تمثل مستحضرات التجميل هوسا كبيرا لفئة ليست بالقليلة من السيدات والفتيات، فهن يستخدمن مستحضرات التجميل بكل أنواعها يوميًا، ويسعين دائما لشراء الأنواع الأفضل والمنتشرة أكثر فيها، لكن مما لا شك فيه أنه يوجد الكثير من الأنواع غير الجيدة والتي يستخدمنها ولا يعلمن مدى خطورتها على بشرتهن، لذلك فقد حذرت وزارة الصحة من أدوية ومستحضرات تجميل متدوالة في السوق المحلية، خلال الفترة الماضية، مشددة على ضرورة ضبط وتحريز ما يوجد في الأسواق منها، بعد اتخاذ جميع الإجراءات المخزنية بالوحدات الحكومية والصيدليات، وذلك لمنع أي تعامل معها لخطورتها الشديدة.
كما وجهت الوزارة، إدارة الصيدلة بضرورة تجميد الأرصدة الموجودة لديهم من التشغيلات غير المطابقة للمواصفات، وارتجاع ما تم بيعه للصيدليات لمخازن الشركة بجميع محافظات الجمهورية من التشغيلات سالفة الذكر، وإبلاغ إدارة الصيدلية بمديرية الشئون الصحية بالمحافظة بالأرصدة والمرتجعات، كما أمرت، بتسليم مندوب الشركة للأحراز بعد أخذ التعهد اللازم بعدم فض الأختام إلا في وجود أحد مفتشي الصيدلة، مع موافاة الإدارة بالكميات التي تم تحريزها على أن يتم إعدام تلك الكميات بمعرفة لجنة يكون أحد أعضائها.
في هذا السياق يقول الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز القومي للحق في الدواء، إن مستحضرات التجميل لابد أن تكون من أنواع جيدة، وألا تكون رديئة ومجهولة المصدر، حيث أنها من الممكن أن تتسبب بالكثير من المشكلات والأضرار لمستعمليها، موضحًا أنها تؤدي الي بعض الأضرار الموضعية مثل الإكزيما الجلدية، حيث أنها يتم امتصاصها عن طريق الجلد وتقوم على الفور بالتداخل مع الخلايا الجلدية مما يجعلها تسبب الإكزيما الجلدية والتي تظهر بمجرد استخدام هذه المواد.
وأضاف "عز العرب" أن التصنيع غير المعتمد لهذه المستحضرات يمكن أن يحتوي على نسب متفاوتة وغير منتظمة من الكورتيزون والزئبق والمعادن والمواد الأخرى؛ حيث إنها من الممكن أن تؤثر علي وظائف الجسم نفسها وليس علي الجلد فقط، متبعا: "هذا كله بخلاف عدم التعقيم للمكان والأدوات المستخدمة في تصنيع المستحضرات مما يؤدي الي تداخل الميكروبات بها مما يسبب الاختلال في تكوين خلايا الجلد وتتسبب بالكثير من الأمراض السطحية والعميقة، بسبب زيادة النسب عن المسموح بها".
ومن جانبه يقول الدكتور محمد عبد القادر، صيدلي، إن هناك الكثير من الأدوية والمستحضرات غير المطابقة للمواصفات والتي لم يتم اكتشافها حتى الآن ولذلك فإن شكاوي المواطنين وتجاربهم تجاه الأدوية هامة جدا؛ حيث إن المنتج غير الصالح لا يمكن معرفته إلا من خلال التجربة والأعراض الجانبية، إلى جانب أنه من الممكن أن توجد بعض المنتجات الجيدة إلى حد كبير ولكن سوء التخزين يؤدي إلى الكثير من المشكلات بها، فالكثير من الصيدليات لا يلتزمون تماما بقواعد التخزين خاصة في فصل الصيف؛ حيث إن نسبة فساد الأدوية في فصل الشتاء ضئيلة جدا بالمقارنة مع فصل الصيف.
وأوضح "عبدالقادر" أن الإدارة العامة للتفتيش الصيدلي تقوم بواجبها في إيجاد كل ما هو غير مناسب في الأسواق وتقوم كل فترة برصد الادوية التي تسببت بالمشكلات للمواطنين وتبدأ بمنعها علي الفور، مضيفا: "ما نتمناه هو أن يتم إكتشافها ومعرفة أعراضها قبل نزولها للأسواق وذلك يمن الممكن أن يحدث عن طريق الطرق المتقدمة في اكتشاف النتائج والتأثيرات والتحاليل اللازمة لذلك".
في هذا السياق يقول الدكتور هشام شقير، استشاري الأمراض الجلدية، إن مستحضرات التجميل غير المطابقة للمواصفات الخاصة بالسلامة من الممكن أن تؤدي الي العديد من الالتهابات الجلدية والحساسية، حيث أن مستحضرات التجميل تعتبر من الأشياء الحساسة حيث أن التركيبة الموجودة بها من المفترض أنها محسوبة بعناية حتي لا تتسبب بالمشكلات في الوجه أو الجسم.
وتابع "شقير" انه يجب اختيار مستحضرات التجميل التي تحمل العلامات الموثوق بها والبعد تماما عن المستحضرات التي لا يعرف مصدرها وتباع بأرخص الأسعار.
وبالنسبة للأمراض التي يمكن أن تسببها المستحضرات غير المطابقة للمواصفات قال إنها غالبا لا تسبب أمراض ولكن معظم مشاكلها تكون الالتهابات والحساسية ومن الممكن أن تحدث مضاعفات أخرى من الالتهابات مثل الإكزيما الجلدية.
