رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

واشنطن بوست: الهند وباكستان وأخطر تصعيد في عقود

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكرت صحيفة (واشنطت بوست) الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن العلاقات بين الهند وباكستان تواجه أخطر تصعيد في عقود بعد أن نفذت الهند غارة جوية على باكستان، أمس الثلاثاء، قال مسئولون هنود: إنها استهدفت معسكرا تدريبيا لجماعة مسلحة أعلنت مسئوليتها عن تفجير انتحاري كبير في المنطقة الخاضعة لسيطرة الهند في كشمير في وقت سابق من الشهر الجاري.
وقالت الصحيفة، في تحليل نشرته على نسختها الإلكترونية: إن الجارتين المسلحتين نوويا لديهما تاريخ طويل من العداء، موضحة أن مصدر النزاع الحالي هي كشمير وهي منطقة حدودية في سلسلة جبال الهيمالايا متنازع عليها منذ حصول الهند على الاستقلال وإعلان الإمبراطورية البريطانية لباكستان دولة مستقلة.
ومنذ ذلك الحين خاضت الدولتان ثلاثة حروب قصيرة في أعوام 1947 و1965 و1971 ونزاعا أصغر في عام 1999 على مدار العقدين الماضيين كانت هناك محاولات عديدة لمد جسور بين البلدين لدرجة أن تقارير كانت أشارت إلى أن محادثات سرية اقتربت من الوصول إلى حل نهائي لمشكلة كشمير.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ هجوم 14 فبراير الانتحاري ورد الهند الانتقامي بالأمس ازداد الموقف اشتعالا إذ ترى الهند أن هجوم كشمير هو جزء من حملة طويلة دعمت فيها أجهزة المخابرات الباكستانية ووجهت جماعات مسلحة لشن هجمات في الهند، بينما ترى باكستان أن جارتها الأكبر بكثير قوة احتلال تسعى لتقويض استقرارها، وتنفي باكستان دعمها الإرهاب ولكنها تقول إنها توفر دعما سياسيا ومعنويا لمن وصفتهم بـ "مقاتلي الحرية" الكشميريين.
ونشرت الصحيفة مجموعة من الأحداث الرئيسية الحديثة في النزاع بين الجارتين المسلحتين نوويا: 
بدء التمرد في كشمير (1989)
النزاع بين الهند وباكستان على كشمير قديم كقدمهما.. تسيطر الهند على الجزء الأكبر والأكثر تطورا من منطقة الهيمالايا، والتي توجد بها ولايتها الوحيدة ذات الغالبية الإسلامية.. وفي عام 1987 تم إجراء انتخابات تشريعية في الجزء الخاضع لسيطرة الهند في كشمير لكن المسلمين الكشميريين احتجوا على ما قالوا إنه تزوير للانتخابات.. وبعد نحو عامين بدأ تمرد مسلح في المنطقة تزامنت معه احتجاجات ضخمة.. واستمر التمرد المسلح ضد الحكم الهندي وشهد صعودا وهبوطا منذ ذلك الحين.. وقتل ما يزيد على 70 ألف شخص وفقا لجماعات حقوق الإنسان.
رحلة بالحافلة تبعث الآمال للمصالحة (1999) 
في عام 1998 اختبرت الدولتان أسلحة نووية وهو ما أحدث تغييرا جذريا في التوازن الاستراتيجي في جنوب آسيا.. وفي العام المقبل سافر رئيس الوزراء الهندي آنذاك أتال بيهاري فاجبايي بالحافلة إلى باكستان عبر المعبر الرسمي الوحيد بينهما في رسالة ودية.. وتعهد هو ورئيس الوزراء الباكستاني آنذاك نواز شريف بحل المشاكل بين بلديهما بالحوار. 
اندلاع نزاع كارجيل (1999) 
قبل أن ينتهي العام تحطمت آمال المصالحة على صخرة الواقع.. بعد شهور من تبادل إطلاق النار عبر الحدود في منطقة كارجيل الجبلية في كشمير تصاعد القتال على نحو خطير مع تسلل من الجانب الباكستاني إلى النقاط الأمنية شاهقة الارتفاع في الهند.. وفي هذا الوقت خيم شبح الحرب النووية على النزاع.. وعقد اجتماع بين نواز شريف والرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في واشنطن وهو ما ساعد في إنهاء القتال بانسحاب باكستان إلى خط المراقبة لكن هذا لم ينه العداء المتبادل بين الدولتين. 
مسلحون يقتحمون البرلمان الهندي (2001) 
في ديسمبر، اقتحم خمسة مسلحين البرلمان الهندي في قلب نيودلهي وقتلوا تسعة أشخاص قبل أن يُقتلوا بالرصاص.. وأصاب الهجوم، لجرأته بوقوعه في أكثر منطقة مؤمنة في العاصمة، الهند بالصدمة والغضب الشديد.. وألقت الهند باللوم في الهجوم على جماعتين مسلحتين في باكستان وهما عسكر طيبة وجيش محمد متهمة المخابرات الباكستانية بالوقوف وراء العملية.. وحشدت الهند مئات الآلاف من الجنود على الحدود مع باكستان.
القادة يبدأون مبادرة سلام (2004)
بعد الهجوم على البرلمان الهندي دخلت العلاقة بين الهند وباكستان في جمود عميق.. لكن بحلول أواخر عام 2003 بدأ الجو يتلطف وعاد كبار الدبلوماسيين إلى إسلام آباد ونيودلهي واستعيدت خطوط النقل بين البلدين.. وكان الشيء الأكثر تفاؤلا هو أن اتفاقا وقع بين رئيس وزراء الهند فاجبايي ونظيره الباكستاني نواز شريف لبدء محادثات بشأن كل القضايا بما في ذلك كشمير.. واستمرت المحادثات ثلاث سنوات.
الإرهابيون يهاجمون مومباي (2008) 
في نوفمبر، دخل 10 إرهابيين العاصمة المالية الهندية بحرا واستهدفوا محطة سكة حديد وفندقين فخمين ومقهى شهيرا ومركزا للجالية اليهودية، وبالوقت الذي انتهت فيه المذبحة التي استمرت ثلاثة أيام كان 160 شخصا قد قتلوا، وواجهت الهند باكستان بملف يظهر أن الهجمات من تخطيط وتنفيذ عسكر طيبة، وقالت الهند كذلك إن أجهزة المخابرات الباكستانية ساعدت في تنسيق الهجمات، وفي العام الماضي خاض أتباع زعيم عسكر طيبة السابق سباق الانتخابات البرلمانية في باكستان. 
الهند تطلق "هجمات جراحية" على طول الخط الفاصل لكشمير (2016) 
بعد أن هاجم مسلحون ينتمون لجماعة مسلحة تتخذ من باكستان مقرا لها قاعدة للجيش الهندي في كشمير وقتلهم 19 جنديا تعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالرد.. وأعلن الجيش الهندي أنه أطلق "هجمات جراحية" في الجزء الخاضع لسيطرة باكستان في كشمير وشنت القوات الخاصة (الكوماندوز) مداهمات عابرة للحدود.. وقال خبراء هنود إن هجمات مشابهة نفذت قبل ذلك لكنه لم يتم الإعلان عنها.. ونفت باكستان هذه التقارير قائلة إن هجوما لم يحدث. 
جماعة من باكستان تنفذ أدمى هجوم في تمرد كشمير المستمر منذ 30 عاما - والهند تنتقم (2019).
في 14 فبراير، داهم مهاجم انتحاري بسيارة ملغومة في قافلة للشرطة العسكرية الهندية ما أسفر عن مقتل 40.. وكان المهاجم مراهق كشميري انضم إلى جيش محمد الذي يتخذ من باكستان مقرا له والذي تضعه الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية منذ عام 2001.. وتعهد مودي بأن ينتقم "لكل دمعة" انهمرت جراء هذا الهجوم.. وقال رئيس وزراء باكستان عمران خان إن الدولة ستتعامل مع أي متورط في الهجوم "إن وجد الدليل".. وتعهد كذلك بالانتقام إذا ردت الهند على الهجوم بعمل عسكري ضد أهداف باكستانية.
لكن الهند لم تصغ له وفي التصعيد الأكثر خطورة بين البلدين في عقود اخترقت طائرات مقاتلة هندية أجواء خط المراقبة وضربت هدفا قالت إنه معسكر تدريب يستخدمه مسلحو جيش محمد.. ووصفت الهند الضربة بأنها "ضربة غير عسكرية" إذ أنها لم تستهدف أهدافا تابعة للجيش الباكستاني وقالت إنها تتخذ إجراء "استباقيا" ضد جيش محمد.
وقال وزير الخارجية الهندي إن الهجوم نفذ بناء على "معلومات استخباراتية معقولة" وأن الجماعة كانت تخطط لهجوم آخر، وأن الجيش الهندي قام بالقضاء على عدد كبير من المسلحين.. وقال آصف غفور المتحدث باسم القوات المسلحة الباكستانية إن الهجوم لم يسفر عن خسائر أو أضرار وأن الطائرات المقاتلة ألقت ذخيرتها في عجلة وهربت من الطائرات الباكستانية.. ولم تتجاوز طائرات مقاتلة هندية أجواء خط المراقبة منذ عام 1971.