الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"السياحة العلاجية في مصر".. أهل الصحة: آبار ورمال "أم الدنيا" تعالج الأمراض الخطيرة.. 1400 بئر لعلاج الأمراض المستعصية تنتظر التطوير.. هاني الناظر: القطاع تائه ما بين وزارتي السياحة والصحة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السياحة العلاجية فى بلادنا كثيرة ومتنوعة، لكن الثابت أن الاهتمام يتركز على خمس مناطق منها فقط، مما يطرح علامة استفهام كبيرة: «لماذا لا تلتفت الدولة

إلى تلك الكنوز المنتشرة على أرض الوطن؟ ويمكن من خلالها رفع مكانة مصر وتحقيق عائد اقتصادى كبير إلى جانب العائد الدعائى لبلادنا الجميلة التى تبحث عن
«جواهرجى » يلتقط ما نمتلكه ويضع الخطط اللازمة لرفع مكانة السياحة العلاجية؟ 
قال الدكتور هانى الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث السابق، إن مصر بها العديد من المناطق المتميزة والمختلفة الخواص والتركيبات الطبيعية، وذات طبيعة فريدة تمكننا من علاج الكثير من الأمراض الكثيرة وتكون مراكز للسياحة العلاجية، فمصر بها الآلاف من العيون والآبار الطبيعية والكبريتية التى تمتاز بدرجة حرارتها الساخنة، التى أثبتت الأبحاث العلمية أنها غنية بالعناصر الكبريتية بنسبة عالية مقارنة بالآبار الموجودة فى جميع أنحاء العالم.

وأضاف: هناك ما يقرب من ١٤٠٠ عين وبئر منتشرة على الأراضى المصرية موزعة على ١٦ موقعًا لعلاج الأمراض العديدة التى منها البهاق والروماتيزم والكثير من الأمراض الجلدية، كما هناك بعض الشواطئ الموجودة على ساحل البحر الأحمر، وبالتحديد فى سفاجا التى أثبتت الدراسات أنها من أفضل الأماكن فى العالم التى أثبتت قدرتها فى علاج الصدفية برمالها ومائها وجوها النقي.
وتابع الناظر: مصر تمتلك الكثير من المقومات التى تجعلها من أفضل الأماكن فى العالم فى العلاج الطبيعى لامتلاكها خبرة كبيرة فى هذا المجال، كما أن هناك أطباء علاج طبيعى استطاعوا أن يثبتوا بالدراسة أن الطمر فى بعض الأماكن الرملية فى مصر لفترات محددة للشفاء من الأمراض الكثيرة منها الروماتيزم وآلام المفاصل والعمود الفقري.
وأردف: جو مصر النقى والجاف تمامًا من الرطوبة وأشعة الشمس القوية واتساع أرضها وارتفاعها عن سط البحر جعلها من أفضل البلدان فى مجال السياحة العلاجية، فنحن نمتلك ثروة حقيقية لا تقدر بثمن ولكن هى بمثابة الكنز المفقود الذى يحتاج إلى أب شرعى يتبناه للخروج به للنور والاستفادة منه، فالسياحة العلاجية تائهة ما بين وزارتى السياحة والصحة إذا انتعشت فترة قصيرة يتصارعون عليها وإذا ما انخفضت نسبة الإقبال عليها أهملوها وهذا ما جعلها فى أسوأ حالاتها تحتاج إلى من يحنو عليها ويهتم بها.

أما الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبى للمركز المصرى للحق فى الدواء، فقال إن ملف السياحة العلاجية يتضمن عدة جوانب، منها أن مصر تتميز باعتدال الجو طوال العام، كما أننا نمتلك كل الأساليب المتطورة فى العلاج الطبيعى واستغلال الثروات الطبيعية من رمال وعيون وآبار وشواطئ.
وأضاف، وهناك العديد من الأمراض التى يتم الشفاء منها من خلال العلاج الطبيعي، ومنها أمراض المناعة مثل الروماتويد والروماتيزم والإكزيما والحساسية المزمنة والأمراض الجلدية وغيرها، كما أن العلاج من أمراض الكبد وفيروس سى يمكن علاجهما فى مصر بنفس الكفاءة والفاعلية ودرجة الأمان وبأسعار منخفضة جدًا مقارنة بباقى دول العالم، خاصة أن جو مصر النقى يساعد على العلاج من فيروس سى وأمراض الكبد خلال فترة العلاج منهما.

وأشار عز العرب، إلى أن ملف السياحة العلاجية يحتاج إلى أن يتم بشكل علمى ومنهجى من خلال الاتفاق مع المراكز الطبية ذات مستوى الجودة العالمى والمعايير الدولية، حيث يمكن استغلال المستشفيات المتميزة فى مصر كالمستشفيات التعليمية والمراكز التابعة لأمانة المراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة ومستشفيات وزارتى الدفاع والداخلية للاستفادة منها دون تكليف الدولة عمل مراكز علاج طبيعى جديدة.
وأردف قائلا: «أما بالنسبة لأماكن الاستشفاء علينا سرعة استغلال مياه العيون والآبار الطبيعية والرمال والاستفادة منها بطرق وبرامج علمية تحت إشراف الدولة ولا تترك لدخلاء المهنة، فالسياحة العلاجية بشكل عام تشكل أملا جديدا لمصر فى جذب الاستثمارات الكبيرة وتوفر فرص عمل للكثير من المصريين، بالإضافة إلى أن بيئة مصر تمكنها من أن تكون فى المحور الدولى للعلاج الطبيعي».
واستطرد: هناك دولا لا تمتلك نصف الأماكن السياحية العلاجية التى تمتلكها مصر، ولكن تلك الدول استطاعت من خلال الاهتمام بتلك الأماكن وخلق بيئة قانونية حاضنة للسياحة العلاجية لتدر عليها ما يقرب من ٤ مليارات دولار سنويًا من السياحة العلاجية، فى حين أننا أهملنا نحن تلك الأماكن خلال الفترة الماضية، ولكن نتطلع إلى مستقبل مشرق للسياحة العلاجية فى مصر خاصة بعد الاهتمام بالملف الخاص بها من قبل رئاسة الجمهورية.