الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

وزير الإعلام البريطاني يؤكد أن الصحف المحلية في بلاده تواجه مستقبلًا غامضًا

وزير الإعلام البريطاني
وزير الإعلام البريطاني جيرمي رايت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد وزير الثقافة والإعلام والرياضة البريطاني، جيرمي رايت، أن الصحف المحلية في بلاده تواجه مستقبلا غامضا، مع إغلاق رُبع عدد تلك الصحف على مدى العقد الماضي.
وقال رايت، في مقال نشرته صحيفة التلغراف الثلاثاء، "أؤمن بأن ثمة دورًا على الحكومات التي تتسم بالمسئولية في دعم الصحافة التي تخدم الصالح العام.... إن الصحافة أساس للخطاب الجماهيري وإحدى ركائز الديمقراطية".
وشدد على أهمية الصحافة المحلية كإحدى ركائز الديمقراطية.. مشيرا إلى أن الصحافة الحُرة في بريطانيا ظلت على مدى قرون في الصميم من ديمقراطية البلاد، مغطيّة كل الأحداث من ساحات القرى المحلية إلى أعلى ساحات النفوذ.
وقال الوزير البريطاني إن المعركة ضد التضليل الإعلامي تتطلب فحْص الأخبار المنشورة عبر الإنترنت وإخضاعها لذات المعايير والقواعد الأخلاقية التي تخضع لها الصحافة المطبوعة، كما أن الجمهور بحاجة إلى أدوات لتقييم الأخبار التي يطالعها على الإنترنت.
ولفت رايت إلى أن العام الماضي، شهد تكليف الصحفية والباحثة والاقتصادية دام فرانسيس كايرنكروس بقيادة فريق لعمل تقرير استعراضي يرصد حال الصحافة في المملكة المتحدة؛ وقد صدر هذا التقرير اليوم.
ورأى الوزير أنه لم يكن هنالك وقت أحوج إلى صدور التقرير من اليوم؛ واصفا التقرير بأنه يرسم صورة واضحة للتهديد الذي يستهدف الصحافة الجيدة في بريطانيا.
ونبّه إلى أن شيوع استخدام الإنترنت حول العالم قد أحدث تغييرا سريعًا في عالم الصحافة، فمعظم قارئي الأخبار اليوم يقرؤونها عبر الإنترنت، وبينهم نسبة 91 في المئة تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 عاما، كما أن الكثيرين اليوم يقرؤون الأخبار من مصادر أكثر تنوعًا مقارنة بما كان عليه الحال قبل عشر سنوات. 
لكن كسب المال من طريق الصحافة بات أكثر صعوبة عن ذي قبل، وقد شهد النموذج التقليدي، الذي كانت الصحافة فيه تتحصل على النقود عبر أسعار النُسخ والإعلانات، شهد هذا النموذج انحسارًا بوتيرة سريعة. وقد انخفض التوزيع المطبوع للصحف القومية الورقية اليومية من 11.5 مليون نسخة في عام 2008 إلى 5.8 مليون نسخة في 2018، كما تراجع عدد الصحفيين الذين يعملون طوال الوقت في بريطانيا بمقدار 6 آلاف عن عددهم قبل أحد عشر عاما. 
وقد أدى ذلك التعطل للصحفيين إلى تغذية حالة التضليل المعلوماتي، سواء كان ذلك مدفوعا بإحراز مكاسب اقتصادية عبر جذب انتباه القارئ أو كانت تقف من ورائه دول معادية.
وقد بات من الصعب على الناس أو أنهم لم يعودوا يحاولون التحقق مما يطالعونه على الإنترنت ومدى مطابقته للحقيقة. ويعتقد نحو نصف مستهلكي الأخبار في المملكة المتحدة أن جودة الأخبار المتاحة قد تراجعت في السنوات الخمس الماضية.
وقال الوزير إنه لا جدال في تنافسية السوق، لكن الصحافة أكبر من حساب الربح والخسارة؛ فبدون الصحف -ولا سيما المحلية- ثمة خطر الحرمان من الحقائق المتطلبة للناس حتى يتسنى لهم القيام بأدوارهم كمواطنين. 
وتشير الأبحاث إلى أن الناس في المناطق التي تخلو من صحف محلية يُبدون اهتمامًا أقل بالشأن العام وتقلّ مشاركتهم في الانتخابات المحلية، كما أنهم أقل ثقة في المؤسسات المحلية.