الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

شبكة كهرباء واحدة للعالم قبل 2050.. مصر منفذ طاقة أفريقيا الوحيد.. 40% من المصادر المتجددة في القارة السمراء.. إمكانية تصدير الفائض لأوروبا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقد وزراء كهرباء الدول الخمس الممثلين للأقاليم الإفريقية أعضاء مبادرة الطاقة المتجددة اجتماعا أمس على هامش اجتماعات مؤتمر القمة الأفريقية لتفعيل المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي من باريس عام 2015 لاستغلال طاقات أفريقيا النظيفة، وقدرت إمكانياتها بأنها تمثل 40% من إمكانات العالم في الوقت الذى يعانى فيه حوالى 70 % من سكانها من عدم وجود مصادر للطاقة مع امكانية تصدير الفائض إلى أوروبا.

ويشارك فى الاجتماع وزراء الطاقة بدول كل من غينيا، كينيا، ناميبيا، وتشاد والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المصري والوفود المرافقة لهم.
وأوضح الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن شبكات كهرباء دول العالم ستكون شبكة واحدة متصلة خلال الثلاثين عاما القادمة وفقا للإجراءات التي يتم تنفيذها حاليا وتقديرات وكالة الطاقة العالمية وسيكون لعدد من الدول الدور المحوري فيها ومن بين هذه الدول مصر التي ستكون المركز الإقليمي للطاقة في القارة الأفريقية والشرق الأوسط والدول العربية نظرا لموقعها المحوري وخطوط الربط التي تم تنفيذها مع الدول المجاورة.
وأكد خبراء الطاقة ان مصر ستكون المنفذ الوحيد لصادرات أفريقيا من الكهرباء إلى أوروبا خاصة، وأن البديل الثاني وهو المغرب إسبانيا غير منافس ويتطلب استثمارات هائلة لإقامة ومد خطوط الربط من مناطق الإنتاج المقترحة للطاقة النظيفة وتتمثل في مساقط نهر انجا لإنتاج حوالى 300 ألف ميجاوات وعددا من المساقط المائية الأخرى الى جانب مناطق انتاج الطاقة الشمسية والتي تصلح لها العديد من دول وسط وشمال القارة ويقدر إنتاجها بأكثر من 500 ألف ميجاوات.

أشار الخبراء إلى الدراسات التي أجريت في عام 1995 لمشروع الربط الكهربائي بين إنجا وأسوان لاستغلال الطاقة الكهرومائية بمنطقة إنجا بالكونغو الديمقراطية تضمنت إمكانية الربط بين إنجا وأسوان لتصدير حوالي 35 ألف ميجاوات يمكن نقلها عبر خطوط تمر بأفريقيا الوسطى – تشاد – السودان إلى مصر بمسافة قدرها حوالى 5300 كم بتكلفة تتراوح بين 72،3 – 94،3 دولار سنت / كيلووات ساعة وتم تحديث دراسة الجدوى في عام 1997 بتمويل من بنك التنمية الأفريقي.
ويجرى حاليا مراجعة الدراسات التي قامت بها إحدى الشركات العالمية لربط شبكتي كهرباء مصر والقبرص واليونان المرتبطين بالشبكة الأوروبية تمهيدا لتنفيذ المشروع والذى سيكون الأضخم والأكثر أهمية وسط مشروعات الربط الإقليمي لأسباب متعددة أهمها امكانية نقل قدرات تتراوح بين 3 إلى 6 آلاف ميجاوات من جنوب المتوسط إلى أوروبا التي تتزايد اهتماماتها حاليا بالطاقة النظيفة في إفريقيا خاصة طاقتي الشمس والرياح وبتنفيذ هذا المشروع واستكمال خطوط الربط مع السعودية تطور شبكات كهرباء دول الشرق الاوسط قد ارتبطت معا خاصة وان هناك ربط حاليا بين مصر والأردن وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية وليبيا ومنها إلى تونس والمغرب والجزائر.

ويمثل مشروع الربط الكهربائي المصري السوداني البداية الحقيقية لربط شبكات كهرباء مصر بدول إفريقيا ومنها بالشبكة الأوروبية حيث سيتم عقب استكمال هذا المشروع المقرر خلال الشهر القادم البدء في العمل للربط مع شبكة كهرباء اثيوبيا ضمن مشروع ربط شبكات دول حوض النيل الشرقي خاصة وأن هناك ربطا فعليا حاليا بين إثيوبيا والسودان وبعدها تأتى الخطوة الثانية لربط شبكات دول حوض النيل الأحد عشر في شبكة واحدة يمكنها تلبية متطلبات شعوب هذه الدول من الكهرباء.
الخطوات المصرية المتمثلة في الإقليم الشمالي يقابلها خطوات أخرى من دول الأقاليم الأفريقية الأربع والمتمثلة في الإقليم الشرقي والغربي والجنوبي والوسط لتنفيذ مشروعات ربط مماثلة وبالفعل شهدت السنوات الاخيرة ربطا لشبكات العديد من الدول الافريقية.

نهر انجا.. والسد العالي 
أكد الدراسات التي شاركت في إعدادها مصر أن نهر انجا يعتبر أهم مصادر الطاقة النظيفة لإنتاج قدرات كهربائية تصل إلى أكثر من 47 ألف ميجاوات كمرحلة اولى وهى قدرات تكفى الدول الأفريقية المجاورة ويمكن تصدير جزء منها الى أوروبا بعد ربط سد انجا بالسد العالي عبر شبكة ربط كهربائية عملاقة تخترق معظم الدول الأفريقية.
ويأتي في إطار التعاون المثمر والبناء بين مصر والدول الأفريقية وسيمثل الربط الكهربائي بين السد العالي في مصر وسد إنجا بالكونغو الديمقراطية خطوة أساسية في دعم دور مصر لتصبح مركز محوري في نقل الطاقة الكهربائية إلى شمال أفريقيا وأوروبا، كما سيساهم في تلبية جزء من احتياجات مصر من الطاقة، فضلًا عن أن هذا المشروع يعد بمثابة نقطة انطلاق لإنتاج طاقة كهرومائية هائلة تكفي لتغذية دولة الكونغو وباقي دول القارة الأفريقية وتصدير الفائض إلى أوروبا حيث تضمنت استراتيجية الاتحاد الأوروبي حتي عام 2050 استيراد طاقة خضراء من دول الجوار بما يعادل 33 مليار يورو.