الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "63".. على أن يشمل التعديل اعتقال ألسنة الخباصين!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقول الأسطورة أن كل قرية تأخذ حظها من كل شئ، فيها تجد وليا وشقيا، فيها ذلك المجذوب الذي يبجله البعض بينما يقذفه آخرون بالطوب، فيها الثمر اليانع وفيها ذاك المعطوب.. فيها حاملي الرٍكوة «إربة الماء» وفيها خباصين الرًكوة «حفرة النار».. الأزمة ليست في تواجد هؤلاء.. فتنوع المجتمع مطلوب.
لكن أن يصير المجذوبا إماما ويسير المعطوب قدوة، هذا حدث جلل يجلعنا نراجع الأسطورة، فمن المؤكد أن هناك خلل ما يحتاج تعديل، فخباصين الركوة كانوا معروفين اسما وعنوانا وكانت أدوارهم واضحة للجميع، حتى أن أهل القرية كانوا يستخدمونهم في نقل رسائلهم من وإلى بعضهم البعض، وكانوا كمثل سئ يضربونه للأبناء ضمن وصاياهم بألا يكونوا كهولا.. لكن فجأة وربما لـ«لخبطة ما» اغتنى هؤلاء وتبوءوا زمام الأمور.
فتحول «الخباص» من نموذج سئ ينهى عن اقتفاء أثره، إلى شخص يشار إليه بالبنان، فتدافع أهل القرية جميعا لتعلُم «الخبص»، الأمر كان صعبا في البداية.. فتلك كانت حرفة لأصحابها يعرفون متى وأين يقولون الكلام، فما يقال في مجلس لا يصح أن يقال في آخر، لكن كأي «كار» لعب فيه الصغار بات «الخبص» متاحا للجميع وخرج عن كونه كان له ما يشبه «نقابة» معروفة أعدادها إلى ظاهرة وحرفة فبات المجتمع كله عبارة عن مجموعة من الخباصين لكن بتعريفات ومفاهيم مختلفة.
البعض أطلق عليها «أمانة»، والبعض الآخر قال «هذا حق القرية» ويجب أن يعرف الناس، والبعض تحدث عن أنها «مستدامة»، ومنهم من قال أنها من علامات يوم القيامة، شعارات رنانة ترددت هنا وهناك لكن الأسوء منها أن الخباصين دخلوا البيوت ومن لم يجد له «خبصة» كان يختلق حديثا في الأعراض.. فهذا وكأنه ملاك هبط من السماء يندد بمعاملة أم لطفلها، يٌحضر له لبن «سيريلاك» ويهدهده أمام الكاميرات ثم بعد التصوير يلقيه فتتلقفه أمه.. وهذا يتكلم عن المهلبية وارتفاع سعر الأرز ورواج تجارة الطعمية، وذاك يُحلل في خطط التنمية ويشرح فوائد الجري لحرق «اللية»، وهؤلاء يتبنون نعم أولا فقط من مبدأ «الندية»، وهناك على 70 قناة حديث عن صراعات الأندية استوديوهات تحليل في كل مكان دون بيان واضح يجيب على السؤال «كيف ينجو الوطن من الأوفسايد»، وكله يا أيها الخباص «كوم» وحديث «الكلوتات والفساتين»، «كوم آخر»، هذا الحديث يُشعل الركاوى في ليالي الشتاء الباردة ويفتح الخيال لأي تعديل في موضع «الإزار والأزرار».
ويبقى أن نقول كيف لهذه القرية أن تعود لسابق عهدها وقد بات مثقفيها خباصيها، وأكل الكلام أعمدتها ومبانيها؟ كيف يعي شعب الركاوى الحديث عن الحريات وهو ما زال إلى الآن لا يصدق أن أبوه «السقا مات»، كيف لطفل صغير أن يكون نجما في مجتمع تتبادل فيه «الكباتين» الصفعات على الشاشات؟ كيف تنير الشمس عقول شعب ينطق آمين من قبل حتى أن يقرأ الإمام الآيات؟. 
الإجابة: إضافة مادة في الدستور توصي باعتقال ألسنة الخباصين.