الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

بالصور.. خدعة الداعشي الفرنسي "أبو صهيب" للفرار من القتال

الداعشي ابو صهيب
الداعشي ابو صهيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتوالى التقارير حول التصدع في صفوف تنظيم داعش الإهاربي، ومحاولة بعض عناصره الفرار من القتال، خاصة بعد انحسار سيطرته على الأرض، واقتراب طرده من آخر معاقله في شرق سوريا.
ففي 13 فبراير، نشرت قناة "السومرية" العراقية، وثيقة جديدة تكشف محاولة أحد مقاتلي داعش في مدينة الرقة في شمال سوريا، الهروب من أرض المعركة، مختلقا الأعذار في هذا الصدد.
وحسب ما ورد في الوثيقة، فإن الداعشي الفرنسي "أبو صهيب"، قال إنه يعاني من آلام في الكعبين والظهر، وإنه يريد العودة إلى فرنسا، لتنفيذ عملية انتحارية.
وأوضحت الوثيقة، الصادرة عن "كتيبة طارق بن زياد" في التنظيم الإرهابي، والتي نشرها أيضا موقع "صواب"، المتخصص في التصدي للجماعات المتطرفة، أن الفرنسي أبو صهيب "يدعي المرض، وليس له تقرير طبي".
وفي العام الماضي، كشفت وثائق مماثلة، نشرتها قناة "سكاي نيوز عربية"، وعُثر عليها في العراق، أن عددا من إرهابيي التنظيم اختلقوا الأعذار، حتى يتجنبوا المشاركة في القتال بمدينة الموصل في شمال العراق.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، اعتقلت مؤخرا الداعشي الفرنسي أبو صهيب ذا اللحية الحمراء، ويبلغ من العمر نحو ستين، والذي ظهر في مارس 2015 في فيديو ببزة مبرقعة وعلى كتفه رشاش، روى فيه كيفية اعتناقه الإسلام وانضمامه لتنظيم داعش الإرهابي.
وجاء الفيديو، الذي بثه التنظيم الارهابي في حينه، ضمن سلسلة تسجيلات ترويجية للتنظيم تحمل عنوان "قصص من أرض الحياة".
وروى "أبو صهيب" في الفيديو، أيضا كيف التحق أولا بمدرسة إكليريكية كاثوليكية ليصبح كاهنا، إلا أنه لم يحصل على إجابات واضحة على أسئلته هناك، حسب تعبيره.
وتابع أنه قال في نفسه إنه يجب أن يتبع تنظيم داعش عندما أعلن زعيمه أبو بكر البغدادي في 2014، ما سماها "الخلافة" في سوريا والعراق.
كما قال إنه زار 38 بلدا بحكم عمله بمدرسة إكليريكية كاثوليكية، لكنه في أحد الأيام قاده رجل إلى لقاء من سماهم "مسلمين حقيقيين قاموا بالجهاد".
ويبدو أن محاولة "أبو صهيب" للفرار لن تكون الأخيرة في صفوف داعش، خاصة مع تضييق الخناق على التنظيم الإرهابي في آخر معاقله في شرق سوريا.
وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية نشرت أيضا تفاصيل جديدة حول ما سمتها محاولة "انقلاب داخلي" تعرض لها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
ونقلت الصحيفة الأحد الموافق 11 فبراير عن جمعة حمدي حمدان (53 عاما)، المواطن السوري الذي استطاع الهروب من آخر جيب للتنظيم الارهابي في منطقة شرق الفرات في سوريا، قوله إن اشتباكات عنيفة بين "الدواعش الانقلابيين" وحراس البغدادي اندلعت الشهر الماضي في قرية الكشمة قرب بلدة الباغوز التي تعد آخر معقل لداعش في شرق الفرات، والتي تسعى "قوات سوريا الديمقراطية" بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لتحريرها حاليا من قبضة التنظيم الإرهابي. 
وتابع حمدان "شاهدت (البغدادي) بعيني، وهو كان في كشمة وحاول (الانقلابيون) احتجازه.. القتال كان شرسا جدا، وكانت لديهم أنفاق تربط بين المنازل، وكان معظمهم تونسيين، وقُتل هناك العديد من الناس".
وأضاف حمدان أن البغدادي انتقل على خلفية هذه الأحداث إلى الباغوز وهرب منها إلى مناطق صحراوية أوائل يناير الماضي.
وأشار حمدان إلى أن زعيم "داعش" وحراسه أمضوا نحو ستة أشهر في المنطقة قبل الهروب، قائلا إن البغدادي خلال هذه الفترة حاول الالتزام بالتواضع في سلوكه، وكان يستخدم سيارة حمراء قديمة، ولم يرافقه حراسه في الشارع، لكن الجميع كانوا يعرفون عن وجودهم.
ومن جانبه، قال عدنان عفريني، المسئول العسكري رفيع المستوى في "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية، إن متشددين منحدرين من الجزائر والمغرب شاركوا أيضا في الاقتتال داخل التنظيم إلى جانب "الانقلابيين"، مؤكدا أن المواجهات اتسمت بالضراوة.
وأوضحت "الجارديان" أن المتطرف المنحدر من الجزائر المدعو أبو معاذ الجزائري، وهو يعد من "المقاتلين القدامى" داخل التنظيم، كان العقل المدبر لـ"محاولة الانقلاب" ضد البغدادي، وأعلن تنظيم "داعش" عن جائزة لمن سيسلمه حيا أو ميتا.
وكانت "الجارديان" كشفت في تقرير سابق في 8 فبراير أن زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي نجا من محاولة انقلاب داخلية في يناير الماضي على أيدي مقاتلين أجانب في معقله شرقي سوريا.
وأوضحت "الجارديان" أن محاولة الانقلاب على البغدادي تمت في العاشر من يناير 2019، في بلدة على مقربة من منطقة هجين بمحافظة دير الزور، آخر معاقل التنظيم الإرهابي في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين استخباراتيين إقليميين القول إن محاولة الانقلاب ضد البغدادي أدت إلى إطلاق نار بين مقاتلين أجانب في "داعش" والحراس الشخصيين لزعيم التنظيم، لكنه نجا من العملية وهرب إلى منطقة مجاورة في الصحراء.
وحسب الصحيفة البريطانية، عرض تنظيم "داعش" مكافأة على من يقتل أحد كوادره ويدعى "أبو معاذ الجزائري"، وهو مقاتل أجنبي مخضرم في التنظيم، ويرجح أن يكون واحدا من بين 500 مقاتل في صفوف التنظيم في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن "داعش" لم يتهم مباشرة "الجزائري" بمحاولة الانقلاب، إلا أن عرض مكافأة لقتل أحد كبار أعضاء التنظيم يعد خطوة غير عادية، ويعتقد مسئولو المخابرات أنه كان الرأس المدبر للعملية.
كما ذكرت "الجارديان" حينها نقلا عن المصادر الاستخباراتية ذاتها، أن شخصين لقيا مصرعهما في المواجهة، أحدهما كان من المقربين بشدة من زعيم التنظيم.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن البغدادي يعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، فضلا عن إصابة لحقت به في إحدى غارات التحالف الدولي عام 2014، فيما كشف مصدر في قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في 9 فبراير مفاجأة مفادها أن البغدادي يقيم حاليا تحت حراسة مشددة تقوم عليها وحدة من القوات الأمريكية في إحدى الأماكن السرية بمنطقة شرق الفرات في شرق سوريا.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن القوات الأمريكية تقوم بتأخير مقصود لعملية إنهاء وجود مسلحي "داعش" في مدينة هجين بالريف الشرقي لمحافظة دير الزور في شرق سوريا.
وتابع المصدر، أن هذا التأخير المقصود يندرج في سياق إتاحة المجال لتنفيذ مخطط يتضمن تصوير عمليات إنزال "كوماندوز" أمريكية في آخر جيب داعشي بمدينة هجين، ليتم الإعلان بعدها عن اعتقال البغدادي خلال هذه العمليات، ومن ثم إعلان هزيمة التنظيم. 
وأضاف "لهذه الغاية فقط، قامت القوات الأمريكية بمنع قوات قسد من التقدم باتجاه الجيب الصغير حيث الكيلومترات المربعة القليلة التي بقيت لداعش في شرق الفرات وهو قرية الباغوز في هجين".
واستطرد المصدر "سيناريو قريب جدا، سوف تقوم به القوات الأمريكية من خلال عملية إنزال جوي سوف تنفذها قوات أمريكية خاصة في هجين، ويتم بعدها إعلان اعتقال أبو بكر البغدادي، الذي حرصت القوات الأمريكية على اعتقاله حيا".
وفيما يبدو أنه تأكيد لصحة الرواية السابقة، قالت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير أعدته من شرق الفرات في 4 فبراير:"يفضل قياديو قوات سورية الديمقراطية عدم تحديد مهلة زمنية لانتهاء المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي في شرق الفرات، ويغلقون الباب بوجه أي مفاوضات مع التنظيم لإنهاء المعركة"، مشيرة إلى أن مقاتلي "قسد" الذين يحاصرون الجيب الداعشي الأخير في المنطقة يجلسون ويتناولون الشاي ويدخنون السجائر ويشعلون النار للتدفئة وهم يراقبون حركة عناصر داعش المحاصرين في الجوار، ولكنهم لا يقدمون على شن أي هجوم باتجاه التنظيم بالرغم من قدرتهم على الحسم السريع.
وقالت الوكالة إن حالة من الهدوء سيطرت على خطوط الجبهة منذ نحو أسبوع، يقطعها بين الحين والآخر صوت إطلاق نار متقطع أو دوي ضربات لطائرات التحالف الدولي أو المدفعية على الخطوط الخلفية للتنظيم".
وفي 27 يناير الماضي، نقلت وسائل إعلام عراقية وعربية عن مسئول عسكري عراقي رفيع المستوى، قوله أيضا:"إن قوة أمريكية خاصة عبرت إلى داخل الأراضي السورية برا عبر إقليم كردستان العراق، يوم الخميس الموافق 24 يناير، رافقتها وحدة مسلحة من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)".
وأضاف المسئول العراقي أن هذا التحرك جاء بعد ورود معلومات تفيد بوجود البغدادي، داخل منطقة بمساحة تبلغ نحو 10 كيلومترات مربعة ضمن محافظة دير الزور في شرق سوريا على الحدود مع العراق، وتحديدا بين الباغوز والمراشدة جنوب المحافظة والسفافنة "غربا"، وصحراء البوكمال "شرقا".
وتابع "القوة الأمريكية الخاصة قد تكون هي نفسها التي تم تكليفها سابقا بمتابعة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، والتي نجحت في القضاء عليه عام 2011 في مدينة أبوت آباد في شمال شرق باكستان".
وأشار المسئول العراقي، إلى أن القوة الامريكية الخاصة كانت تتواجد داخل قاعدة عسكرية بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وتابع "المعلومات المتوافرة لدينا هي أن الجيش الأمريكي يريد البغدادي حيا، وقد يكون لذلك علاقة بالوضع الداخلي الحرج للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحاجته لأي حدث إيجابي يصب في صالحه، ويرفع شعبيته، أو لامتلاك البغدادي الكثير من الإجابات حول أسئلة ما تزال غامضة".
وذكرت قناة "السومرية" العراقية، أن المسئول العراقي استبعد احتمال الظفر بالبغدادي حيا، لانه سيقاوم على الارجح، وقد يفجر نفسه قبل اعتقاله.
وبدورها، نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن الخبير العراقي في شئون الجماعات المتطرفة، أحمد الحمداني، قوله:"إن القوة الأمريكية التي انتقلت إلى داخل سوريا عبر العراق، قد تكون بالفعل هي نفسها التي تتبعت الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حيث إن هناك قوات أمريكية موجودة حاليا في سوريا". 
وأضاف "انتقال قوة صغيرة إلى سوريا بهذا التوقيت تحديدا، يعني أنهم فعلا مسكوا رأس الخيط، أو رصدوا بقعة محددة للبحث فيها عن البغدادي، وهذا المرجح حاليًا، وقد نسمع عن قتله أو اعتقاله في أي وقت".
وأوضح الحمداني، أن "المرجّح هو وجود مئات العملاء المنتشرين في المنطقة الحدودية العراقية السورية من السكان المحليين العراقيين أو السوريين، وكذلك الأكراد، فضلًا عن مجندين عرب يعملون مع الأمريكيين بالنسبة للشطر السوري ومقاتلي عشائر عربية سنية بالنسبة للشطر العراقي، وهؤلاء جميعًا يعملون كعناصر استخبارية لصالح واشنطن، وقد يكونون حصلوا على معلومات مهمة".
وأضاف أن "زعيم داعش قد يكون أخفى ملامح مهمة في وجهه وبات التعرّف عليه صعبًا، لكنّ الأكيد أنه بات محاصرًا ولا مؤشرات على أنه غادر أرض القتال".
واستند الحمداني إلى ما سماه "أبجديات التنظيمات الأصولية" التي تعتبر أن "مغادرة أرض الرباط أو منطقة المعارك تعني ردته عن الإسلام واستحلال دمه من قبل أقرب مرافقيه".
وكان وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، بات شاناهان، قال أيضا في مطلع فبراير إن نحو 99.5٪ من المناطق التي كان تنظيم داعش يسيطر عليها أعيدت إلى السوريين، وخلال نحو أسبوعين، ستكون المناطق 100% خالية من التنظيم"، كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه أمام الكونجرس عن حالة الاتحاد في 6 فبراير، أنه سيعلن خلال أسبوع القضاء على تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيا، أطلقت في سبتمبر2018 هجوما ضد آخر معاقل التنظيم في الريف الشرقي لدير الزور، عند الحدود مع العراق، بإسناد جوي من التحالف الدولي لمحاربة داعش، وأدت المعارك منذ سبتمبر2018 إلى مقتل أكثر من ألف من عناصر داعش وأكثر من 600 في صفوف قوات سوريا الديمقراطية.
وبعد صعوده في 2014 وسيطرته على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، انحسرت رقعة أراضي "الخلافة" المزعومة التي أعلنها داعش وباتت تقتصر على مساحات صغيرة.
وبالإضافة إلى الجيب الخاضع لسيطرته في شرق سوريا، يسيطر داعش على قسم من البادية السورية الممتدة من وسط البلاد حتى دير الزور، حيث تدور مواجهات متقطّعة بين مسلحيه من جهة والقوات السورية وتلك المتحالفة معها من جهة أخرى.
ومنذ منتصف 2018، تزايدت التقارير حول اختباء البغدادي في شرق سوريا، ففي 9 مايو من العام الماضي، قال ضابط برتبة لواء، في جهاز الاستخبارات العراقية، إن "زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي موجود في شرق سوريا، حيث تقع مناطق نفوذ التنظيم، وهي مناطق الهجين والصور ومركدة".
ونقلت "فرانس برس" حينها عن الضابط، الذي طلب عدم كشف هويته، قوله حينها:"إن البغدادي يتنقل بالخفاء في هذه المناطق في الجانب السوري من الحدود، وليس بموكب"، واستطرد "البغدادي يتنقل برفقة أربعة إلى خمسة أشخاص ".
وبدورها، ذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية، في 18 أكتوبر من العام الماضي، أن البغدادي يختبئ في شرق سوريا، وقالت إنها حصلت على تقارير استخبارية غربية، توضح أن البغدادي، كان يقود تنظيم داعش من مدينة هجين، بمحافظة دير الزور بشرق ‍سوريا.
وكانت وسائل الإعلام ذكرت على الأقل ست مرات منذ 2014 أن البغدادي قُتل أو أصيب إصابة خطيرة، فقد قيل ثلاث مرات إنه قُتل في غارات للطائرات الروسية أو الأمريكية، وروجت تقارير أخرى عديدة أنه اُعتقل في هجوم بالمدافع شنته القوات السورية، حيث أصيب ثم توفي مسموما.
وتسبب رفع الجائزة الأمريكية أواخر 2016 للقبض على البغدادي من عشرة ملايين دولار إلى 25 مليونا في ورود سيل من البلاغات المزعومة برؤيته.
وعرف عن البغدادي الدهاء، وأنه لا يوجد بين مساعديه من يستطيع الحفاظ على تماسك داعش، بعد رحيله، ولعل هذا يظهر بوضوح في سيرته الذاتية. 
ولد البغدادي، واسمه الحقيقي، عواد إبراهيم البدري، في مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين في شمال العراق عام 1971 لأسرة بسيطة وسنية، وعُرفت عائلته بتدينها، خاصة أنها تدعي أنها من نسل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ودخل البغدادي جامعة بغداد ودرس العلوم الإسلامية، وحصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من الجامعة عام 1996، ثم حصل علي شهادتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية عام 1999، وقضى البغدادي سنوات دراساته العليا في حي الطوبجي المتواجد في بغداد، مع زوجتين له، وستة من الأبناء.
وعرف عنه أنه كان محبا للغاية لكرة القدم، إذ أصبح نجما لفريق مسجد مديمة الطوبجي المتواجد في منطقته، إلا أنه سرعان ما انجذب إلى الأشخاص المتشددين، الذين يتبنون نهج العنف والقتل والخراب، وانضم إلى جماعات السلفية الجهادية، وأصبح تحت وصايتهم.
وفي 2003، وبعد الغزو الأمريكي للعراق، ساعد البغدادي في تأسيس جماعة باسم "جيش أهل السنة والجماعة"، وفي فبراير 2004، ألقت القوات الأمريكية القبض عليه، في مدينة الفلوجة، وظل بالسجن عشرة أشهر.
وحسب رواية أحد رفاقه في السجن، كان البغدادي قليل الكلام، لكنه كان ماهرا جدا في التنقل بين الفصائل المتنافسة داخل السجن، الذي كان يضم مزيجا من عناصر سابقة مقربة من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وجهاديين.
واستغل البغدادي فترة سجنه في تحقيق أهدافه الإرهابية، إذ شكل تحالفات مع العديد من المعتقلين، وظل على اتصال بهم، حتى بعد الإفراج عنه.
واتصل البغدادي، بعد إطلاق سراحه، بأحد المتحدثين باسم تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق، الذي كان يقوده حينها الأردني أبومصعب الزرقاوي، وحينها انضم للقاعدة.
لكن سرعان ما تغيرت الأمور، إذ قتل الزرقاوي عام 2006 في غارة جوية أمريكية، وحينها، خلفه أبو أيوب المصري.
وفي أكتوبر من نفس العام، قرر أبو أيوب المصري حل تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق، وأسس تنظيما يُسمي بـ"الدولة الإسلامية "في العراق، وكان معهم في هذا التنظيم أبو بكر البغدادي وقام بالعديد من العمليات الإرهابية حينها، خاصة أنه كان لديه ميول إرهابية، كما تم تعيين البغدادي رئيسا للجنة الشريعة، وتم اختياره عضوا في مجلس الشورى للتنظيم، والذي كان يضم 11 عضوا.
وعام 2010، حدث تحول إرهابي كبير في تاريخ أبو بكر البغدادي، إذ تم تنصيبه قائدا لتنظيم القاعدة في العراق وأصبح أمير التنظيم، كما يقول الإرهابيون، وحينها استطاع البغدادي بعقله الإرهابي أن يعيد بناء التنظيم.وعام 2011، استغل البغدادي الاضطرابات المتزايدة في سوريا، وأصدر أوامره لأحد النشطاء التابعين له بسوريا ليؤسس فرعا لتنظيم القاعدة في سوريا، والذي عُرف بـ" جبهة النصرة"، وحينها حدثت خلافات كبيرة بينه، وبين أبو محمد الجولاني زعيم الجبهة.
وعام 2013، أعلن البغدادي أن جبهة النصرة هي جزء من تنظيم القاعدة في العراق، وحينها طلب أيمن الظواهري، زعيم التنظيم الأم، من البغدادي منح جبهة النصرة استقلالها وإعطائها الحرية الكاملة في قراراتها، لكن البغدادي رفض هذا الأمر، ودخل في صدام مع الظواهري، إذ أعلن انفصال تنظيمه عن التنظيم الأم.
وعقب ذلك، قام رجال البغدادي في العراق وسوريا بقتال عناصر جبهة النصرة، وحينها فرض البغدادي سيطرته وقبضته على شرق سوريا، ووضع مجموعة من القوانين والتشريعات الخاصة به.
وبعد أن عزز البغدادي مقاتليه في شرق سوريا، أمرهم بالتوسع في غرب البلاد، وفي يونيو 2014، أعلن البغدادي بشكل رسمي عن ولادة تنظيم "داعش" الإرهابي، وحينها سيطر بشكل كامل على مدينة الموصل في العراق، وعلى ما يقارب من ثلث مساحة بلاد الرافدين، كما أعلن سيطرته على أراض في سوريا، واتخذ الرقة معقلا له، إلا أنه في 2017، تعرض التنظيم لهزائم قاسية في العراق وسوريا، وقتل أيضا قادة كبار في صفوفه، بينهم الناطق باسمه، أبو محمد العدناني، الذي قتل في 30 أغسطس 2016 في حلب شمالي سوريا، وتضاربت الروايات حول كيفية مقتله، إذ أعلن التحالف الدولي لمحاربة داعش، مصرعه في غارة جوية، فيما زعمت وكالة أعماق التابعة للتنظيم، أنه قتل خلال متابعته لما سمتها العمليات العسكرية في حلب.