الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تركيا تتخلى عن الإخوان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«تحالف الدم» يقترب من النهاية
ترحيل «قاتل النائب العام» يكشف عن خلافات «أهل الشر»
وضاع الحلم يا أردوغان
كيف خسر الرئيس التركى مشروع تصدير «خرافة الخلافة»؟
«الخليفة» يبيع «خرفان السمع والطاعة»
الرئيس التركى يتخلى عن عناصر الجماعة بعد «تفكك تحالف المصالح»




يبدو التحالف بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وجماعة الإخوان، على شفا حفرة من النهاية، فتسليم أنقرة المتهم المصرى بقتل النائب العام، محمد عبدالحفيظ حسين إلى القاهرة، يوحى بأن هناك خلف الستار، ما سعى الطرفان إلى إخفائه.
على أن انهيار التحالف الذى يوصف على نطاق واسع بأنه «تحالف بين عصابات مافيا»، ليس غريبًا، ذلك أنه تحالف مصالح لا مبادئ، والظاهر أن الرئيس التركي، صار متأكدًا أن تلك المصالح لا يمكن تحقيقها، ومن ثم قرر غسل يديه من الجماعة، التى كثيرًا ما عوّل عليها لنشر مشروعه السياسى فى المنطقة العربية... الجماعة التى لم تجن عليه إلا الخسائر، وجعلت اسمه إقليميًا وعالميًا، يقترن برعاية الإرهاب.

فلم يكن غريبًا أن يبيع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، عناصر جماعة الإخوان، بعد ٦ سنوات من التحالف بينهما.
ترحيل المتهم المصرى بقتل النائب العام هشام بركات، المدعو محمد عبدالحفيظ حسين، أماط اللثام عن أن ذاك التحالف الذى كان يبدو متماسكًا لم يعد كذلك، ففى داخله تكمن جميع عوامل الضعف والهشاشة.
هذا ما يؤكده خبراء، منهم باحثون بمعهد كارينجى الأمريكي، الذين يقولون إن هناك علاقات وظيفية محكومة لجيوبوليتك أردوغان، وما يعتريها من تقلّب فى المصالح السياسية والأولويات.
ويرى محللون أن ترحيل «حسين» يكشف عن حقيقة علاقة أردوغان بالإخوان، معتبرين أن أردوغان استخدم الإخوان، طويلًا، كجزء تعبوى وترويجى لمشروعه فى الإسلام السياسي، والإخوان كانوا دومًا يعرفون ذلك ويحاولون تقاسم الأهداف والوسائل.
وتعود علاقة أردوغان مع إخوان «مصر» إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما التقى الناطق باسمهم كمال الهلباوى فى غير مناسبة، أيامها كان أردوغان مستشارًا لنجم الدين أربكان الذى أسس وتنقل بين عدة أحزاب ذات مرجعية دينية، آخرها حزب النهضة (١٩٩٧)، وتحدّث فيه عن حلمه بتشكيل حلف ناتو إسلامي.
ويأتى ترحيل عبدالحفيظ إلى القاهرة ليواجه حكم الإعدام فى توقيت تشهد فيه استراتيجية أردوغان بالمنطقة انعطافات مفتوحة السيناريوهات.


فللمرة الأولى منذ سبع سنوات يعترف أردوغان أن لديه شبكة علاقات مع النظام السوري، وترجع مرجعيتها إلى اتفاقية أضنة.
وتصف تقارير إعلامية، العلاقة متعددة الطبقات بين أردوغان والتنظيم العالمى للإخوان بـ«العلاقة المافيوية» نسبة إلى عصابات المافيا، التى تجمع طرفين لكلّ منهما دوره ووظيفته وبرامجه، لكن تجمعهما معًا أفكار الإسلام السياسى التى تعد «ورقة سوليفان» لإخفاء بضاعتهما الفاسدة!
العلاقة المافيوية بين الرئيس التركى والإخوان، فيها من الإيحاءات ما كان كافيًا للتوسع فى احتمالات أن تكون هذه العلاقة اصطدمت بتغييرات استجدت على برنامج وأولويات أردوغان فى الشرق الأوسط، فكانت قصة محمد حسين، هى الدمّل الذى كشف سرطانها.
وكثيرًا ما كانت «تركيا الأردوغانية»، تعتبر جماعة الإخوان، ذراع القوى الناعمة لها فى العالم العربي، ولكن يبدو أن انقلاب إسطنبول عليها لم يأت من فراغ.
محللون يؤكدون أن الرئيس التركى يسعى لتبييض وجهه أمام الدول العربية فى المرحلة المقبلة، قبيل الانتخابات الرئاسية التركية، حتى لا تطاله شبهات بالتزوير كما حدث فى الانتخابات الماضية.
واستعان أردوغان فى انتخابات الرئاسة فى يونيو الماضي، بقيادات الجماعة وعناصرهم الهاربة فى إسطنبول، للدعاية له خلال يوم الانتخابات، وهو ما فعلوه لرد الجميل للرئيس التركى الذى يستضيف قياداتهم الهاربة.
وكما فعلت جماعة الإخوان فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وروجت له بالفوز قبل إعلان النتيجة النهائية فى ٢٠١٢، روجت أيضا لفوز أردوغان قبل إعلان النتيجة، فمجاهد مليجي، القيادى الإخوانى بتركيا، زعم فوز رجب طيب أردوغان بالانتخابات التركية قبل الإعلان عن النتيجة بـ٣ ساعات.
ومن المحتمل أن تشهد المرحلة المقبلة مفاجآت من قبل الرئيس التركى ضد جماعة الإخوان، فى محاولة منه لغسل يديه من دعم للإرهابيين فى بلاده.
وأعلن ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن محمد عبدالحفيظ حسين، رُحِّل بالفعل إلى بلاده، بعد أن قدم من مقديشو بتأشيرة غير مناسبة، ولم يطلب اللجوء السياسي.
قرار الترحيل، أثار رعبًا وهلعًا وسط عناصر الإخوان المقيمين فى تركيا، حيث نشر العديد منهم اعتراضات على كيفية تعامل السلطات التركية مع الشاب المدان بقتل النائب العام، مشيرين إلى أنها المرة الأولى التى ترد السلطات التركية مصريًا إلى بلده.
الغريب فى الأمر أن القيادات البارزة فى جماعة الإخوان لم يظهروا أى موقف تجاه ترحيل الشاب المصرى واكتفوا بالمشاهدة، وهو الأمر الذى يراه بعض الإخوان فى تركيا تصرفًا غير مقبول.
وتراشق أعضاء من الإخوان، الاتهامات بخيانة زملاء لهم فى التنظيم لأنهم علموا بالأمر فى حينه، ولم يتصرفوا كما يُفترض، وردا على اتهامات بهذه القسوة، خرج من بين الإخوان من يقول إن محمد حسين لم يعد عضوًا فى تنظيم الإخوان، لأنه التحق بتنظيم داعش.
وتعتبر جماعة الإخوان الإرهابية بأمس الحاجة للملاذ الآمن فى تركيا التى احتوتهم بعد أن كشفت الشعوب العربية نفاقهم القائم على الكذب والادعاء وأنهم ضحايا لعقود من الاضطهاد، وأنهم يحملون الحلول لمشاكل العرب، لكنهم وفور وصولهم إلى الحكم نكلوا بالشعوب وضاعفوا المشاكل العربية، ففروا حاملين خيبتهم، وقد خلفوا فى بعض الدول العربية مزيدًا من الإرهاب، ووجدوا فى أنقرة الحضن الدافئ الذى يؤمن لهم القاعدة للانطلاق فى تطبيق أفكارهم واللجوء إلى العنف المسلح «الإرهاب» لضرب الدولة الوطنية والانقضاض عليها بعد ذلك.
القيادة التركية التى توغلت فى سوريا تحت زعم محاربة إرهاب الأكراد وباتت فعليا تسيطر على أرض دولة عربية وتهدد بالتدخل فى العراق وتهدد العرب بالتحالف مع إيران وتمد يدها لقطر بعد أن قاطعتها الدول المكافحة للإرهاب، كانت تتباهى بأنها تأوى فى بلادها قيادات إرهابية وتستضيف مؤتمرات واحتفالات لتنظيم الإخوان الذى لا يعمل إلا على نشر الفكر الإرهابى والعنف.
ويتوقع مراقبون أن الموقف التركى الحالى تجاه جماعة الإخوان الإرهابية ما هو إلا محاولة من أردوغان لتنظيف فوضاه قبيل المعركة الرئاسية المقبلة، وستشهد المرحلة المقبلة تغييرات واسعة فى الموقف التركى تجاه الجماعة، قد تؤدى إلى ترحيل كل القيادات الصادر ضدها أحكام فى مصر، وهو ما يثير هلعًا ورعبًا داخل صفوف الإرهابية فى تركيا.



ولماذا فتح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أبواب بلاده على مصراعيها لعناصر جماعة الإخوان؟
سؤال يمكن ببساطة الإجابة عنه بأن هناك مصالح تصالحت، لكن التعمق فى الأمر، يتطلب البحث فى ماهية تلك المصالح، وهو ما يجيب عنه الباحث السعودي، عيسى الشاماني، قائلًا: «إن أردوغان يقتفى منهج ثورة الملالى فى إيران، ويسعى إلى تصدير مبادئ التأسلم السياسى إلى المنطقة العربية.
إذن.. لماذا يبدو تحالف الطاووس التركى والجماعة على شفا الانهيار؟
يقول «الشاماني»: يبدو أن هذه الخطة فشلت، ما دفع أردوغان إلى إبعاد عناصر الإخوان من أراضيها، مضيفًا أن الإنفاق التركى القطرى السخى على رموز وقيادات الإخوان كان تحت رعاية رسمية من الحكومة التركية التى مكنتهم من عقد المؤتمرات والندوات التى غالبا ما يشرف عليها «حزب العدالة والتنمية»، وتتولى قناة الجزيرة -الذراع الإعلامية لتنظيم «الإخوان والحمدين»- بثها للعالم العربى والإسلامي.
واقعيا تمثل تركيا اليوم أكبر تجمع للعشرات من قيادات تنظيم الإخوان الفارين من العدالة حول العالم، بالتساوى مع قطر التى وصفها محللون أنها بمثابة «البقرة الحلوب» لتمويل مشاريع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم، خصوصا تلك المشاريع المتمثلة فى دعم الإخوان، واحتضانهم وتوفير البيئة المناسبة لهم ليتمكنوا من عقد اجتماعاتهم وندواتهم التى تحفل بها العاصمة التركية أنقرة على مدار العام.
وكانت طموحات الرئيس التركي، وتوجهاته الفكرية غير خافية، فهو فى كل مناسبة يؤكد أهمية الإخوان كمشروع سياسى يعول عليه فى المنطقة، فأردوغان يرى «أن أفكار المفكر الإخوانى سيد قطب تمثل تراثا إنسانيا مُلهما ينبغى أن تتبناه الدولة التركية».
ففى عام ٢٠١٦، احتفت تركيا رسميا بالقطب الإخوانى الأبرز سيد قطب، الذى يرى أن النظام العالمى كله كافر، ويؤمن بأن المسلمين يجب عليهم الخروج بالسلاح فى حرب جهادية تشمل العالم أجمع وإلا كانوا من الكافرين.
هذه الأدبيات المتطرفة فى خطاب سيد قطب والإخوان بشكل عام، يراها مستشار الرئيس التركى ياسين أقطاى «ميراثا عالميا يجب الاستفادة منه»، معتبرا أن فكر قطب المتطرف وأدبياته حول الحاكمية والجاهلية هى إلهامات ربانية أسهمت فى صناعة مشاريع سياسية عدة، من بينها المشروع السياسى المعاصر فى تركيا.
وفى ظل النشاط السياسى لقيادات جماعة الإخوان فى تركيا، يرى محللون أن تمكين أنقرة للتنظيم، يعتبر إصرارا من حزب العدالة والتنمية الذى يحكم البلاد منذ ٢٠٠٢، على عدم الاكتراث بالأمن العربى وعزمه استخدام هذه الجماعة، التى تدرس دول غربية عدة إدراجها على القوائم السوداء، وهو ما يراه المحللون أنه يهدف للتوسع وتحقيق حلم القيادة التركية بإعادة الزمن إلى الوراء لنحو ١٠٠ عام.
الطموحات السياسية التركية لتوظيف الإسلام الإخوانى فى المنطقة لم تكن جديدة، بل هى رغبة قديمة عبّر عنها أقطاي، حيث أكد أن إسقاط الخلافة تسبب فى فراغ سياسى فى المنطقة، وقد سعى تنظيم الإخوان لأن يكون ممثلا سياسيا فى العالم نيابة عن الأمة، مضيفا: «البعض يستخف بقوة الإخوان ويقول إنهم عبارة عن جماعة صغيرة، لكن جميع الحركات الإسلامية اليوم ولدت من رحم جماعة الإخوان».
وقال أقطاي، إن جماعة الإخوان تمثل اليوم ذراعًا للقوة الناعمة لتركيا فى العالم العربي، فهذه الجماعة ترحب بالدور التركى فى المنطقة.
ويرى مراقبون أنه لتحقيق هذه الأجندة، وجدت تركيا فى قطر والإخوان حليفا وثيقا، لاسيما أن قطر استلهمت فكر الإخوان منذ وقت مبكر، وكانت أول من وفر لهم ملجأ آمنا بعد أن فروا من العدالة فى دول عدة، لاسيما يوسف القرضاوى الذى تم تصنيفه إرهابيا من قبل الدول الأربع المقاطعة لقطر، غير أن الأخيرة منحته الجنسية القطرية ونصبته مفتيا عاما للدولة وشرعت له منصاتها الإعلامية لنشر الفكر الإخواني.

وهل يتخلى الخليفة عن رعاياه؟ أو فلنطرح السؤال بصيغة أخرى: هل باع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان «بهاليل الإخوان»؟
المعروف بالبديهة، أن العلاقة بين الرئيس التركى و«خراف السمع والطاعة» هى علاقة تحالف استراتيجى، نفعى، فالطاووس التركى كثيرًا ما استخدمهم للترويج لمشروعه السياسى، وهم من جانبهم كثيرًا ما اعتبروه الملاذ أو الباب العالى الذى يلجأون إليه فى الشدائد.
لكن فى الآونة الأخيرة، ظهرت مؤشرات على أن «أردوغان» باع ناسه، وغسل يديه منهم.
تصرفات أردوغان أثارت مخاوف «أهله وعشيرته»، فيما تدور الأسئلة فى أروقة السياسة والصحافة التركية، وكذلك فى مراكز الدراسات، وأوساط المهتمين بشأن الجماعة والملف التركى.
وازدادت التساؤلات إلحاحًا، إثر إعلان ياسين أقطاى مستشار الرئيس التركى، أول أمس الثلاثاء، أن الشاب المصرى المحكوم بالإعدام فى قضية اغتيال النائب العام المصرى محمد عبدالحفيظ حسين رُحِّل بالفعل إلى بلاده بعد أن قدم من مقديشو بتأشيرة غير مناسبة، ولم يطلب اللجوء السياسى.


هذا التسليم أحدث بلبلة كبرى فى أروقة الجماعة، كما أصاب المتعاطفين معها بـ«هستيريا».
وجاء أول رد فعل من هيثم أبوخليل، وهو أحد القيادات المحسوبة على جماعة الإخوان، ويقيم فى تركيا ليؤكد أنه تم ترحيل الشاب المصرى محمد عبدالحفيظ حسين المتهم بقضية اغتيال النائب العام المصرى السابق.
وقال هيثم غنيم، وهو شاب مصرى يقيم فى تركيا عبر فيديو له على «يوتيوب» إن المتهم محمد عبدالحفيظ حسين، البالغ من العمر ٢٩ عاما، وكان يعمل مهندسًا زراعيًا بمدينة السادات بالمنوفية، وصل إلى مطار أتاتورك بإسطنبول فى الساعة الثامنة صباح ١٦ يناير، قادمًا من العاصمة الصومالية مقديشو، حاملا تأشيرة إلكترونية تبين أنها غير صالحة، مضيفًا أن الشاب قدم لأجهزة الأمن التركية ما يفيد بصدور حكم بالإعدام ضده فى مصر، طالبًا اللجوء السياسى.
وأضاف أن محمد تواصل مع قيادات وشباب من جماعة الإخوان بتركيا، حيث وصل هناك بعد تنسيق معهم، وبعد وصوله المطار، ورفض السلطات التركية دخوله، اتصل فورًا بقيادات إخوانية تقيم فى البلاد، بينهم محمود حسين أمين عام الجماعة، وعادل راشد، وصابر أبوالفتوح القياديان بالجماعة، مضيفًا أن قيادات الإخوان تقاعست عن التدخل، وقال بعضهم إنه ليس إخوانيًا، ولذلك رفضوا التوسط لدخوله تركيا.
وقال غنيم إن السلطات التركية رفضت دخول الشاب المصرى لأراضيها لعدم وجود ما يفيد بمنحه حق اللجوء السياسى، وأعادته على متن الطائرة المتجهة للقاهرة، بعدما تبين أنه لا ينتمى للجماعة.
وتابع أن أصدقاء عبدالحفيظ علموا بترحيله لمصر يوم الجمعة ٢٥ يناير، وتسليمه للقاهرة بتواطؤ من جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن زوجة الشاب ما زالت موجودة فى إحدى الدول الأفريقية برفقة طفلها.
وقال صابر أبوالفتوح، القيادى فى جماعة الإخوان، إنه علم من محمود غزلان، القيادى بالجماعة، بدخول الشاب تركيا، قادما من الصومال بتأشيرة مزورة، وقبض عليه لكونه ينتمى إلى أحد التنظيمات المتطرفة، مضيفا أنه قام بإرسال محامٍ تركى للمطار لمعرفة سبب القبض عليه وعلم المحامى بنقله لمكان آخر.
وأشار فى تسجيل صوتى إلى أن الشاب لم يكن يعلم بكيفية التواصل مع القيادات الإخوانية فى تركيا، مؤكدًا أن إدارة الهجرة أبلغته أن الشاب ما زال موجودًا فى تركيا ولم يتم ترحيله لمصر بعد.
وأعلن أنه يثق بالحكومة التركية ويرفض أى اتهامات لها بترحيل الشاب لمصر، مضيفًا أنها يمكن أن ترفض دخوله للبلاد، لكنها لا يمكن أن تقوم بترحيله لمصر.


وابتداء من ٢٠١١، حيث اندلع «الربيع العربى» الذى وظفت له قطر قناتها «الجزيرة»، كان أردوغان شريكًا للدوحة فى توظيف الإخوان، ودفعهم لقيادة انتفاضات الشوارع العربية فى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.
فى مصر رفع الإخوان فى ميدان التحرير صور أردوغان، ثم لجأوا إليه بعد العام ٢٠١٣ عندما أسقط الشعب نظام مرسى، واستضافتهم إسطنبول فى مؤتمرين عامين للتنظيم الدولى، وأنشأت لهم العام ٢٠١٤ تنظيمات متعددة مثل «المجلس الثورى المصرى»، ورابطة «علماء ودعاة أوروبا ضد الانقلاب فى مصر»، وغيرهما من التنظيمات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية.
وعندما اضطرت قطر تحت الضغط الدولى إلى ترحيل بعض أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين من أراضيها، توجه بعضهم إلى تركيا وهم على قناعة بأن مصالحهم التنظيمية ترعاها تركيا.
وفى نفس مُربّع التوظيف التركى للإخوان المسلمين ولمعارضى النظام المصرى فقد رعت إدارة أردوغان عملية تشكيل ما سمى «رابطة الإعلاميين المصريين بالخارج»، وفى موازاتها رابطة أخرى دولية للإعلاميين كان يشارك فى تأسيسها وقيادتها الصحفى السعودى جمال خاشقجى، لتكون منبرًا للإسلام السياسى ومروّجًا له فى الشرق الأوسط بقيادة أردوغان.
هكذا استغل أردوغان الجماعة واستغلته هى أيضا فى توفير الملاذ الآمن بعد هروبهم من مصر، لكن لكل شىء ثمنه، وكان الثمن هو خيانة أعضاء الجماعة لوطنهم، والتحريض ضده وضد أبنائه ليس هذا فقط بل التخطيط لعمليات إرهابية فى الداخل بمساعدة الدولة المضيفة.
فهل يحدث التنافر الآن بين الجماعة وأردوغان فى ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية؟ هل يحاول أردوغان غسل يده من كل الدماء التى علقت بها وتحديدا من ٢٠١٣، وحتى الآن؟
من الصعب أن يحدث تنافر خصوصا أن أردوغان ابن الحركة الإسلامية فهو ابن لحزب الرفاه والفضيلة ومن ثم العدالة والتنمية، فلا أحد يمكنه أن يتنكر لميراثه الفكرى.
إذن ماذا حدث؟.. ما حدث مع الشاب المصرى محمد حسين عبدالحفيظ ربما يكون جزءًا من تكتيكات أردوغان لمحاولة كسب ود الحكومة المصرية والشارع المصرى، لمحاولة جذب الأنظار إليه مرة أخرى ومحاولة الوصول لحالة من حالات الهدوء النسبى خصوصا فى علاقاته الخارجية قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة، ومحاولة تحسين العلاقات بينه وبين مصر، ومن ثم باقى الدول العربية، المتخذة منه موقفا سلبيًا، بسبب جماعة الإخوان، والعناصر الإرهابية المقيمة على الأراضى التركية.