يعد شارع فلسطين بمحافظة بورسعيد، أحد أشهر الشوارع، ليس فى مصر ولكن فى الشرق الأوسط خلال القرن الماضي، كونه كان يطل حتى نهاية الألفية الماضية مباشرة على المجرى الملاحى لقناة السويس، إذ يتمكن زوار المدينة من رؤية السفن العابرة للقناة على بعد عدة أمتار قليلة منها، لا يفصلهم عنها سوى سور حديدى قديم، وذلك قبل أن يتم إنشاء ممشى سياحى عام 1999، ليمتد بمحاذاة ضفة قناة السويس بداية من مرفق المعديات وحتى بداية ممشى تمثال ديلسيبس، ليقف مانعًا بين شارع فلسطين والقناة، لتفقد المنطقة هويتها وجمالها وتراثها تدريجيًا، خاصة بعدما تحول الممشى فى معظمه إلى محال لبيع الهواتف المحمولة.
واستجابة لمطالب فئات مختلفة بالشارع البورسعيدى لإزالة الممشى وإعادة تطوير المنطقة، أعلنت محافظة بورسعيد عن صدور قرار بإزالة المحلات أسفل الممشى السياحى بشارع فلسطين بالمحافظة، تمهيدًا لهدم الممشى وتنفيذ مخطط لتطوير المنطقة بالكامل.
قال اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، إن الأيام المقبلة ستشهد إخلاء محلات الممشى السياحى بشارع فلسطين، الذى يعتبر أهم شارع سياحى فى مصر إلى طبيعته بعد اختطافه فى ظروف غير طبيعية بنهاية التسعينيات؛ حيث توالت عليه محاولات طمس هويته وإزالة معظم مبانيه التاريخية والأثرية، تمهيدًا للبدء فى تنفيذ المخطط السياحى لتطوير الشارع وإعادة الأمور إلى طبيعتها بإزالة الحواجز بين الرؤية الطبيعية لقناة السويس وشارع فلسطين، وهو حق لكل المصريين وأبناء بورسعيد، كما سيتم تطوير المبانى التراثية والتاريخية فى الشارع لوضعه على الخريطة السياحية العالمية لمصر بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضارى، ليكون سفيرًا لمصر إلى كل دول العالم من خلال السفن العابرة بجانبه فى المجرى الملاحى للقناة.
وأكد المحافظ أن معظم المحال التجارية بالممشى السياحى تم تأجيرها من الباطن، والدولة لن تفرط فى حقها، وأن المحال التجارية المتواجدة بالممشى السياحى انتهت عقودها، وعليها مديونية 3 ملايين جنيه لصالح الجهاز التنفيذي، وأرسل المستشار القانونى للجهاز التنفيذى للمنطقة الحرة، أكثر من إنذار منذ ثلاثة أشهر، للاستعداد لتنفيذ قرار الإخلاء ودفع المديونية المستحقة على إجمالى شاغلى هذه المحلات دون استجابة لسداد حقوق الدولة، لافتًا إلى أنه لمراعاة البعد الاجتماعى تم الإعلان عن مزاد على محلات المول التجارى أمام الباتروس، وكذلك المحلات التى تم إنشاؤها على سور قرية الكروان والدور الأخير بالمول التجارى بالنورس.
وأشار الدكتور أحمد داود، نقيب المهندسين ورئيس اللجنة المشرفة على اختيار المشروعات المرشحة لتطوير الشارع، إلى أن المخطط النهائى للشارع سيكون عالميا بأيدى الشباب، معلنًا أنه تم حجب الجائزة الأولى فى حين اشتركت مجموعتان من المتسابقين فى جائزة المركز الثانى، وقيمة كل منها 15 ألف جنيه، كما فازت مجموعتان بجائزة المركز الثالث وقدرها 10 آلاف جنيه، ومنحت اللجنة جائزة تشجيعية قدرها 5 آلاف جنيه لمجموعة ثالثة، مشيرًا إلى أنه تقدم للمسابقة 13 مشروعا ومنح المحافظ باقى المشاركين جائزة وقدرها 1000 جنيه لكل منهم تشجيعا على المساهمة بالمحاولة والفكر فى مشروع وتطوير هذا الشارع الحيوى.
أوضح المهندس كامل أبو زهرة، السكرتير العام للمحافظة، أنه سيتم جمع المشروعات الفائزة فى المسابقة، وعرضها على جهاز التنسيق الحضارى بالقاهرة، لأخذ النقاط الإيجابية من كل مشروع والخروج بمشروع موحد لبدء التنفيذ على الفور، والتى تتولى تنفيذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مؤكدًا أن بورسعيد بتنفيذ هذا المشروع تسجل وقفة تاريخية لتصحيح الأمور وإعادتها إلى طبيعتها مع هذا الشارع الذى يعد ملكا لمصر بأكملها، موجهًا الشكر للمحافظ على هذا القرار التاريخي، ولأعضاء لجنة التحكيم والشباب المشاركين فى المسابقة، مؤكدًا أن بورسعيد من حقها أن تفخر بهذا الشباب الواعد.
