الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

"الإفتاء" تواصل الريادة.. إبراهيم نجم: هناك عقول لا تزال غير قابلة للفكرة.. التجديد في الفتوى.. رأس الحربة بدعاوى التطوير

الدكتور إبراهيم نجم،
الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، إن تجديد الخطاب الدينى يحتاج إلى جهود مضنية وتكاتف وتعاون من كل الجهات والمؤسسات المعنية، فكل منا له دور ومساهمة فى هذه القضية المهمة، لافتًا إلى أن دور المؤسسات الدينية قامت من خلاله دار الإفتاء بمجهودات عديدة ومتنوعة على أصعدة مختلفة، ونحن فى سبيل ذلك نواجه الكثير من التحديات التى نعمل على تخطيها، يأتى فى مقدمتها أن هناك عقولا لا تزال غير قابلة لفكرة تجديد الخطاب الديني، فضلًا عن ضرورة تطوير الخطاب الدينى ليتواءم مع روح العصر دون تهميش النصوص الدينية أو تمييع أحكام الشريعة كما يريد البعض، فكما أن التجديد والتطوير مهم، إلا أن هناك بعض الأصوات المغرضة تريد استنساخ التجربة الأوروبية مع الخطاب الديني، والتجربة الأوروبية فى الخطاب الدينى لها أثر سيئ.
وأضاف أن الدار تركز على عدد من المحاور لإعادة تصحيح المفاهيم، ولعل آخرها تدشين وحدة للرسوم المتحركة لاستخدامها فى الرد على المتطرفين وتصحيح الأفكار الشاذة، فقد انصرفت أذهان الكثيرين إلى أن التجديد قاصر على الخطاب الدينى الدعوي، متجاهلين ضرورةَ أن يكون التجديد فى الفتوى هو رأس الحربة التى تنطلق منها دعاوى التجديد، خاصة بعدما أصبحت الفتاوى سلاحًا تستخدمه تيارات الدم والتخريب لشرعنة ممارساتها التى تخدم بها الأجندات الخارجية الممولة.
وأردف، بدأت جهودنا فى الدار عام ٢٠١٤ بإنشاء مرصد لتفنيد الأفكار التكفيرية والشاذة، ورصد كل فتاوى التكفير والرد عليها بحرفية ومنهجية عالية، تراعى كل أدوات البحث العلمى والمنهجي، وفى إطار صحيح الدين والأصول الفقهية، والشرعية لتفنيد الآراء المنحرفة والشاذة للتكفيريين والمتشددين، كما سعت الدار خلال الفترة الماضية إلى تنفيذ أكبر عملية تطوير وتحديث فى أطر الخطاب وأدواته، وتنقية ما لحق به من شوائب، واقتحام عوالم جديدة ومساحات حديثة، فكان للدار تواجد ملحوظ وكبير فى الفضاء الإلكتروني، فبلغ عدد متابعى الصفحة الرسمية لدار الإفتاء أكثر من ٧ ملايين ونصف المليون متابع، فضلًا عن صفحات الدار الرسمية باللغة الإنجليزية والفرنسية.
وشدد مستشار مفتى الجمهورية على أن تجديد الخطاب الدينى يحتاج كذلك إلى إعداد وتأهيل مفتين قادرين على مواكبة العصر وإنزال النصوص الدينية على الواقع المعاصر لتتماشى معه، لذا كانت الدار حريصة أشد الحرص على التوسع فى تدريب المفتين وتأهيلهم سواء من داخل مصر أو خارجها عبر إدارة التدريب بالدار وكذلك إدارة التعليم عن بعد، وخرجت الدار دفعتين من أئمة بريطانيا وستبدأ فى تدريب الدفعة الثالثة فى شهر مارس المقبل، وعملت الدار على التواصل المباشر مع الشباب الذين هم عماد الأوطان، فعقد المجالس الإفتائية بالتعاون مع وزارة الشباب فى مراكز الشباب بمختلف محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى لقاءات علماء الدار بالشباب فى الجامعات.
وأكد نجم، أن دار الإفتاء ساعية فى ميدان التجديد والتصحيح بخطى حثيثة، وعلينا أن ندرك ضخامة المسئولية الملقاة على عاتق المؤسسات الدينية، ورغم كل ما يحدث فالمؤسسات الدينية مازالت قادرة على إحداث ثورة تجديد على مستوى الأفكار والمفاهيم حتى نواجه الإرهاب، وهناك أمل كبیر فى نتائج تجديد الخطاب الديني، ومنه ما تم إنجازه على المستوى الدعوى والإفتائى وعلى مستوى تطوير المناهج وعقد المؤتمرات وتصحيح المفاهيم ونشر الوعى الدینى الصحيحین المصريين.
كما أطلقت الدار أيضًا منصة «هداية» بعدة لغات لتسهم فى العمل على تعزز وجودها بین المسلمين حول العالم وتقدم الدعم المعرفى والسلوكى لهم، وتقوم بمواجهة جماعات التطرف والإرهاب بردود منهجية بطريقة عصرية عبر الفيديوهات ووسائل العرض الحديثة، وتقدم المنصة لطلبة العلم شروحًا صوتية ومرئية بطريقة عصرية لطلبة العلم بشروح كبار علماء الأزهر، وبعدة لغات، وهذه الشروح منها الخاص بمستوى المبتدئين، ومنها الخاص بالمتوسطين، ومنها الخاص بالمنتهين.