الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

معاقبة 12 مسئولا بمنطقة آثار الهرم في واقعة سرقة "خرطوش الملك خوفو".. النيابة: المتهمون سهلوا دخول فوج ألماني للاستيلاء على القطع الأثرية.. والحصول على عينات من غرفة الدفن بالهرم الأكبر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قررت المحكمة التأديبية معاقبة 5 مسئولين بالآثار بمنطقة الهرم بالفصل من الخدمة، ومجازاة 3 آخرين بالوقف عن العمل لمدة ثلاثة أشهر، ومعاقبة 4 مسئولين.

بالوقف عن العمل لمدة ستة أشهر، وذلك فى القضية رقم 151 لسنة 2014 الخاصة بواقعة استيلاء فوج ألمانى على خرطوشة الملك خوفو وعينات من غرفة الدفن بالهرم الأكبر وعينات من مقبرة الطيور الأثرية وتهريبها خارج البلاد، للمحاكمة العاجلة.
وكانت النيابة الإدارية إحالة ١٢ مسئولا للمحاكمة العاجلة بعد تحقيقاتها الخاصة بواقعة الاستيلاء على عدد من القطع الأثرية، وهم كل من، محمد فاروق إبراهيم مفتش آثار بمنطقة الهرم سابقًا وحاليًا بمنطقة آثار لاظوغلي، أحمد عبدالمنعم حارس أمن بمنطقة آثار الهرم، الدوش صادق فرد أمن بمنطقة آثار الهرم، همام أحمد حسن مفتش الآثار بمنطقة آثار الهرم سابقًا وحاليًا بالإدارة المركزية للتوثيق الأثري، محمد عبدالرازق حارس آثار بمنطقة آثار الهرم، عفيفى رحيم عفيفى كبير مفتشى آثار الهرم سابقًا وحاليًا بالإدارة المركزية للتوثيق الأثري بوزارة الآثار، أحمد محمد فرد أمن بمنطقة آثار الهرم، عمر على قاسم فرد أمن بمنطقة آثار الهرم، صفوت سعيد فرد أمن بمنطقة آثار الهرم، خالد محمد فرد أمن بمنطقة آثار الهرم، محمد صلاح الدين فرد أمن بمنطقة آثار الهرم، جابر عبد الدايم كبير مفتشى آثار الشئون العلمية بمنطقة آثار الهرم سابقًا وحاليًا أثرى بالإدارة المركزية للتوثيق الأثري.

وكشفت تحقيقات النيابة الإدارية التى تمت بمعرفة المستشار أحمد شعراوي، رئيس النيابة، وبإشراف المستشار عصام المنشاوي، مدير المكتب الفنى لرئيس الهيئة، أنه خلال الفترة من ١٤/٧/٢٠١٣ وحتى ٩/١١/٢٠١٣، بدائرة عمل المتهمين بمنطقة آثار الهرم وبوصفهم الوظيفى السابق لم يؤدوا العمل المنوط بهم بدقة وأمانة ولم يحافظوا على ممتلكات وأموال الوحدة التى يعملون بها ولم يراعوا صيانتها وخالفوا الأحكام والقواعد المنصوص عليها فى القوانين واللوائح المعمول بها، وأتوا ما من شأنه المساس بمصلحة مالية للدولة ولم يحافظوا على الآثار المنوط بهم الحفاظ عليها ولم يتولوا حمايتها وصيانتها وحراستها.
وسمح المتهم الأول لأفراد الفوج الألمانى بالاستيلاء على عينات من سقف وجدران حجرة الدفن الرئيسية للملك خوفو الموجودة داخل الهرم الأكبر، وذلك باستخدام آلة حادة تسببت فى إحداث بعض الخدوش والكشط بالسقف والجدران بالاتجاه الشمالى الغربى أعلى تابوت الملك خوفو الموجود داخل الغرفة مما أضر بالأثر، وذلك بصفته مفتش الآثار المسئول عن مرافقة فوج الزيارة فى هذا اليوم.
كما سمح لهم بالاستيلاء على عينات من المداد الأحمر المكتوب به اسم الملك خوفو على أحد جدران الغرفة الخامسة أعلى غرفة الدفن الرئيسية للملك خوفو، والذى يعرف علميًا بمصطلح «خرطوش الملك خوفو»، وذلك باستخدام آلة حادة أحدثت بعض الخدوش على الإطار الخارجى للخرطوش، وسمح لهم بدخول الحجرات الخمس التى تعلو غرفة الدفن الرئيسية والتصوير بداخلها دون وجود تصريح بذلك، كما قام بإدخال ٥ أفراد فى زيارة خاصة للهرم الأكبر دون الالتزام بالعدد الوارد بالتصريح الصادر من الأمانة العامة والمتضمن السماح بدخول ٣ أفراد فقط.
وأشارت التحقيقات، إلى قيام المتهم الثانى والثالث بالسماح لأفراد الفوج الألمانى بدخول الهرم الأكبر وبحوزتهم آلات حادة استخدموها فى أخذ العينات من سقف وجدران حجرة الدفن الرئيسية للملك خوفو، كما سمح لهم بالدخول وبحوزتهم كاميرات تصوير دون وجود تصريح بذلك، وهو ما ترتب عليه تصوير عملية أخذ العينات من على الجدران والأسقف ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى ويوتيوب، ولم يبلغا مفتش الآثار المرافق للفوج بوجود زيادة فى عدد الزائرين كما هو ثابت بتصريح الزيارة، وذلك بحضور ٥ أفراد لتلك الزيارة، رغم أن التصريح كان لدخول ٣ أفراد ألمان فقط، وذلك بصفته حارس الأمن المنوط بهما التواجد على بوابة الهرم الأكبر وقت الزيارة المنوه عنها.

وقام المتهم الثالث منفردا بإحضار سلم داخل الهرم الأكبر وتمكين أفراد الفوج من الصعود عليه والوصول إلى غرفة الدفن والحجرات الخمس والاستيلاء على العينات الأثرية المنوه عنها.
وسمح المتهم الرابع والخامس لأفراد الفوج الذى زار مقبرة الطيور بالاستيلاء على عينات من أحد جدران المقبرة باستخدام آلة حادة تسببت فى إحداث كسر بحائط المقبرة من ناحية اليسار من بهو المقبرة، والذى نتج عنه شطف جزء حجرى بطول ١٣ سم×عرض ٨ سم×عمق ١ سم مما أضر بالأثر، ولم يبلغ المتهم الخامس منفردا مفتش الآثار المرافق للفوج بوجود زيادة فى عدد الزائرين كما هو ثابت بتصريح الزيارة، وذلك بحضور ٥ أفراد لتلك الزيارة رغم أن التصريح كان لدخول ٣ أفراد، وذلك بصفته مسئول الأمن الذى كان متواجدًا على بوابة المقبرة وقت الزيارة.
وأوضحت التحقيقات أن المتهم السادس، أهمل فى الإشراف على أعمال مفتشى الآثار المرافقين للفوج الألماني، مما ترتب عليه تقاعسهم فى أداء عملهم، وهو ما تسبب فى الاستيلاء على بعض العينات من خرطوش الملك خوفو المرسوم بالمداد الأحمر، وكذلك الاستيلاء على عينات من سقف وجدران حجرة الدفن ذاتها وبعض العينات من أحد جدران مقبرة الطيور وذلك باستخدام آلة حادة أحدثت بعد الخدوش مما أضر بالأثر.
وسمح المتهم السابع والثامن والتاسع بصفتهم أفراد الأمن المتواجدين على البوابة الرئيسية لمنطقة آثار الهرم، بدخول الفوج الألمانى لمنطقة آثار الهرم بعد مواعيد العمل الرسمية، أما المتهمون العاشر والحادى عشر فاهملا فى الإشراف على أعمال المتهمين السابع والثامن والتاسع، مما ترتب عليه ترديهم فى المخالفة المنسوبة إليهم.
وقام المتهم الثانى عشر بالجمع بين وظيفته كبير مفتشى الآثار بمنطقة الهرم والعمل كمرشد سياحى يوم الزيارة دون الحصول على إذن من جهة عمله الممثلة فى وزارة الآثار، وذلك بأن رافق الفوج الألمانى الذى زار مقبرة الطيور داخل المنطقة فى ذات اليوم وذلك بالمخالفة للقانون والتعليمات، وترك العمل بمنطقة آثار الهرم وذلك بتواجده مع أعضاء الفوج الألماني، وكلف المتهم الثالث بإحضار سلم وتمكين أفراد الفوج من الصعود عليها والاستيلاء على العينات المنوه عنها.

وارتأت النيابة الإدارية أن المتهمين قد ارتكبوا المخالفات الإدارية والمالية المنصوص عليها بالمواد ٦٢، ٧٦، ٧٧، ٧٨، من قانون نظام العاملين المدنيين بالدولة رقم ٤٧ لسنة ١٩٧٨ والمادة رقم ٢٩ من القانون رقم ١١٧ لسنة ١٩٨٣ بشأن حماية الآثار، وطلبت النيابة الإدارية محاكمتهم تأديبيًا.
وحسب ما جاء بأقوال المتهمين وإقرارهم بتواجدهم بمنطقة آثار الهرم وقت زيارة الفوج الألماني، الأمر الذى يتضح معه قيام مسئوليتهما عن المخالفات المنسوبة إليهما وثبوتها ثبوتًا كافيًا فى حق المتهمين وإهمالهم الشديد فى أداء وظيفتهم وعدم بذل عناية لما تحمله وظيفتهم من أهمية تكمن فى المحافظة على الآثار المصرية، خاصة أهم وأكبر أثر عرفه العالم وهى منطقة آثار الهرم وما تشمله من آثار فى بالغ الأهمية ومطمع لكل حاقد على الدولة، فقد أفصحت أوراق القضية عن تسلسل الإهمال من قبل المتهمين بداية من أفراد أمن البوابة الرئيسية لدخول منطقة آثار الهرم، مرورا بأفراد أمن الأثر ذاته منتهيه إلى مفتشى الآثار وكبير مفتشى الآثار مما مكن أفراد الفوج الألمانى من سرقة تلك العينات وتصوير عملية السرقة ثم إقامة مؤتمر فى الخارج لشرح عملية أخذ تلك العينات مما أظهر معه آثار مصر أنها مباحة للجميع.
وقامت لجنة ممثلة فى وزارتى الخارجية والآثار من استرجاع تلك العينات المسروقة وفتح الحقيبة الدبلوماسية الواردة من سفارة مصر ببرلين والتى تحتوى على العينات المسروقة من الغرفة الرئيسية لهرم خوفو وتم إيداعها ببدروم المتحف المصري.
وبناء على ذلك، أصدرت المحكمة التأديبية قرارها فى الدعوى رقم ٢٦٠ لسنة ٥٩ ق، بمجازاة المتهم الأول والثانى والثالث والرابع والثانى عشر بالفصل من الخدمة، وبمجازاة المتهم السادس والعاشر والحادى عشر بالوقف عن العمل لمدة ٣ أشهر، وبمجازاة الخامس والسابع والثامن والتاسع بالوقف عن العمل لمدة ٦ أشهر.