الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد فؤاد نجم.. صور من الحياة

أحمد فؤاد نجم
أحمد فؤاد نجم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاء اختيار الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم شخصية المقهى الثقافى بدورة العام الماضى من معرض القاهرة الدولي للكتاب، كنوع من التكريم الجديد للفاجومى الراحل، الذي عانى في بدايته حياة قاسية حقًا، لكنه يدين لها بالكثير، بعد أن استلهم منها قصائده التي وضعته في قمة تاريخ شعر العامية المصرية؛ رغم البداية البسيطة لطفل كان ضمن سبعة عشر ابنًا لم يبق منهم سوى خمسة لأب يعمل بالشرطة وأم فلاحة أمية من الشرقية.
رغم أن السجن يُعتبر بابا للمصائب؛ إلا أنه كان فاتحة خير على الفاجومي، فقد تورط نجم خلال عمله في السكك الحديدية عندما شاهد كبار الضباط والمديرين ينقلون المعدات وقطع الغيار إلى بيوتهم؛ وعندما اعترضهم كاشفًا ما يجري تم اتهامه بجريمة تزوير لاستمارات شراء، ما أدى إلى الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، قضاها بسجن قره ميدان؛ لكنه التقى هُناك الكاتب والروائي عبدالحكيم قاسم الذي كان عضدًا له، كما أن أحد ضباط السجن كان من هواة الأدب، فشجّعه على الكتابة ونسخ له قصائده على الآلة الكاتبة وأرسلها إلى وزارة الثقافة، والتي كانت تقيم آنذاك مسابقة شعرية، وفاز بها ديوانه الذي يحمل اسم «صور من الحياة في السجن» بالجائزة الأولى، وكانت مقدمة الديوان بقلم الراحلة سهير القلماوي، فأصبح العامل المفصول، وهو في السجن شاعرًا مشهورًا بعد أن نشرت وزارة الثقافة الديوان عام ١٩٦٢.
أطول مدة قضاها نجم في السجن ثلاث سنوات كانت أيضًا في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، والذي أصدر أوامره بسجن نجم والشيخ إمام بعد انتشار أغنيتهما «الحمد الله»، والتي هاجم فيها النظام الحاكم عقب نكسة ١٩٦٧، وصدر الحكم عليه بالسجن المؤبد، ولكنهما خرجا من السجن عقب وفاة عبدالناصر؛ وفي عام ١٩٧٧، إبان حكم الرئيس الراحل أنور السادات تم القبض على نجم مرة أخرى، ووجهت إليه تهمة تلاوة قصيدة «بيان هام» في إحدى كليات جامعة عين شمس، وأصدر الرئيس السادات قرارًا بإحالته إلى محاكمة عسكرية، والتي أصدرت عليه حكما بالسجن لمدة عام؛ كما عاد للسجن مرة أخرى عام ١٩٨١ في بيت باحثين علميين فرنسيين، اللذين عقدا مؤتمرًا صحفيًا فى باريس نشرته جريدة لوموند الفرنسية أعلنا فيه أنهما تعرضا للتعذيب في سجن القلعة، وقالا إن نجم تعرض أيضًا للتعذيب في سجن طرة، بينما كان نجم قابعًا في السجن مُعلنًا الإضراب عن الطعام حتى الموت إذا لم يفرج عنه.
حياة نجم الاجتماعية والشخصية بدورها لم تسلم من التغيرات العديدة، فتزوج عِدة مرات، وله ثلاثة بنات هن عفاف، زينب، ونوارة؛ وكان زواجه الأول من فاطمة منصور ثم من الفنانة عزة بلبع، والكاتبة صافيناز كاظم، وممثلة المسرح الجزائرية صونيا ميكيو، وكانت زوجته الأخيرة هى السيدة أميمة عبدالوهاب وأنجب منها زينب.
حصد نجم عدة جوائز منها اختياره عام ٢٠٠٧ سفيرًا لصندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة، وبجائزة الأمير كلاوس الهولندية عام ٢٠١٣، وحصل على المركز الأول في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي عن قصيدته «جيفارا مات»؛ ورحل عن عالمنا في يوم الثلاثاء الثالث من ديسمبر ٢٠١٣ عن عمر ناهز أربعة وثمانين عامًا، بعد عودته مباشرة من العاصمة الأردنية عمّان، التي أحيا فيها آخر أمسياته الشعرية برفقة فرقة الحنونة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني؛ وخرج جثمانه من مسجد الحسين. وفي ١٩ ديسمبر ٢٠١٣ وبعد وفاته منح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.