الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

"تجديد الخطاب الديني".. ندوة لرابطة الجامعات الإسلامية بمعرض الكتاب

جانب من الندوة
جانب من الندوة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقدت رابطة الجامعات الإسلامية، ندوة في إطار الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الاثنين، بعنوان: "الإمام محمد عبده وأثره في تجديد الخطاب الديني"، تحدث فيها كوكبة من العلماء والأساتذة وكان في طليعتهم الدكتور إسماعيل شاهين الأمين العام المساعد للرابطة.
أدار الندوة، الدكتور محمد حسان نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وكان أول المتحدثين الدكتور إسماعيل شاهين، والذي قال: إن هذه الندوة من الأهمية بمكان، حيث أن موضوعها يعالج مشكلة في مصر قائمة منذ سنوات، وهي تجديد الخطاب الديني. والإمام محمد عبده يعد هو "إمام المجددين"، فقد حرر العقل العربي من التخلف والجمود الذي كان عليه، فهو باعث النهضة الحديثة، وهو عبقري التنويع، ومن تلاميذه الدكتور طه حسين، وعز الدين القسام، وسعد وغلول، ومحمد مصطفى المراغي.
وتابع: هذا يدل على فهم عميق وثقافة راقية وعقل تنويري تمتع به هذا الإمام حتى صار شيخا للمجددين في عصره والعصور التي تلته، وشهدت مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر الميلادي حركة علمية وفكرية لا يمكن لأي باحث مدقق أن يمر عليها مرور الكرام، فمنذ أن أخذت الحملة الفرنسية عصاها، ورحلت عن مصر، أخذ علماء الأزهر يبحثون في السبب الذي جعل هؤلاء "الفرنجة" يغزون بلادنا؟ ولماذا تقدموا هم في مضمار الحضارة وتخلفنا؟! فأدرك هؤلاء أن السبب الأكبر في ذلك، هو "الجمود" الذي أصاب الحياة الفكرية والعلمية، بل وحركة التجديد الديني ليس في الدولة العثمانية (دولة الخلافة) فحسب، بل في جميع أقطار العالم الإسلامي؛ لذا كان لزاما على الأزهر ورجاله أن يتقدموا الصفوف، ويحملوا راية الجهاد في ميدان العلم.
وأوضح أن محمد عبده لم يكن مصلحا دينيا وحسب، بل مجددا في كافة مجالات الحياة، فهو المفسر واللغوي والمؤرخ والسياسي والداعي إلى تعليم المرأة وإعطائها حقوقها، كان قد التقى بأستاذه جمال الدين الأفغاني، وأسسا سويا جريدة "العروة الوثقى"، كما سافر إلى فرنسا 1884م سنة من ليبيا.
وتابع: من هذا المنطلق ونظرا لما يمر به العالم الإسلامي من تخبط وتشتت فكري، ونظرا لغياب القدوة لدى العديد من الشباب، وخاصة طلاب الجامعات، مما جعلهم صيدا سهلا للأفكار المتطرفة، والبعد عن الفهم الصحيح لأمور دينهم، ومن هنا وجب علينا الأخذ بأيديهم إلى الطريق القويم عن طريق إلقاء الضوء على واحد من أهم مفكري مصر والعالم الإسلامي في العصر الحديث ألا وهو الإمام المجدد محمد عبده –رحمه الله تعالى-.
بينما قال الدكتور سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة: إننا في أمس الحاجة في هذه الآونة إلى فكر الإمام محمد عبده، وإلى وجوده بيننا الآن، فتجديد الخطاب الديني الذي يتناقله الناس ووسائل الإعلام على أنه ابتكار جديد، هو فكر له جذور في تاريخ المسلمين، وتجديد الخطاب الديني لابد أن يلائم مستجدات العصر.
وأضاف: لا يُعقل أن يوجد أناس يقولون: نحن أسرى لكتب التراث، وسواء كان هذا صواب أم خطأ، فإن التقديس فقط لله عزوجل وللقرآن الكريم ولما ورد من السُّنة الصحيحة عن الرسول –صلَّى الله عليه وسلم-، وفيما عدا هذا، فليس هناك قداسة لأحد..
وأكد أن الناس الذين يتكلمون عن تجديد الخطاب الديني، ليسوا كلهم أهلا لأن يتكلموا في ذلك، والخطاب الإعلامي يحتاج إلى التجديد في شتى جوانبه، السياسية والدينية والثقافية والإعلامية وغير ذلك، ولابد من أن من يقوم بتجديد الخطاب الديني هم علماء الأزهر؛ لأنهم أهل التخصص وليس لأي شخص آخر سوى إبداء رأيه فقط فيما يدور من حوله.
وأوضح أن للإمام محمد عبده موقفًا مشرفًا من حقوق المرأة، ومن تعدد الزوجات، إذ كان الإمام يرى أن الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع، والمرأة هي النواة الأولى للأسرة، وعلى هذا إذا صلح حال المرأة صلح حال المجتمع بأثره، وإذا كنا نجد أن هناك قهرا أو اضطهادا وقع على المرأة، منذ زمن طويل، فقد كان لها الإمام الشيخ نصيرا، إذ نجده قد وضع قضية المرأة على بساط البحث، ونظر إليها من منظور عقلي باعتبارها إنسانا كاملا، له الحق في الحياة الكريمة، ومن ثم تناول الكثير من القضايا التي تمس كيانها وإنسانيتها.
وقال: أعطى الإمام المرأة الحق في طلب الطلاق، وحدد لها الحالات التي تعطيها هذا الحق، وهكذا حاول هذا الإمام المجدد أن ينصف المرأة ويكون لها نصيرا، ناظرا لها ولمشكلاتها من منظور عقلي.
وفي ختام كلمته أثنى "الشريف" على موضوع الندوة وأهميتها، خاصة في هذه الآونة التي يحتاج فيها شبابنا إلى معرفة مثل هؤلاء المجددين الذين أثروا الحياة في وقتهم بانفتاح عقولهم وانتشال العقل من الخمول والجمود والانغلاق.