزيز التعاون المشترك، وهذه الاجتماعات لمتابعة قرارات القمة.