الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شجون هندوسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ينبئنا التاريخ أن السلطان المغولى المسلم جلال الدين محمد أكبر حفيد سلطان المغول الأشهر تيمورلنك محمد ترغاى قد حكم الهند على مدى نصف قرن زمنى امتد بين سنة ١٥٥٦ وسنة ١٦٠٦، نجح خلاله فى توسيع دولته لتشمل حدود الهند الجغرافية الحالية إلى جانب باكستان وبنجلاديش وسريلانكا وأفغانستان بالإضافة إلى مساحات كبيرة من أراضى الهند الصينية وآسيا الوسطى، مع السيطرة على الأطماع الاستعمارية الأوروبية لإبقائها فى أضيق نطاق لا يتجاوز التجارة التعددية المتبادلة، وأنه خلال فترة حكمه عامل الأغلبية الهندوسية والأقليات الهندية الأخرى المحكومة كمواطنين متقاربين فى الحقوق والواجبات مع الأقلية المسلمة الحاكمة، فولاهم بعض المناصب الهامة وأوقف عنهم الجزية وضرائب تأدية شعائرهم الدينية كما وفر لهم الحماية تجاه كل ما من شأنه أسلمتهم على غير رضاهم، بدعم كامل من المسلمين الحكماء داخل العائلة التيمورية وخارجها باعتبارها ضرورات الإدارة الرشيدة للإمبراطوريات ذات التعدديات العرقية والثقافية، إلا أن تلك الإدارة الرشيدة قد أغضبت الإسلاميين الذين حرضوا ابنه نورالدين سليم جهانكير لقتله بالسم وخلافته على رأس السلطنة حتى سنة ١٦٢٧، فكان أن قام فى سنة ١٦١٣ بتوقيع المعاهدة التى سمحت لشركة الهند الشرقية كبرى الشركات الاستعمارية البريطانية أن تبدأ عملية الاختراق الاقتصادى والسياسى للهند، ليخلفه ابنه شهاب الدين محمد شاه جيهان الذى حاول محاكاة جده جلال الدين أكبر فى الإدارة الرشيدة لإمبراطوريته ذات التعددية فعاود الإسلاميون تكرار نفس أسلوبهم بتحريض ابنه محمد أورانجزيب عالمكير، الذى انقلب على أبيه سنة ١٦٥٧ وحبسه فى زنزانة تجاور مقبرة أمه تاج محل حتى موته بعد أن كان قد قتل شقيقه الأكبر ولى العهد داراشكوه بتهمة الإلحاد كما قتل أخويه الآخرين مراد وشجاع، ليتولى قاتل أبيه وإخواته السلطنة منفردًا على مدى نصف قرن زمنى انتهى سنة ١٧٠٧ وشهد اكتمال الاحتلال الاقتصادى والسياسى وابتداء الاحتلال العسكرى البريطانى للهند بترحيب من سلطانها الإسلامى أورانجزيب، الذى أقام دولة إسلامية مستبدة قائمة على نظام الحسبة فاستعاد سياسة اضطهاد الأغلبية الهندوسية والأقليات الهندية الأخرى كالسيخ والبوذيين والمنبوذين والشيعة وغيرهم، بعزلهم من مناصبهم وإعادة فرض الجزية عليهم وهدم معابدهم ومنع احتفالاتهم بأعيادهم الدينية ومنعهم من شرب الخمر رغم كونهم غير مسلمين، كما منع الموسيقى والغناء فى عموم الإمبراطورية، والأخطر أنه خاض خلال حكمه ثلاثين حربًا عقائدية كبرى لأسلمة غير المسلمين داخل الهند وخارجها مما أسفر عن مقتل مئات الألوف من الهنود وجيرانهم.الغريب أنه رغم اتساع نطاق جرائم أورانجزيب ليس فقط ضد الهندوس لكن أيضًا ضد الإنسانية فلا يزال الإسلاميون يقدسونه حتى أن أحد مشايخهم المعاصرين وهو السورى على الطنطاوى دعا إلى اعتباره سادس الخلفاء الراشدين!.