الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نصر عبده يكتب: اليمن الذي كان سعيدًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"اليمن الذي كان سعيدًا".. أحزنني سماع تلك المقولة من الشيخ الحبيب علي الجفري، وشعرت وقتها بحجم الجرم والإرهاب الذي تتباهى به إيران وذراعها في اليمن جماعة الحوثي؟
وعندما نتحدث عن تلك الجماعة، دعونا نتساءل أولًا: من هم الحوثيون، وماذا يريدون من اليمن؟ هذا السؤال الذي يطرح نفسه في الآونة الأخيرة بعد أعمال العنف والإرهاب والعنف والقتل والسجن، التي ترتكبها الجماعة المسلحة في اليمن.
والحوثيون جماعة دينية شيعية مسلحة تقوم علی ولاية الإمام وتتبع الطريقة الاثنى عشرية علی غرار النموذج الإيراني، تأسست عام 1992، واتخذت اسم "أنصار الله"، وتمت تسميتهم بالحوثيين نسبة إلى مؤسسهم حسين الحوثي، الذي قتل عام 2004، ووالده المرشد الروحي للحركة بدر الدين الحوثي. 
والأهداف الحقيقية للحوثيين هي إعادة الإمامة الزيدية، رغم تأكيد آل الحوثي انتماءهم إلى آل البيت وانتسابهم الى إرث أئمة الممالك الزيدية، والتي حكمت شمال اليمن طوال 1000 عام تقريبًا حتى عام 1962، حين أطاحت بالإمام البدر ثورة تهيمن عليها شخصيات سُنية، واستمر الصراع في السبعينيات بين أنصار الزيدية والجمهوريين السنة.
ويسير الحوثيون علی خطی حزب الله اللبناني، ويتلقون الدعم من إيران بمشاركة الحزب من أجل تحقيق مشروع إقامة "الهلال الشيعي" في المنطقة بعد أن ظهروا في البداية كحركة دعوية قبل أن تتحول إلى جماعة لها مطالب جمعت بين الاجتماعية والسياسية، وهناك من يعيد تاريخ ظهورها إلى سنة 1992 باسم "الشباب المؤمن".
كل هذا قد لا يكون مهمًا، لكن تأتي المشكلة الأساسية في تاريخ جماعة "الحوثي"، وهي أن إرداتهم ليست بيدهم فهم دائما ينفذون مخططات لصالح دول خارجية لها مطامع توسعية، وهذا ما تقوم به الميليشات الحوثية لصالح إيران في اليمن، فهم يريدون إخضاع اليمن بقوة السلاح لصالح مشروع إيران في المنطقة العربية، رغم أنهم أقلية في الشمال وما حققوه قبل ذلك كان نتيجة تصديهم لنظام لم يتسم بالقوة والحسم. 
ومن أجل تحقيق هذا الهدف صال الحوثيون وجالوا في اليمن، غير عابئين بالمواطنين الأبرياء الذين باتوا هدفا في مرماهم ، فسقط الآلاف من القتلى وجرح آلاف آخرون، وعذبت النساء والأطفال على يد الجماعة المسلحة، وكل هذا يؤكد أن الحوثيين جزء من مشروع الهيمنة الإيراني التي تسعى لتنفيذه في المنطقة العربية، وأنهم وكلاء طهران في مخططها الاستعماري ، وأنهم لا يفعلون شيئا إلا الخضوع للإرادة الإيرانية التي لا تريد شيئا إلا زعزعة استقرار بعض البلدان حتى لو تطلب ذلك جلب المرتزقة لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية. 
ومن هنا بدأ الحوثيون إرهابهم بدعم ومشورة إيرانية، وأخذوا من طريق الاعتداء على المواطنين نهجا لها، وترويع الآمنين أسلوبا لا يحيدون عنه، وبات إرغام اليمنيين على ما لا يريدون يتم كل لحظة، حتى قرر الشعب اليمني الوقوف ضد سطوتهم ، والتصدي لإرهابهم، بعد أن أيقن الجميع أنهم خنجر مسموم في جسد اليمن.
اليمنيون يريدون سلامًا شاملًا يخلصهم من هذا الخطر السرطاني ، يخلصهم من الانقلاب الحوثي والمشروع الاستعماري لإيران، ويريدون عودة مؤسسات الدولة والانتصار للدولة اليمنية، يريدون عودة الأمن والأمان والاستقرار، يريدون يمنًا سعيدًا كما كان.
اليمنيون يريدون التوقف عن مجمل الإجراءات أحادية الجانب التي أقدمت عليها ميليشات الحوثي منذ أن دخلوا صنعاء، ومنذ أن قرورا أن يكونوا ذراعًا لطهران تنفذ من خلالهم ما تريده، حتى وإن كان على حساب الشعب اليمني.