الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بطولات من ميونخ للدرب الأحمر.. أسبوع للتاريخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حمل الأسبوع المنقضي أحداثا قد لا يغفلها التاريخ المصري عندما يحكي عن فترة من أهم الفترات في عمر مصر الحديثة، التي تنتقل من عصور الرجعية إلى التقدم والازدهار ومواكبة التغيرات العالمية في كافة المجالات.
في ميونخ بالمانيا حضر الرئيس السيسي على رأس جمع غفير من القادة والزعماء السياسيين وأرباب الاقتصاد العالمي متحدثا عن مصر الحديثة بكل ما تحمله من فرصا واعدة في الاستثمار وتجارب ناجحة في الإصلاح الاقتصادي المبني على تغليب مصلحة الوطن وفق رؤية وخطة ممنهجة أتت ثمارها الأكيدة من خلال أرقام النمو والاحتياطيات النقدية.
ولم يطن تهافت الشركات الكبرى أمثال مرسيدس وفولكس وسيمنز وبي إم دبليو للجلوس على مائدة السيسي في قلب ألمانيا، من قبيل الصدفة أو شرف الضيافة، وانما سعيا في الولوج الى سوق الاستثمارات المصرية الواعدة والتي كانت مرسيدس قد اتخذت خطوات اولية للعمل بها، ومن قبلها سيمنز التي ضخت استثمارات كبرى في قطاع الكهرباء والطاقة الذي تحسن كليا في الأعوام الأخيرة. 
الرئيس السيسي تحدث عن الإرهاب متحديا كل الأنظمة العالمية التي شككت في جهود مصر لحماية أمنها القومي الممتد إلى قلب أوروبا، وفنّد في كلمة تاريخية ما تحمله منظمات حقوقية مغرضة من عبث وافتراءات على مصر التي وقفت صائد حط بصدور أبنائها من الجيش والشرطة امام هجمات الدواعش الظلاميين، ولم تركع مصر أو تتخذ خطوة نحو الوراء في معركة الحق والباطل.
الرئيس تحدث عن تدويل القضية الأخطر عالميا حيث قال إن الإرهاب صبح ظاهرة دولية تؤثر على أمن العالم، مشيرا إلى ضرورة تضافر كل الجهود الدولية لمواجهتها والقضاء عليها، مشددا على أنها خطر حقيقي قد يطول الجميع إذا لم يتم التعامل معها بشكل دولي متكامل، كما طالب المجتمع الدولي بالتنبه جيدا لهذا الخطر.
في نفس هذا الوقت الذي وقف الرئيس فيه متحديا كل الرؤى التي تشكك في خطورة الإرهاب والمنظمات التي تقلل من دور مصر وتتهمها بالانحراف في المواجهة أو الظلم، كانت القوات المسلحة المصرية تدفع الثمن غاليا من دماء ضابط و14 جنديا مصريا ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه فقضوا نحبهم سلاما وامنا لما بعدهم ليس من الشعب المصري فقط ولكن لحفظ السلام والأمن من خطر الإرهاب الذي يحيق بكل العالم بما فيه أوروبا.
إن ما فعله أبطال الجيش المصري في سيناء من تلقين الإرهابيين دروسا قاسية في التضحية والفداء والذود عن البلاد هو مفخرة لكل مصري، وواقع يشهد لرئيس الدولة الذي وقف في ميونخ متحدثا وكأنه يصف حال البلاد لحظة بلحظة.
لم تكن الشرطة المصرية ببعيدة عن تلك البطولة، إذ سطرت بحروف من نور بطولة جديدة في قلب القاهرة والجيزة، بدأت من ميدان الجيزة الذي خططت جماعات الإرهاب لاستهداف المدنيين فيه، غير ان صحوة الأمن المصري كانت بالمرصاد وأبطلت مفعول القنابل الغاشمة.
ولأن الشهادة قدر الأبطال والمجد نصيبهم، لم يكتفي الأمن الوطني بهذا حيث تتبع الإرهابي المتسبب في ذلك، ليرصده عند حي الأزهر في منطقة الدرب الأحمر، حيث لم يجد الإرهابي فرارا من الشرطة سوى بتفجير نفسه، معلنا عن استشهاد 3 من ابطال الشرطة المصرية في واقعة لن ينساها المصريون.
‘ن الإرهاب قضية كبرى، ومواجهة حتمية تخوضها مصر بكافة طوائفها في كل الساحات الفكرية والعقائدية وليس بالسلاح فقط، والشباب هم وقود مصر للدفاع عنها، وأول خطوط المواجهة ان يعي الجميع ان مصر وطن يستعصي على الغزاة والطامعين ويفتح ذراعيه للمخلصين والمبدعين.