«بخيتة»: «يكفينى أعيش بـ320 جنيهًا معاش فى الشهر»
تعلم، فى قرارة نفسها، أن للخير أبوابا كثيرة، لكن يظل الأقرب إلى قلبها هو أن تكون سببًا فى شفاء مريض أو تخفيف أعباء تكاليف العلاج عنه، لذا قررت أن تتبرع بإرثها، كاملًا، لبناء مستوصف طبى يخدم مرضى أهل قريتها.
هناك.. على بعد ٧٠٠ كيلومتر من العاصمة القاهرة، فى قرية أبودياب شرق بمركز دشنا، قنا، والتى يبعد أقرب مستشفى عنها بنحو ٢٠ كيلومترا على الأقل، كما تعشش فى وحدتها الصحية العناكب، خرجت صاحبة السبعين عاما من العمر؛ بخيتة أحمد السيد، لتُعلن أنها مُتبرعة بكامل إرثها، البالغ قيراطين ونصف القيراط، لإنشاء مستوصف طبى.
تقول بخيتة: «الأرض ورثى فى الدنيا من والدى، قيراطين ونص، ما حيلتيش غيرهم، ولم أنجب عيال، فاتبرعت بيهم، يبنوا فيهم مستوصف للعيانين، ويبقوا لى ورث فى الآخرة».
تقطن السيدة سمراء الوجه فى منزل عبارة عن غرفة واحدة، تُحيطها الشقوق من كل جانب، لا تمتلك مصدرًا للرزق، بعد وفاة زوجها منذ سنوات عديدة، غير ٣٢٠ جنيهًا معاشًا شهريًا، لا يكفى لسد احتياجاتها من طعام وشراب وعلاج، تبرعت بقطعة أرض، مساحتها ٤٢٧ مترا، يتخطى سعرها حاليًا ٦٥٠ ألف جنيه.
تُضيف بخيتة لـ«البوابة»: «عرضوا عليا ٦٣٥ ألف جنيه وأسيب الأرض، أصل مكانها حلو، فى نُص البلد، بس أنا مارضتش، طلعتها من ذمتى لله، واللى عند ربنا ما بيضعش».
يشمل المستوصف الطبى، وحدة غسيل كلوى، ودار لتحفيظ القرآن، وصيدلية مجانية لذوى الاحتياجات الخاصة، وعيادة لغير القادرين.
يقول محمد مبارك، أحد المشرفين: «المشروع قائم على الجهود الذاتية لأهالى قرية أبودياب شرق وغرب، وتحت إشراف جمعية الشروق لتنمية المجتمع، وأهالى الخير وعلى رأسهم؛ محمد جمال أبوزيد، وبتبرعات المغتربين فى الخارج من شباب القرية».
يقدم مستوصف «بخيتة» خدماته الصحية والعلاجية لما يزيد على ٣٥ مريض غسيل كلوى، وعشرات المرضى من ذوى الاحتياجات الخاصة.
يتابع مبارك لـ«البوابة»: «أهالى القرية ظروفهم المادية صعبة، ونتيجة لعدم وجود مستشفى قريب، وعدم وجود طبيب دائم بالوحدة الصحية، يضطر المرضى لاستئجار سيارة إلى مدينة قنا، بمبلغ ٢٠٠ جنيه فى المرة، للحصول على الخدمة الطبية والعلاج، لكن بعد إتمام إنشاء مستوصف «بخيتة» سيختلف الأمر، وتقل تكاليف الكشف والعلاج.. ورغم الظروف الصعبة هنا، لكن لسه فيه ناس قلوبها عمرانة بالخير زى بخيتة».
