الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

«فؤاد حجازي».. كاتب بدرجة مقاتل

فؤاد حجازي
فؤاد حجازي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"علّمني الأسر أن أكون أكثر إنسانية" بتلك الكلمات وصف الكاتب الكبير فؤاد حجازي فترة أسره بسجن "عتليت" الإسرائيلي، وهو الأديب الذي فضل الابتعاد عن العاصمة وصخبها وفضل أن يكون بقريته بمحافظة الدقهلية، والذي رحل عن عالمنا اليوم الجمعة الموافق 15 فبراير الجاري عن عمر يناهز 81 عامًا بعد صراع مع المرض. 
عاصر حجازي حروب مصر في العصر الحديث وكتب عنها في رواياته فأصبح من أشهر رواد أدب الحرب
يقول حجازي في أحد حواراته الصحفية: "لقد عشت تجربة الحرب منذ 56 منذ العدوان الثلاثي على مصر وكتبت وقتها عن المقاومة الشعبية في القنطرة شرق وعن الحرب ثم تجربتي في سجن عتليت الإسرائيلي والتي كتبت خلالها رواية "الأسرى يقيمون المتاريس" والتي ترجمت للإنجليزية والروسية".
وأُسر حجازي في سجن عتليت الإسرائيلي ثمانية أشهر كتب بعدها، رواية "المحاصرون " و"الرقص على طبول مصرية " وغيرها من الأعمال التي جعلت الأدباء يعتبرون فؤاد حجازي رائد أدباء الأقاليم وعززه لدي محبيه أكثر سلسلة " أدب الجماهير " التي حلت الكثير من مشاكل النشر لدى الكتاب في الأقاليم، كتب في أدب الطفل وحصل من خلاله على جائزة الدولة التشجيعية 
قدم سردًا يتسم بالخصوصية والتفرد فهو كاتب بدرجة مقاتل، وأحد أهم الكتاب الذين أثروا كتابة الطفل في مصر والعالم العربي، وله في ذلك إنجاز كبير ومشهود، وأسس حجازي عدة مشروعات ثقافية مهمة منها سلسلة "أدب الجماهير" التي أسهمت في تقديم عشرات الأسماء الإبداعية إلى الوسط الأدبي. 
ولد حجازي في الحسينية بالمنصورة في 8 ديسمبر 1938، وحصل على الثانوية العامة والتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة في العام نفسه وفُصل منها عام 1959، وشارك في حرب 67، وتم أسره فيها وقضى في سجن عتليت بإسرائيل ثمانية شهور، ودخل فؤاد السجن عدة مرات لتهم سياسية كانت المرة الأولى عام 1959، واستمرت إقامته فيه تسعة وثلاثون شهرًا قضاها في سجن الواحات وسجن مصر وسجن القناطر، وفي عام 1971م دخل سجن القلعة فقد اتهم بالمشاركة في مظاهرات الطلبة وأمضى أربعة أشهر في هذا السجن، وفي أحداث الخبز 18 و19 يناير 1977 ألقي القبض عليه وأمضى شهرين في سجن القلعة، كما عمل في العديد من المهن المختلفة. 
صدر لحجازي نحو ثلاثين كتابًا في الرواية والقصة القصيرة والمسرح والنقد التطبيقي والسيرة الذاتية، وأصدر تسع روايات هي "شارع الخلا"، و"نافذة على بحر طناح" و"المحاصرون" و"رجال وجبال ورصاص" و"الأسرى يُقيمون المتاريس" و"العمرة" و"القرفصاء" و"متهمون تحت الطلب" وعنقودة وسمرة، كتب رواية عن الحروب التي خاضتها مصر في العصور الحديثة بعنوان "الرقص على طبول مصرية"، ولهذا لقبه النقاد بـ رائد أدب الحرب. 
كما صدر له ست مجموعات قصصية هي: "سلامات" و"كراكيب" و"سجناء لكل العصور و"الزمن المستباح" و"النيل ينبع من المقطم" و"كحكة للصبي"، بالإضافة إلى عدد من المجموعات القصصية والروايات للأطفال منها: "حلوان شامة" و"أمن الذئاب" و"الأسد ينظر في المرآة" و"شجرة الدر تتلقى الأمانة" و"مجلس الملكات" و"طيور البجع تضحك"، كما صدر له مسرحيتان باللغة العامية وهما الناس اللى مامعهاش، حاملات البلاليص، وخمس مسرحيات من مسرحيات الفصل الواحد بعنوان "عفوًا رئيس الديوان"، كما أصدر كتابًا في النقد التطبيقي بعنوان "أوراق نقدية" وله كتاب يضم فصولًا من سيرته الذاتية بعنوان "أوراق أدبية
وأسس عام 1968م سلسلة "أدب الجماهير" في المنصورة التي أسهمت في حل مشكلة النشر أمام الأدباء الجدد ونشرت أكثر من مائة عمل فني "ما بين رواية وديوان شعر ومجموعة قصصية ومسرحية ودراسة نقدية" وقدّمت أكثر من ثلاثين صوتًا أدبيا للساحة منهم من حقق حضورًا ملموسًا ومن الذين قدمتهم في شعر العامية: إبراهيم رضوان وزكي عمر وفي الشعر محمد يوسف وفي الرواية والقصة: عادل حجازي وعبد الرحمن الجمل وفي المسرح: السيد حافظ وفي النقد: علي عبد الفتاح وإبراهيم عوض وأحمد يوسف ومحمود حنفي كساب وعبد المنعم عبد القادر … وغيرهم.