الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بأي ذنب ذبح.. مقتل سائق دافع عن سيارة أكل عيشه بالقليوبية.. "أرجوكم متسيبوش حقي ولا تضيعوه" آخر كلمات الضحية لشقيقه.. وأسرته تتهم المستشفى بالإهمال في إنقاذه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة، مساءً، الأربعاء الماضي، استقل "خالد زكريا حسن أحمد، 59 سنة" سيارته، وطلب من نجلته أن تلحق به إلى شقيقته لحين أن ينتهى من بعض المتطلبات، لو كان يدرى بالمصير المجهول الذي ينتظره، وأنه سيجعل تلك المرة هي الأخيرة التي سينظر فيها إلى نجلته ويحدثها لكان رفض الخروج حينها.

غير أن القدر قًدر له أن يُصبح ضحية للدفاع عن مصدر رزقه، حيث التقيا بمجهولين بالطريق وطلبوا منه أن يوصلهما لأحد المناطق النائية واستغلوا الفرصه وقاموا بذبحه محاولين سرقة سيارته لكنه لم يستسلم وبالفعل دافع عن مصدر اكل عيش أولاده لكن كان مصيره الذبح على يد هؤلاء المجهولين ومن ثم تركوه سائح بدمائه وهربوا.
تلك الواقعة حدثت داخل محافظة القليوبية، وكشف تفاصيلها شقيق المجني عليه، "رضا.زكريا"، قال:"خالد كان موظف بمديرية الشباب والرياضة بمدينة بنها، ولديه نجلتان الكبري "مى"، متزوجة، والصغري "غادة"، بالصف الثالث بكلية الآداب، مضيفًا أن شقيقه قام بشراء سيارة "سزوكى" مؤخرًا وخصصها لتوصيل تلاميذ المدارس، وفى اليوم الموعود طلب من نجلته "غادة" فى الساعة الثامنة مساءًا أن تسبقه إلى عمتها وأنه سيقوم بتفويل بنزين للسيارة حتى يكون مستعدًا لعمله صباحًا فى توصيل التلاميذ إلى المدرسة".

وأضاف شقيق المجنى عليه: "ساعة تلو الأخرى ولم يأت خبر عن "خالد" ولا يجيب على هاتفه، وبعد عدة ساعات تلقينا هاتف من مستشفي طوخ المركزى تخبرنى أن شقيقى أتى إليها مستقلًا سيارته ومصاب بالرقبة واليد، وحينما توجهت إلى المستشفى اخبرونى أنه تم نقله إلى مستشفى بنها الجامعى، لا تزال اللحظات تمر ومازلت اجهل المأساة الى مر بها أخى".
يصمت شقيق المجنى عليه لثوانٍ ليسترجع الحالة التى كان عليها المجنى عليه قبل أن يفارق الحياة بدقائق، قائل:"حينما توجهت إلى مستشفى بنها الجامعى وجدت الشرطة وكان شقيقي على فراش الموت فطلب أن يحدثنى، قائلًا:"عايز اتكلم واحكى اللى حصل"، وحينما نظرت إلى ملامح وجهه وجدتها تترجانا وكأنها تتحدث إلينا قائلة:"ارجوكم متسيبوش حقى ولا تضيعوه".


وتابع شقيق المجنى عليه حديثه:"بدأ شقيقى فى كشف ماحدث مشيرًا إلى أن رجلان استوقفاه بمنطقة الكوبري ببنها وطلبا منه توصيلهما إلى منطقة السفاينه بطوخ، وجلس احدهما جواره وكان طويل القامه ويرتدى جاكيت وبنطال وذو شعر طويل، والآخر خلفه، وفى مفترق الطريق أمام شريط السكة الحديد على الطريق طلبا منه الوقوف واخترعوا حجه لإلهائه مشيران إلى ان زوجة احدهما سوف تعبر شريط السكه الحديد وسيسطحبوها معهما، وحينما توقف لثانيه قام احدهم بالهجوم عليه واشهر سلاح ابيض "مطواة" فى وجهه وطلب منه النزول من السيارة، لكنه رفض الاستسلام لهما، فنشبت بينهم مشاجرة فأصاب احد المتهمين بيده، وحينها اصابوه بجرح برقبته ويده وتركاه ينزف وفتحا باب السيارة وفرا هاربان، وبعدها حمل شقيقي حاله وظل ينزف وقاوم الموت مستقلًا سيارته بمفرده حتى وصل إلى مستشفي طوخ، ومنها تم نقله إلى مستشفى بنها الجامعى، استمر شقيقى 5 ساعات يصارع الموت وفى النهاية توفى نتيجة أن الجرح وصل إلى القصبة الهوائية".

واردف شقيق المجنى عليه:"أن جزء كبير من الإهمال الذى تعرض له شقيقه داخل مستشفي بنها الجامعى ومستشفي طوخ، كان سببًا فى وفاته، مشيرًا إلى أن حينما وصل شقيقه إلى مستشفي طوخ فالأطباء قاموا بخياطه غرز الرقبة ولم يقوموا بتوقف النزيف، وبعدها اكملت المسيرة مستشفي بنها الجامعى ولم يقوموا بفحص الحالة جيدًا".



وتم تشكيل فريق بحث مكون من مباحث مركز طوخ وقسم اول بنها لكشف ملابسات الواقعة، وكشفت تحريات اجهزة الأمن أن كاميرات المراقبة قامت برصد المتهمين اثناء ايقافهم للمجنى عليه لكنها لم تحدد ملامحهم.


البداية بتلقي اللواء رضا طبلية إخطارا من مركز طوخ مفاده ورود إشارة من مستشفى طوخ المركزي بوصول المدعو خالد زكريا حسن أحمد، 59 سنة، موظف ومقيم 2 شارع علي بن أبي طالب – دائرة قسم أول بنها، مصاب بجرح بالرقبة وجرح قطعي باليد اليمنى مستقلًا السيارة قيادته ماركة "سوزوكى".

بالانتقال والفحص وسؤال المصاب أفاد بأنه حال سيره بالسيارة قيادته بناحية مدينة بنها، قام شخصان (مجهولان) باستيقافه وطلبا توصيلهما إلى قرية السفاينة – دائرة مركز طوخ، ولدي وصولهم إلي مدخل القرية قاما بمحاولة الاستيلاء علي السيارة وقام أحدهما بالتعدي عليه بالضرب وإحداث ما به من إصابات، إلا أنه تمكن من مقاومتهما ومنعهما من الاستيلاء عليها وفرا هاربين.

وتحرر عن ذلك المحضر رقم 3297 جنح مركز طوخ لسنة 2019، حتى توفي بعد ذلك داخل المستشفى متأثرا بإصابته.