السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

صالح مرسي.. المهاجر

صالح مرسي
صالح مرسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان الأديب الكبير الراحل صالح مرسي، المولود في السابع عشر من فبراير 1929، متعدد المواهب، فقد كان صحفيًا كبيرًا وأديبًا موهوبًا وكاتبًا دراميًا متميزًا، وشهدت رحلة حياته الكثير من المحطات والتحولات؛ منذ عمل مساعد مهندس في الجيش بين عامى 1948 و1955، وتخرجه في قسم الفلسفة بكلية الآداب سنة 1950.
عمل مرسي في البحر فترة غير قصيرة، وانعكس عمله على بعض مؤلفاته التي تقتحم مجالات لم ينتبه إليها معظم كتاب الأدب المصري، وإذا كان فيلم «زقاق السيد البلطى»، الذي أخرجه توفيق صالح، ناجحًا مميزًا، فإن النص الروائى لا يقل أهمية وخطورة في الرؤية والمعالجة، ففى الرواية شخصيات واقعية ذات طابع أسطوري، أما اللغة فتأخذ من البحر همس أمواجه الغاضبة، والأحداث تدير الظهر لكل ما هو تقليدى رتيب مكرور.
احترف مرسي الصحافة منذ منتصف الخمسينيات، حيث تألق قلمه في مجلات «الهدف» و«الرسالة الجديدة» وبعض مجلات «دار الهلال»، حتى انتهى به المطاف في مؤسسة «روز اليوسف»، ليصبح واحدًا من أهم علاماتها ونجومها.
لم يلتفت الكثير من النقاد إلى أدب مرسي الرفيع، والذي وصفه الناقد مصطفى بيومي بأنه "المتميز المختلف"، حيث يقدم في رواياته وقصصه القصيرة عالمًا جديدًا في أعمال، مثل «الكداب»، و«زقاق السيد البلطى»، و«البحر»، و«المهاجر»، و«الخوف»؛ ولعل شهرته ككاتب تليفزيونى ناجح قد ظلمت إبداعه الأدبي، فإذا ذُكر اسمه لا بد أن تتجه الأذهان إلى مسلسلاته الشهيرة «رأفت الهجان»، و«الحفار»، و«دموع في عيون وقحة»، فضلًا عن الفيلم ذائع الصيت الذي أخرجه كمال الشيخ «الصعود إلى الهاوية».
في أغسطس 1996 وهو يقضى إجازة في الساحل الشمالي، رحل البحار عنا متأثرًا بأزمة قلبية مباغتة، وخلف ورائه تراثًا يستحق المزيد من الدراسة والاهتمام، في الأدب والتليفزيون والسينما.