الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الكاتبة نرمين عشرة: معرض القاهرة الدولي للكتاب أكثر تنظيما ورقيا عن الأعوام السابقة

الكاتبة نرمين عشرة
الكاتبة نرمين عشرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشادت الكاتبة نرمين عشرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في صورته الجديدة للدورة الخمسين بعد انتقاله إلى مركز مصر للمعارض الدولية في التجمع الخامس، واصفة إياه بالأكثر تنظيمًا ورُقيًا وحماية للكتب والكتاب من تقلبات الجو التي كانت تطيح بالمخيمات فيما قبل.
وقالت في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط: "إن تنظيم المعرض يسّر على القراء الوصول إلى هدفهم بشكل سريع فقط بمعرفة خريطة دور النشر بتحديد رقم القاعة ورقم الجناح، وهو ما يعكس صورة أكثر حضارة لمصر أمام العالم". 
ورأت الكاتبة أن الإقبال أكثر مما كانت تتوقع، فبرغم بعد المسافة عن وسط القاهرة إلا أن توفير حافلات نقل عام مباشرة لمعرض الكتاب في الميادين الرئيسية سهّل على القراء التوافد على المعرض في مكانه الجديد.
وعن روايتها الأولى "امرأة لا تكتفي"، الصادرة عن المكتبة العربية للنشر والتوزيع، قالت إن الرواية تعري بعض المشكلات الإنسانية والظواهر المجتمعية التي ظهرت مؤخرًا بين الشعب المصري، مثل النظرة الطبقية وعدم الشعور بالآخرين والوساطة والحكم على الغير بالمظاهر والاستغلال الجنسي وارتكاب جرائم القتل النفسي.
تسرد الرواية قصة فتاة فقدت الذاكرة لأسباب نفسية وقررت أن تبدأ الحياة كمولود جديد متحرر بلا قيود أو قواعد تلبي فقد كل ما تطلبه نفسها، فارتبطت بأربعة رجال كل منهم يمثل لذة معينة مثل المال والجنس والنجاح والحب، ومع الاحتكاك بالحياة والمجتمع تجد نفسها أمام الاختيار بينهم، وتنشأ الصراعات النفسية ما بين أن تستمر دون تضحية أو تضحي بلذة من أجل أخرى.
ويظهر دور المرافق النفسي والصديق الذي يتقبل البشر على مختلف أحوالهم ويتفهم مشاعرهم الداخلية وليس ما يظهرون في شخصية "الرواي" لقصة حياة وهو صلاح الطبيب النفسي المعالج.
تتمحور فكرة الرواية حول صراع اللذات داخل النفس البشرية، فالإنسان الذي تجسده البطلة "حياة" يولد لديه رغبة طبيعية للأكل والشرب والملبس وغيرها من الاحتياجات المادية التي يمثلها "أمير"، ثم يمر بمرحلة المراهقة فتظهر حاجاته للذة الجنسية التي يجسدها "آسر"، ثم ينضج ليبحث عن النجاح الذي يجسده "أيمن"، وفي غضون ذلك تظهر اللذات الروحية الفطرية كالحب الذي يجسده "أحمد" وغريزة العبادة.
ويستمر الإنسان يسعى لتلبية جميع احتياجاته ويشبع غرائزه حتى يجد نفسه أمام قواعد وضوابط وقوانين تقيده وتجبره على التضحية برغبات من أجل الأخرى، وهنا تنشأ الصراعات النفسية بين ما نريده وما يجب أن نفعله.
تهدف الرواية إلى التصالح مع النفس وحب الآخرين وعدم الانشغال بالحكم عليهم بالظاهر أو التحكم بهم والبعد عن إيذاء الغير الذي يدمر النفس وإدراك أن السعادة الحقيقية تكمن في الرضا عن النفس وفي إسعاد الآخرين.
وتحمل الرواية عدة رموز اجتماعية فأمير يشير إلى الطبقة الغنية، وأيمن يمثل رجال المجتمع، وأحمد يجسد عامة الشعب، فيما تقع أبرز أحداث الرواية على كوبري قصر النيل رمز الثورة لتشير إلى حاجاتنا إلى ثورة على النفس وعلى الظواهر المجتمعية السيئة.
تطرقت الرواية إلى ظاهرة أطفال الشوارع فجاء على لسان أحمد: "وهل لمثلي أن يكون له هدف وهو الشريد الوحيد، فأنا نكرة في عالم غوغائي أحياه رغمًا عني، أرى كل يوم أطفالًا مشردة تجوب الشوارع والطرقات بحثًا عن فتات طعام، كتب عليهم أن يعيشوا بلا هوية ناقمين على آبائهم لأنهم أنجبوهم، يتمنون الموت في كل لحظة قبل أن يسمعوا من أناس مثلهم ما يقتلهم وهم أحياء".