ذكرت مصادر هندية رفيعة المستوى أن نيودلهي تستعد لأي سيناريو محتمل
في أفغانستان، من خلال إجراء اتصالات منتظمة مع الأطراف السياسية الرئيسية في
أفغانستان وفي دول أخرى، من بينها قوى إقليمية رئيسية تريد إحلال الاستقرار في
البلاد.
ونقلت صحيفة (إكونوميك تايمز) الهندية عن المصادر قولها، اليوم
الإثنين، إن "الإدارة الأمريكية تعمل على تقليص عدد قواتها في أفغانستان
وإبرام معاهدة سلام مع حركة طالبان، وفي هذه الحالة، سترغب الحكومة الهندية في أن
تحمي مصالحها السياسية والأمنية في أفغانستان".
وأكدت الصحيفة أن "القيادة السياسية الأفغانية بالكامل، ومن
بينها الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، تجري مشاورات مع الهند فيما يخص مستقبل
أفغانستان".
وقال أحد المصادر، بحسب الصحيفة: "لن تتم مباغتة الهند، فبينما
يكون مستقبل الوضع في أفغانستان عنصرًا رئيسيًا في أجندة العلاقات الهندية - الأمريكية،
تجري الحكومة الهندية اتصالات مع موسكو وطهران، اللتان لديهما مصالح في الدولة
الحبيسة (أفغانستان)".
وأضاف المصدر أن "الهند تجري مشاورات مع الصين، كما أطلقت
مشروعا لبناء القدرات للدبلوماسيين الأفغان"، لافتا إلى أنه "ستتم
مناقشة الوضع في أفغانستان خلال الاجتماع الذي سيعقد بين وزراء خارجية روسيا
والهند والصين في شنجهاي في وقت لاحق من الشهر الجاري".
واعتبرت المصادر أنه "فيما يخص انسحاب القوات الأمريكية من
أفغانستان، فلا يجب أن تخضع واشنطن فقط لقيادة بعض القوى الإقليمية وتتجاهل مصالح
الهند"، منوها بأنه "لا توجد دولة أخرى غير الهند أجرت استثمارات هائلة
لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للشعب الأفغاني منذ عام 2001".
يذكر أن الهند لعبت دورا هاما في الاقتصاد الأفغاني منذ سقوط نظام طالبان، كما قدمت دعما كبيرا لكابول في مجالات الاقتصاد، والأمن، والبنية التحتية، لضمان استمرار توازن القوى في المنطقة في مواجهة النفوذ الباكستاني والصيني.