السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

وقائع الخلع في مصر تثير الجدل.. الإحصاء: أغلب حالات الطلاق سببها الخلع.. وخبراء يكتبون روشتة لزيادة كفاءة محاكم الأسرة ويؤكدون: التوعية الأسرية جزء من الحل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بين عشية وضحاها تظهر بالمجتمع المصري العديد من قضايا الخلع الغريبة التي يتم عرضها عبر وسائل الإعلام المختلفة الأمر الذي أصبح منتشر بصورة كبيرة لاسيما خلال الأعوام الأخيرة وهو ما يطرح تساؤلات حول أسباب انتشار قضايا الخلع في المجتمع وطريقة حل تلك المشكلة في ظل الأوضاع الراهنة

قبل التطرق للحديث عن حلول الأزمة نجد أن الإحصائيات الرسمية ففي العام الماضي ذكر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن سجلت أعلى نسبة طلاق بسبب "الخلع"، حيث بلغ عدد الأحكام بها 7199 حكمًا، بنسبة 76.9٪ من إجمالي الأحكام النهائية "9364 حكمًا.
أما عن الحالات فهي كثيرة كما أن الكثير منها يأتي لأسباب يراها الكثير أسباب مضحكة أو تافهة بينما نجد دعاوى خلع أخرى لأسباب أخرى مأساوية فنجد زوجة في دعوى خلع تتحدث عن هروب زوجها منها تهربا من الإنجاب بعد 8 سنوات من الزواج ونجد زوجة أخرى تتحدث عن رائحة زوجها السيئة وأخرى بسبب ارتفاع شخيره وهو نائم وأخرى بسبب معايرتها بحبس والدها وغيرها من الوقائع التي تثير حالة من الجدل واللغط المجتمعي.

وفي هذا السياق يقول الدكتور محمد مزيد، أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية أن وقائع الخلع تأتي كنتاج عن تراكمات تنشئ من وجود علاقة سلبية بين الرجل وزوجته وهذا كله في ظل وجود الكثير من ضغوط الحياة اليومية التي تجعل العلاقة غير مجدية حقًا، لافتًا إلى أنه قديما كان يحدث تفاهم بين الطرفين بسبب وجود الأسرة ولكن بعد إنشاء محكمة الأسرة ارتفعت نسب الطلاق والخلع بالمجتمع المصري فأصبحت الزوجة أو الزوج يتجهون إلى القضاء لحل المشكلات الاجتماعية بدلًا من حلها بصورة ودية وهو الأمر الذي يعمل على زيادة وانتشار المشكلات الأسرية في ظل غياب الترابط المجتمعي والقدرة على التعايش في ظل الظروف السلبية المختلفة كالأوضاع الاقتصادية وغيرها.
وأضاف أن من بين أسباب ارتفاع نسب الخلع هو سوء اختيار شريك الحياة من البداية وهو أمر يقع بسبب التسرع في الاختيار في ظل الرغبة في الزواج بسرعة وهو قرار خاطئ فالأمر يحتاج إلى الدراسة جيدًا حتى لا يتضح فيما بعد أن شريك الحياة غير مناسب من البداية ويقع الطلاق بعد أشهر قليلة من الزواج كما حدث في وقائع مماثلة.

بينما أضافت الدكتورة سامية خضر، استاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الأمر يعود إلى ضعف الوعي المجتمعي الأمر الذي ينتج عن ضعف المحتوى التوعوي تجاه القضايا الأسرية، مؤكدة على أهمية استخدام القوة الناعمة المتمثلة في السينما والبرامج التليفزيونية الهادفة مع تسليط الضوء على النماذج المضيئة والايجابية في المجتمع التي تعمل على تعزيز الترابط الأسري في المجتمع بعيدًا عن المشاكل التي تفضي إلى نهاية مأساوية يكون الأطفال ضحيتها في النهاية.
وأكدت على أهمية إشراك الأسرة والمؤسسات الدينية على غرار الأزهر الشريف والأوقاف على عقد المبادرات التي تكرس تلك القيم وتعمقها في نفوس الشباب كما يحدث من قبل دار الإفتاء بعقد محاضرات للشباب المقبل على الزواج من أجل التأهيل النفسي والديني لهذا.