"مصر للجميع".. لم تكن كلمة براقة بدون مضمون، بل إن معانيها رنانة، وهذا يؤكده ملتقى "أولادنا" لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي ينطلق اليوم الجمعة، في دورته الثالثة بالمسرح الكبير بدار الأوبرا ويستمر حتى ٢١ من هذا الشهر بمشاركة ٣٦ دولة.
ويبلغ ذوي الاحتياجات الخاصة بالعالم، أكثر من مليار شخص في العالم لديهم شكل من الإعاقة، وهذا يمثل 15% من سكان العالم، أما مصر 10.6% من سكان مصر "ذوو احتياجات خاصة"، وهناك عدد يتراوح ما بين 110 - 100 مليون شخص لديهم صعوبات كبيرة للغاية في العمل.
وتسعى مصر لتصبح بأماكنها السياحية الساحرة بالفعل ملكا للجميع، حتى أولئك الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة، الذين لم يتصوروا من قبل إمكانية حصولهم على رفاهية من قبل الوزارات أو حتى الاهتمام بأمورهم أو حتى مجرد التفكير بهم.
في هذا السياق أكد مجدى صادق، الخبير السياحي عضو غرفة شركات السياحة، أن الاهتمام من قبل وزارة السياحة وكل الجهات المعنية بالتخطيط، لسياحة ذوى القدرات الخاصة، وافتتاح الملتقى الثالث لهم، يؤكد أن مصر كبيرة بأولادها وأن ذوي القدرات الخاصة لهم حق الانتفاع والتقدير وإبرازهم للعالم كله.
وأضاف صادق أن ذوي الاحتياجات الخاصة، يمثلون شريحة كبيرة على مستوى العالم، أما على المستوى المحلى، فقد أولى رئيس الجمهورية اهتماما كبيرا بهم وخصص لهم عام 2018 لذوي القدرات الخاصة تقديرا لهم، كي يشعرون أن هذا الوطن وطنهم، ولا يوجد عواقب لتحقيق أحلامهم ومن حقهم أن يجدوا راحة وسهولة فى إجازاتهم ورحلاتهم، خاصة أن أنظار العالم كله حاليًّا تتجه إلى هذه النوعية من السياحة، التى بدأت أوروبا فى استقطابها.
وأشار إلى أن سياحة ذوى الاحتياجات الخاصة، في مرحلتها الكبيرة للنمو بشكل أسرع على مستوى العالم، وذلك لأن السائح من ذوى الاحتياجات الخاصة، وهذا ما تهتم به وزارة السياحة لتحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات السياحية العظيمة التي تملكها مصر، كما أن الاهتمام بها تستقطب أكثر من 2 مليون سائح من ذوى الاحتياجات الخاصة لأن صاحب القدرة يحتاج إلى السفر فى مجموعات من أسرته وأصدقائه، من مختلف العالم، ولها مردود اقتصادي قوي وكذلك أمني وتعطى انطباعًا ورسالة للعالم، بمدى تحضر ورقيّ مصر واهتمامها بذوي القدرات الخاصة.
كما اتفق الخبير السياحي، عاطف بكر عجلان، عضو غرفة شركات السياحة، مع وزارة السياحة وما تسعى إليه من نمو السياحة وكذلك الاقتصاد وفوق ذلك ذوي القدرات الخارقة التي أهم أصل مصر في البطولات والحرف وغيرها لأنهم لا يعرفون المستحيل وكذلك في العالم كله.
وأشار عجلان إلى أن حضور وزير الشباب والرياضة ووزيرة الهجرة ووزيرة التضامن الاجتماعي ووزيرة الثقافة، لملتقى "أولادنا" يؤكد الدعم الكامل ومدى تمكين الأشخاص ذوى الإعاقة وضمان الشمول والمساواة فى إطار السعى لتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وتابع حديثه هناك نقاط كثيرة لا بد من النظر إليها في الوقت الحالي لضمان نجاح منظومة السياحة وخاصة للشريحة السياحية المهمة لذوي الاحتياجات الخاصة بمصر والعالم، أن تراعى الفنادق التي تستضيف الوافدين مواصفات راحة هذا السائح من منحدرات لسهولة الصعود والهبوط بدلًا من السلالم وتجنب توقفها لأي سبب، الاهتمام بمواصفات الغرفة وكذلك الشواطئ الخاصة لخدمة هذا النوع من السياحة، لأن التجهيزات الحالية فى بعض الفنادق والقرى السياحية، هى جهود فردية، لا ترتقى لنجاح المنظومة التي تسعى لها وزارة السياحة أو الحكومة، والكثير من ذلك الاهتمام الكامل بتوفير وسائل مواصلات سياحية مجهزة خاصة فى ظل إعفاء سيارات المعاقين من الجمارك والذى من الممكن أن يطبق على الشركات السياحية التى تعمل فى هذا النشاط خاصة أن ذوي القدرات يودون معرفة كل شيء والنفع بأوقاتهم في أي مكان وذلك يكسب مصر سمعة جيدة في الوقت الحاضر وهذا ما تحتاجه أم الدنيا.
وأضاف أن اهتمام الدولة بأولادنا من ذوى الاحتياجات الخاصة بجانب كونها قضية إنسانية فهى تجعل الاتجاه العام لسياسة الحكومة تتجه إلى النجاحات المتوالية وخاصة بعد اتجاه أنظار العالم لها، مؤكدا أن الاهتمام بذوي الإعاقة والتسهيل والأمان في تحركهم وزيارتهم للأماكن السياحية والأثرية، مهمة للغاية حتى نضمن نجاح تسويق جذب شريحة ذوى القدرات الخاصة، من أسواق السياحة العالمية.
