الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

البابا فرنسيس: الإمارات دولة تتطلع إلى المستقبل دون نسيان جذورها

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعا البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في كلمة متلفزة للحضور في القمة العالمية للحكومات بدبي حكومات العالم إلى تأكيد التزامهم في مواجهة القضايا الجوهرية كالتحديات السياسية والاقتصادية والبيئية والتكنولوجية، مشددًا على المسئولية الملقاة على عاتقنا وهي الحفاظ على عالمنا من أي تدهور بيئي وانحطاط أخلاقي كي نسلمه للأجيال التي ستأتي بعدنا، لافتًا إلى أنه يتعين على القياديين والمسؤولين أن يفكروا بنوع العالم الذي يريدون بناءه بحيث يقدّمون مصالح الناس على المصالح الاقتصادية.
وأثنى بابا الفاتيكان على الإمارات، التي زارها مؤخرًا في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها في المنطقة، واصفًا إياها بأنها دولة تتطلع إلى المستقبل دون أن تنسى جذورها، وأنها تترجم التسامح والأخوة والاحترام المتبادل إلى مبادرات وأفعال على أرض الواقع.
واستهل قداسة البابا كلمته المتلفزة أمام الحضور في اليوم الأول من أعمال القمة، باستعادة أجواء زيارته التاريخية إلى الإمارات، حيث قال: "أحمل في قلبي الزيارة التي قمتُ بها مؤخرًا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والاستقبال الدافئ الذي حظيتُ به"، لافتًا: "لقد رأيت دولة حديثة تتطلع إلى المستقبل، دون أن تنسى جذورها". وأضاف: "رأيت دولةً تسعى إلى أن تترجم كلمات مثل التسامح والأخوّة والاحترام المتبادل والحرية إلى مبادرات وأفعال على أرض الواقع".
وتابع: شاهدت أيضًا كيف أن الزهور تتفتح وتنمو حتى في الصحراء"، معربًا عن تمنيه بالقول: "عدتُ إلى وطني آملًا بأن تزهر العديد من الصحاري في العالم على هذا النحو، وهو أمر أعتقد أنه يمكن تحقيقه فقط إذا عشنا معًا إلى جانب بعضنا بعضًا متحلين بالانفتاح والاحترام والإرادة للتصدي لمشكلات الجميع، وهي المشكلات التي يواجهها كل شخص في هذه القرية العالمية".
وحول أجندة القمة العالمية للحكومات، قال: "أفكر بكم وبالتزاماتكم إذ تواجهون قضايا جوهرية، من بينها التحديات السياسية والتنمية الاقتصادية وحماية البيئة واستخدام التكنولوجيا".
ودعا الجمع العالمي بالقول: "إنني أتمنى بصدق ألا يقتصر السؤال المطروح في صلب تفكيركم على ما هي أفضل الفرص التي يمكن استغلالها، وإنما ما نوع العالم الذي نريد بناءه معًا"، لافتًا إلى أن "هذا السؤال يدفعنا كي نفكر بالناس والأشخاص وليس برؤوس الأموال والمصالح الاقتصادية"، وبأنه "سؤال لا ينظر إلى الغد القريب، وإنما إلى المستقبل البعيد".
وأشار البابا إلى ما وصفها بـ"المسؤولية الملقاة على عاتقنا: وهي تسليم عالمنا هذا إلى أولئك الذين سيأتون بعدنا، بحيث نحافظ عليه من أي تدهور بيئي، بل وقبل ذلك، من أي انحطاط أخلاقي"، مشيرًا في هذا الخصوص بالقول: "لا نستطيع في الواقع أن نتكلم عن تنمية مستدامة دون تضامن بين الأجيال"، مؤكدًا "نستطيع القول إن الخير، إن لم يكن عامًا، ليس في الواقع خيرًا".
ولفت البابا فرنسيس إلى أنه الآن، وأكثر من أي وقت مضى، فإن "التفكير والعمل يتطلبان حوارًا حقيقيًا مع الآخرين، لأنه من دون الآخرين لن يكون هناك مستقبل لنا".
ودعا المشاركين في القمة العالمية للحكومات قائلًا: "آمل أن تسعوا في كل ما تقومون به إلى أن تبدأوا من وجوه الأشخاص، من إدراككم لمعاناة الناس والفقراء، من التفكير في تساؤلات الأطفال".
وتمنى بابا الفاتيكان في ختام كلمته أن تؤتي كافة الجهود المبذولة في القمة في خدمة الصالح العام ثمارها.