الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الفئران تنتظرها المصيدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن الفئران إذا حلت بمكان لا تعرف قيمة ما تتلفه، فالأعمال الخسيسة التي تتم في سيناء، ناتجة من الفئران التي ضاق عليها المكان، فخرجت تعيث فسادا في الأرض وتقتل خير أجناد الأرض، وهي تعلم أن مصيرها إلى المصيدة التي لا ترحم، إنها آخر الأنفاس التي تلفظها، فلم تجد بدا أن بين اللحظة والأخرى ستصطاد لا محالة، لم تعد الأرض كما كانت هباءً ترتع فيها، فقد آن الأوان لسيناء أن يعم فيها الأمن والأمان بكاملها، فقد اختلط بها الحابل بالنابل من دعاة للتكفير، والجماعات المسلحة والحمساوية، وتجار المخدرات الذين يتعايشون عليها، كل هؤلاء الفئران والجرذان، قد غسلت عقولهم، وتغيبوا فكريا ودينيا، وثقافيا، وضربوا على عقولهم خياما سوداء، لا ترى النور، فتتخذ من الظلام هداية، قد تربوا على السمع والطاعة العمياء، لا يعرفون الحوار، فأميرهم هو قائدهم يأمرهم بأن يقتلوا أنفسهم بأيديهم بئس ما اقتنعوا، وما فعلوا، فماذا يريدون من جنود يسهرون والناس نيام يحمون الوطن، ألم يرددوا في خطبهم (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله) ، فأي قرآن يؤمنون به، وأي سنة يتبعونها، هؤلاء هم كلاب النار، فإذا كانت في جلودهم أوردة وشرايين بها دماء، لعرفوا أن تراب سيناء أزكى وأطهر، وأن جنود مصر، لا يبغون إلا الدفاع عنها.
هؤلاء الجرذان قد غيبوا عقولهم طواعية فأصبحوا لا يعقلون، وصموا آذانهم، وتركوا جوارحهم في يد فأر كبير علمهم سلب الإرادة فتصدق عليهم الآية الكريم قال الله تعالى: ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ) قد انتشرت أفكار هؤلاء بين الشباب الصغير، في غيبة تجديد الخطاب الديني، الذي يصر على الخطب الصماء المحفوظة عن ظهر قلب، دون وعي، ونصوص تحتاج على تنقيح، وتفسير بسيط، فالدين يُسر وليس عسرا، لكن هناك من وضع لهم قيودا وأحكاما وتفسيرات وتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان، فكبلوا عقول بعض الشباب، وملأت الفضائيات بهم، مستغلين قلة ثقافتهم فكانت لهم أرضا خصبة، يزرعون بها أفكارهم، حتى نمت وترعرعت إنها أفكار ليست وليدة اليوم ولا الأمس؛ ولكن ظلت تنمو في أرض قد استقبلت كل الفئات الضالة التي لا تعرف قيمة للوطن، في حين أن بواسلنا قد سالت دماؤهم فداءً لحبة رمل حتى لا تهدر منها، ومن ثم يكون جزاء الفئران إلا القتل والقوة الغاشمة، فهؤلاء هم أعداء الوطن وأنفسهم، فتبا لهم وتبا لمن قتلوا نفوسا ذكية طاهرة، ونحن نؤمن إيمانا يقينا بأن الجيش سيحكم إغلاق المصيدة التي تنتظرهم، فقد قال تعالى: ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) صدق الله العظيم.