الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

«شوارع المنصورة».. كتاب جديد يحكى 800 عام من التاريخ

شوارع المنصورة»
شوارع المنصورة»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
٨٠٠ عام مرت على إنشاء مدينة المنصورة، التى كان قد أنشأها الملك الكامل محمد بن الملك العادل من ملوك الدولة الأيوبية عام ١٢١٩ م، وكان يطلق عليها اسم «جزيرة الورد»؛ لأنها كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات، وكانت بها أكبر حدائق ورد فى مصر، وقد سميت بالمنصورة بعد النصر فى معركة المنصورة، الذى حققه الشعب المصرى على الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا.
بالتزامن مع تلك الذكرى، أصدر إيهاب رجب الشربينى مدير عام المشروعات بجامعة المنصورة، كتابا يحمل عنوان «حكاية شوارع المنصورة».
وقال «إيهاب الشربينى»: اسم المنصورة له قيمة كبيرة لدى أبنائها، خاصة إذا كانوا يعيشون بعيدًا عنها، فلاحظت أن ذكر اسم المنصورة أمام أحد أبنائها فى الغربة يرسم على وجهه ابتسامة ونظرة حنين حبًّا لمدينته وشوقا إليها».
وأضاف قائلا: «مدينة المنصورة فى عام ٢٠١٩، تكمل عيد ميلادها الثمانمئة، فقد باشر الملك الكامل فى بنائها يوم ٧ نوفمبر ١٢١٩ ميلادية؛ حيث عاشت المنصورة ما يقرب من سبعمائة عام كمدينة صغيرة هادئة حباها الله بجمال الطبيعة والجو الصحو ومياه النيل الصافية، ولكن فى المئة عام الأخيرة تغيرت أحوالها بشدة وتطورت تطورا عجيبا».
وتابع قائلا: «عندما بدأت فى القراءة عن المنصورة وتاريخ المنصورة فوجئت بتاريخها العميق، وتاريخ أحيائها التى لا نعرف عنها الكثير، لذا شعرت أننى مسئول عن توصيل جانب من أمجاد المدينة وتاريخها لأبنائها، فلهذه المدينة تاريخ عريق ممتد عبر الزمن، لكن معظم من يعيشون على أرضها لا يعرفون عنه شيئًا، وكأن هناك من قطع الحبل السرى الذى يربطنا بمدينتنا، وأظن أنك إذا قرأت معى بعضا، مما حدث للمنصورة خلال الأزمنة التى عاشتها؛ فإنك ستزداد ولهًا بها واحترامًا لها، وستندهش من أصالة وعراقة هذه البلد وأهلها».
وأضاف قائلا: «ولكن ما نوع هذا الكتاب؟ هل هو كتاب تاريخي؟ أم جغرافى؟ أم أنثروبولوجي؟ هل مجرد حكايات للتسلية؟ فقد بدأت الفكرة منذ حوالى عامين عندما وجدت لدى شغف لمعرفة تاريخ المنصورة، فعندما كنت أعرف معلومة عن المدينة أضعها على مواقع التواصل، واكتشفت أن هناك الكثير من أبناء المنصورة يشاركوننى شغف التعرف على مدينتهم، يا إلهي! لدى أهل المنصورة انتماء عظيم لمدينتهم ولكنهم لا يفصحون عنه فى خضم مشاكل الحياة اليومية التى لا تنتهى».
وتابع قائلا: «لذا فقد بدأت فى جمع المعلومات عن المنصورة من كل مصدر أمكننى الوصول إليه، كنت أظنها مهمة سهلة لاعتقادى بأن المنصورة مدينة صغيرة حكاياتها قليلة، ولكن الحقيقة فاقت توقعاتى كثيرا، إنها مدينة ذات تراث وتاريخ ثري، بحثت عن المعلومات فى عشرات المراجع العربية والأجنبية، زرت المكتبات العامة، دار الوثائق القومية، طالعت كتب التاريخ الإسلامى والأوروبي، حصلت على خرائط المنصورة من هيئة المساحة، تواصلت مع جامعة «تكساس» الأمريكية لأحصل على خريطة نادرة للمدينة، واستمعت بإنصات لكل صاحب ذكرى عن المنصورة، تابعت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعى عن ذكرياتهم فى أحياء المدينة، تواصلت مع العديد من الأجانب الذين عاشوا يوما فى المنصورة، بدأت فى الكتابة كل يوم تقريبا، كان ما أكتبه كثيرا، حاولت الاختصار إلا أننى فوجئت فى أحد الأيام أن مقدار ما كتبته فاق الخمسمائة صفحة، لذا توقفت وقررت تقسيم هذا العمل الكبير إلى عدة كتب صغيرة بدأتها بكتاب صغير عن النضال الوطنى للمنصورة عبر التاريخ، فاز بجائزة النشر الإقليمى بوزارة الثقافة».
واختتم حديثه قائلا: «اليوم هذا هو الكتاب الثانى والذى يحكى حكاية بعض شوارع المنصورة وأحيائها، وسوف تكتشف عراقة هذه الشوارع، التى شهدت أحداثا كثيرة جعلتها جزءا من التاريخ، وأتعشم بمشيئة الله أن يتسنى لى نشر باقى موضوعات المنصورة، فلا يزال فى جعبتى حكايات وحكايات عن المنصورة فى العصور المختلفة، ولا يزال هناك حديث عن المنصورة وجامعتها ومستشفياتها ونواديها وفنادقها، وحكايات الأجانب ودورهم فى نهضة المدينة ومجدها».