بين الحين والآخر يطوع الإنسان كل السبل من حوله ويكرسها لخدمته، بدأت خطة تطويعه من قبل الثورة الصناعية منذ عام 300 ق.م والتي بدأت باختراع وسائل تعينه على التنقل المستمر بحثًا عن سبل العيش فتمكن من اختراع عجلات يجرها الحُصن والبغال ومن تم مع حلول الثورة الصناعية ضاف لتلك العجلات محركًا، يظهر في مقدمة وسائل المواصلات العامة المصرية فيما يعرف بالأتوبيس.
رغم أن الأتوبيس وسيلة زهيدة السعر إلا أنه يعانِ سائقيها شر المعاناة فيقول عم "محمود "سائق أتوبيس بخط حلوان: "لابد من زيادة أسعار تذاكر الأتوبيسات لتزيد بالتبعية رواتب سائقي ومحصلي التذاكر"، تطورت أشكال الأتوبيس ليظهر الأتوبيسات الذكية ذو الخدمة الخاصة كشركه "go bus" والتي تتمكن خلالها من تحديد واجهتك والدفع الكترونيًا قبل بدأ الرحلة.
تمكنت الميكروباصات من ملاحقة عجلة التطور أيضًا بظهور خدماتها الخاصة التى تتمكن من حجزها إلكترونيًا بموقع خاص بها كشركة" Swvl"، ولكن لا يزال يعاني سائقي الميكروباصات العامة من أحوالهم فيشكو "محمد أنور" سائق ميكروباص بخط صفط اللبن: "أربح يوميًا 100 جنيه ولكن كيف أتمكن من إعالة أسرتي وأنا أنفق بشكل أسبوعي على التصليحات الخاصة بالعربة وكذلك تغير الزيت الذي يكلف 50 جنيهًا وتفويل البنزين 100 جنيه أيضًا ؟!"
ورغم ارتفاع تعريفة المترو عام 2018 لتصل بحد أقصى إلى 7 جنيهات لآخر الخط إلا أنه لا يزال الوسيلة الأساسية لمعظم الموظفين والطلاب بشكل يومي.
تحول مجرى دائرة تطور تلك الوسائل بظهور بعض الخدمات الخاصة كخدمات أوبر وكريم والتي برز نجاحها خاصة بعد اتخاذها الشكل القانوني والاعتراف بها حكوميًا فيوضح "محمود" سائق "بكريم" رغم المكسب الملحوظ الذي يلحق بك كونك سائق بتلك الخدمات إلا أن المكسب بأكملة يُدفع لقسط العربة وهذا حال معظم سائقي تلك الخدمات.
أخذ هذا التطور شكل آخر بظهور خدمات توصيل إلكترونيًا بالتكاتك والمتوسكلات فوضح "أحمد "سائق تكتوك لخدمة "حالًا" قائلًا: "توفر تلك الخدمة لسائقها الأمان فنحن مرخصون وكذلك التكاتك مرخصة فليس علينا أي علامات استفهام ولكن لم تجد الخدمة رواجًا كبيرًا نظرًا إلى أن مستخدمي التوكتوك فئة بعيدة بعض الشيء على استخدام التطبيق أو لأن تعريفاتها أعلى قليلًا مقارنتًا بتعريفة التكتوك العادى".
