السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

دار "بن لقمان" بالمنصورة.. تاريخ يعاني الإهمال

دار «بن لقمان» بالمنصورة
دار «بن لقمان» بالمنصورة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرت ٨٠٠ عام ولا تزال دار ابن لقمان تقف شاهدة على أحداث جسام شهدتها مدينة المنصورة، فهى الدار التى لقى فيها الملك لويس التاسع ملك فرنسا شر هزيمة، وتم حبسه فيها، وذلك قبل أكثر من ٧٦٣ عاما لتكون تتويجا لانتصار الشعب المصرى فى المنصورة على الحملة الصليبية. 
تقع دار بن لقمان بشارع بورسعيد وتعاني حالة من الإهمال الشديد فى ظل احتفالات المحافظة بمرور ٨٠٠ عام على إنشاء المدينة وإقامة حفلات فنية ومهرجانات بمناسبة تلك الذكري.
أنشئت الدار فى البداية علي شاطئ النيل حينذاك فى مدينة المنصورة وأصبح الآن على مسافة لا تقل عن ٥٠٠ متر عن نهر النيل وتحمل الدار طابع عربي قديم مكون من السلاملك وهو سكن الرجال والحرملك وهو سكن النساء حينما أمر محمد بن محمد بن أيوب ناصر الدين «بإحضار السفن محملة بالبلاط والحجر لتأسيس مدينة المنصورة، حتى تم تسجيله فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار الوزاري رقم ١٠٣٥٧ فى تاريخ ٢١ نوفمبر ١٩٥١ وحضر الرئيس جمال عبدالناصر لافتتاحه إبان زيارته للمدينة عام ١٩٦٠.
بعدها تدخل الدار طى النسيان حتى وقتنا الحالى وتركته وزارة الآثار عرضة للعوامل الجوية دون أدنى رعاية ليصبح فى حال يرثى لها يطلب من يحنو عليه ليعيد آلية بريقه مرة أخرى.
بنيت الدار على الطراز الإسلامى وهى مكونة من طابقين وذات باب كبير يصل طوله إلى ما يزيد على مترين ومنقسم إلي باب آخر يحويه لا يتجاوز طوله الأربعين سنتيمتر ويقال إن الباب الصغير أنشئ خصيصا فى قلب هذا الباب لكي يدخل الملك لويس محني الظهر إلي الأسر.
ويضم الطابق الأول قسمين، الأول عبارة عن غرفتين تقع علي يمين الداخل بكل منهما كوة صغيرة كانت عبارة عن نافذة تطل علي الطريق ولكنها أغلقت منذ أمد طويل، والقسم الثاني وهو علي يسار الداخل وكان مكون من غرفتين أيضا ولكن نظرا لتهدمهما فقد أعيد بناؤهما علي هيئة صالة متسعة اتخذت متحف يؤرخ لتاريخ الحملات الصليبية حيث يوجد به صورة ضخمة تمثل معركة المنصورة أمام الصليبين وأيضا تمثال نصفي لصلاح الدين الأيوبي وكذلك مجموعة من الأسلحة المستخدمة فى هذا العصر من رماح وأسهم وخناجر ودروع.
أما الطابق الثاني فيضم غرفة واحدة وهي الغرفة التي أسر بها لويس التاسع وتتكون من أريكة خشبية وخزانة فى الحائط ونافذة مطلة علي الخارج وكرسي ضخم، وأهم ما يميز الغرفة هو تمثال بالحجم الطبيعي للملك لويس والأغلال فى يده وخلفه الطواشي صبيح وهو حارس كان يقوم بحراسته.
تاريخ فريد
يقول سامح الزهار، الباحث الأثري، إن الدار أقيمت مع بدايات إنشاء الكامل محمد بن العادل لمدينة المنصورة عام ٩٧٥م تقريبا حيث كانت المدينة عبارة عن جزيرة صغيرة يطلق عليها جزيرة الورد، حيث بدأ العمران بها وأصبحت مُلتقي للتجارة بين الأقاليم.
وأضاف أن الدار كان يجاورها عند بنائها مسجدا كبيرا يطلق عليه مسجد الموافى نسبة للشيخ الموافى والذي كان يقيم حلقة علم به ودفن به، علما بأن الذي بناه هو الملك الكامل مع بداية تكوين المدينة، ولا يزال هذا المسجد موجودًا للآن وقبلة المسجد لا تزال تدخل فى حائط دار ابن لقمان مما يدل علي قدم هذه الدار وكونها من عهد بناء هذا المسجد. 
وأوضح، أن الدار يضم التراث الإسلامي الذي كان شاهدا على تاريخ المدينة من بينها جزء من وقف عبدالرحمن المغربي على ابنته فاطمة خاتون عام ١٢٤٣ هـ.
وأشار إلى أن الدار أسسها فخر الدين بن لقمان، قاضى المدينة، وقد أنشئت منذ ما يقرب من ٨٠٠ عام، وعندما أسر لويس التاسع لم يكن هناك مكان أكثر أمانا من دار ابن لقمان، فتم حبسه فيها وكان فى حماية حارسين يتبادلان الحراسة بالتناوب.
وعن الدار فأوضح أن الدار لم تكن مهملة ولكن بسبب الطبيعة الجغرافية للمنطقة التى يقع بها حاصرته المياه الجوفية وتوقفت رحلات المدارس وأصبح يعاني من الإهمال الشديد.
وطالب الزهار بوضع دار بن لقمان على الخريطة السياحية المصرية خاصة أن الفرنسيين يتمنون تنظيم رحلات إلى المنصورة ومشاهدة الدار التي كانت شاهدة على أسر أحد أهم ملوك فرنسا.