الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"السياحة العلاجية في مصر".. خبراء يطالبون بإقامة منتجعات قرب مراكز الاستشفاء.. ويؤكدون: الواحات والشواطئ كنوز تفتقد الاهتمام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مصر كنوز تحتاج من ينفض التراب عنها.. مواقع السياحة العلاجية فى بلادنا كثيرة ومتنوعة، لكن الثابت أن الاهتمام يتركز على خمس مناطق منها فقط، مما يطرح علامة استفهام كبيرة: «لماذا لا تلتفت الدولة إلى تلك الكنوز المنتشرة على أرض الوطن؟ ويمكن من خلالها رفع مكانة مصر وتحقيق عائد اقتصادى كبير إلى جانب العائد الدعائى لبلادنا الجميلة التى تبحث عن «جواهرجى» يلتقط ما نمتلكه ويضع الخطط اللازمة لرفع مكانة السياحة العلاجية؟.. على هذه الصفحة محاولة للإجابة عن هذا السؤال.

الكنوز المفقودة تنتظر «الترويج والتسويق»
بحسب تقرير صادر عن منظمة السياحة العالمية ارتفاع عدد السياح الوافدين لمصر إلى ١١.٣ مليون خلال العام المنصرم ٢٠١٨، إذ قفز عدد السياح الوافدين إلى ١١.٣٤٦ مليون سائح، مقارنة بـ٨.٣ مليون سائح خلال عام ٢٠١٧ حققوا عائدًا وصل إلى ٧.٦ مليار دولار، وكان السياح الأوروبيون فى مقدمة الحركة السياحية الوافدة للبلاد بـ ٦.٩ مليون سائح، وارتفعت أعداد السياح الوافدين من دول ألمانيا وأوكرانيا وبريطانيا وإيطاليا والسعودية والسودان وليبيا، إلا أن ألمانيا حافظت على المقدمة متصدرة التدفقات الوافدة بـ١.٧ مليون سائح مسجلة أعلى نموا فى السوق الأوروبية، فيما جاءت أوكرانيا فى المرتبة الثانية بـ١.١ مليون وبريطانيا ٤٣٥ ألفًا وإيطاليا ٤٢١ الفًا وبولندا ٣٠٣ آلاف والتشيك ٢٦٨ ألفًا.

نسبة ضئيلة
لكن مجدى البنودي، الخبير السياحي، يشير إلى أن نسبة السياحة العلاجية ضئيلة جدا، وتمثل السياحة الترفيهية ٨٠٪ من مجمل حركة السياحة فى مصر، وسياحة الآثار ٢٠٪.
وأرجع ضعف السياحة العلاجية إلى عدم وجود منتجعات علاجية بالقرب من مناطق الاستشفاء الطبيعى فى العديد من تلك الأماكن، كما أن رجال الأعمال فى مجال السياحة لا يهتمون بالسياحة العلاجية وينتظرون مبادرة الدولة بالاهتمام بها، ومن ثم يقررون العمل فى هذا المجال، وكذلك الدولة لم تنظر إلى ملف السياحة العلاجية من قبل كما هو مطلوب، فكل الاجتهادات السابقة كانت اجتهادات على مستوى الأفراد فقط، ولهذا مصر متأخرة جدًا فى مجال السياحة العلاجية». وتابع: «السياحة العلاجية فى مصر تحتاج اهتماما حقيقيا من الدولة للوصول بها إلى مكانة مشرفة بين دول العالم، كما أن ملف السياحة العلاجية يحتاج إلى برنامج تنشيط وتسويق، فمصر تمتلك الكثير من الأماكن السياحة العلاجية، لكن لا نهتم إلا بـ٥ أماكن منها فقط، فإذا تم استغلال كل الأماكن العلاجية بجانب امتلاكنا جوا مناخيا معتدلا يتميز بسطوع الشمس طوال العام ودرجة رطوبة منخفضة مقارنة بدول العالم، ولدينا أيضًا ألف كيلو من الشواطئ بجوها النقى على امتداد البحر الأحمر، فبكل تلك المميزات يمكن أن نكون فى مقدمة بلدان العالم فى هذا المجال». وأشار «البنودي» إلى أن شرم الشيخ لا يوجد بها أماكن صحية علاجية تأهيلية للأفواج والأفراد، وخاصة فرق كرة القدم أو فرق الألعاب المختلفة التى تحتاج لملاعب بجوار تلك المنشآت العلاجية، فيجب على مصر توفير أماكن يمكن علاج أو تأهيل اللاعبين من إصابات الملاعب المختلفة كالرباط الصليبى الذى يتم سفر اللاعبين للعلاج منه فى الخارج لعدم وجود إمكانيات، فالاهتمام بهذا المجال سيجلب لنا العديد من الفرق من مختلف البلدان. ولفت إلى ضرورة أن يكون هناك قائمون على ملف السياحة العلاجية يهتمون به ويكون هناك ترابط بينهم وبين القائمين على تنشيط السياحة فى مصر، وعمل منتجعات صحية فى الأماكن العلاجية للتسهيل على السائح المكوث بالقرب من أماكن الاستشفاء طوال فترة علاجه، فوجود إمكانيات الراحة للسائح يمكن التعاقد مع شركات سياحية وشركات تأمين صحى دولية لإرسال أفواج الراغبين فى الاستشفاء على نفقة التأمين الصحى الخاص بهم من خلال تلك الشركات، وبهذا الشكل يمكن استغلال السياحة العلاجية بشكل علمى يجلب لنا مجموعات من السائحين وليس أفرادا فقط.

تنوع سياحى
أما حسن نخلة، نقيب المرشدين السياحيين، فقال: إن مصر بها تنوع سياحى مما يجعلها من أفضل الوجهات السياحية فى العالم خاصة أنها بها جميع متطلبات السائح من سياحة ثقافية والتى تنفرد بها مصر، وسياحة الشواطئ والمؤتمرات والسياحة العلاجية وغيرها. وأضاف: «السياحة العلاجية فى مصر تشمل شقين، الأول وهو العلاج وتناول الأدوية فى المستشفيات لإتمام الشفاء بشكل كامل، مثل أمراض الجهاز الهضمى وفيروس سي، والشق الثانى هو العلاج من أمراض الجهاز التنفسى والجهاز العظمى والأمراض الجلدية المختلفة، فالكثير من العرب لديهم ثقة كبيرة بالطب المصري، لذا هم يأتون للعلاج فى مصر، فلدينا فى واحة سيوة مساحات شاسعة من الرمال التى يتم الشفاء بها من أمراض البرد من الجسم آلام المفاصل والعمود الفقرى وغيرها، وأهالى الواحة محترفين جدًا فى هذا المجال، كما هناك عيون المياه الدافئة والمياه الكبريتية وهذا متوفر فى الواحات البحرية والفرافرة والداخلة وجميع الواحات الغربية كلها بها أماكن للعلاج الطبيعي.
وأشار نخلة، إلى أن السائح الذى يأتى للعلاج لا يأتى بمفرده بل يجلب بعض عائلته معه يبقى لفترات كبيرة، وبعد أن يتم الشفاء يعود ليخبر جميع أصدقائه وأقاربه بشفائه وبهذا يكون السائح نفسه روج للسياحة العلاجية فى مصر بشكل ممتاز، كما أن السائح الذى يبحث عن الدفء والهواء والماء النقى والطمر تحت الرمال رغبة فى العلاجية من الأمراض المزمنة فكل هذا يجده فى مصر، وخاصة فى سيوة ومرسى علم وأسوان والواحات الغربية وعيون موسى وغيرها.

معوقات
وعن المعوقات يقول نخلة: «هناك عدة مشاكل تواجه المرشدين السياحيين وخاصة فى أماكن السياحة العلاجية المتواجدة فى الظهير الصحراء، وهى تمهيد الطرق لتسهيل الوصول لتلك المناطق وأن تكون هناك متابعة أمنية للرحلات العلاجية فى الأماكن الصحراوية، ووضع علامات وإرشادات مرورية على الطرق، وتزويد تلك الطرق بمحطات بنزين، فمصر وجهة سياحة جيدة، ولكن نقص الخدمات على الطرق المؤدية للأماكن السياحة العلاجية يصعب علينا العمل وتقديم أفضل ما لدينا للسائحين.

الواحات كنز
قال الطيب عبدالله، مرشد سياحي، إن أشهر أماكن السياحة العلاجية فى مصر هى الواحات، فالواحات تضم عددا كبيرا من الآبار والعيون الكبريتية، ومساحات شاسعة من الرمال الاستشفائية فى الصحراء الغربية بشكل عام وخاصة فى الواحات وسيوة والفرافرة والداخلة وغيرها. وهناك عيون موسى الأشهر فى العالم كله ويقصدها الكثير من السائحين ويأتون خصيصًا لها من كل مكان، ولكن هناك تقصيرا من الدولة رغم امتلاك مصر مقومات سياحية علاجية ليست موجودة فى أى مكان فى العالم، ولكن نحتاج لدعم الدولة للاستفادة من تلك الأماكن والترويج لها بشكل أفضل. فنحن ينقصنا التسويق لتلك الأماكن داخليًا وخارجيًا، خاصة أن ثقافة المصريين حول العلاج الطبيعى منعدمة تمامًا ويجب على الدولة تثقيفهم للاستفادة من السياحة الداخلية، أما السائحين الأجانب لديهم ثقافة حول العلاج الطبيعى ولكن لا يعرفون قيمة الأماكن السياحية الموجودة فى مصر وقدرتها العلاجية من الكثير من الأمراض التى لا يوجد أماكن للعلاج منها إلا فى مصر.