الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ندوة "التجربة النقدية العربية" بمعرض الكتاب تؤكد ضرورة تأصيل النقد

الناقدة الدكتورة
الناقدة الدكتورة اعتدال عثمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استعرضت ندوة "التجربة النقدية العربية" خصوصية النصوص العربية والمدارس النقدية المختلفة والتأصيل لها، وإمكانيات الإبداع والخيال.
جاءت الندوة بالقاعة الرئيسية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مساء الأحد، ضمن فعاليات الصالون الثقافي بقاعة سهير القلماوي، وأدار اللقاء الكاتبة التونسية حياة الرايس .
قالت الناقدة الدكتورة اعتدال عثمان، إن الناقد قارئ يتعلق دوره بالسعي لاستجلاء جماليات النص وتقريبها إلى قارئ النص النقدي لفتح آفاق التلقي والإبداع الحر، معتبرة أن النقد هو محاولة لرؤية المشهد الثقافي المعاصر أدبيًا على امتداد الساحة العربية الثقافية، وشددت على أن مهمة الناقد ليست "تقويم النصوص" بقدر "تقييم النصوص" بما أوتي من الخبرة النقدية.
وأضافت أن الناقد ينطلق من النص إلى التعمق في صميم التجربة الإبداعية لكشف علاقاتها الفلسفية النفسية والاجتماعية والتاريخية، فضلًا عن تحليل الأدوات الكمية التي استخدمها المبدع لتجسيد رؤيته وكشف مدى الأصالة فيها.
واستعرضت عثمان، ما جاء في كتابها "إضاءة النص"، حيث إن المبدع يطلق خياله لإبداع نص أدبي للعالم يعرض من خلاله رؤيته التي يتصور أنها مناسبة يستقي من الحياة فنه ومنتجه الأدبي، فيما يكون النقد إضاءة للنص بالمعنى الفكري والجمالي معًا.
وأوضحت عثمان، أن الناقد لا يقرب جماليات النص للقارئ فقط ولكن يدعوه للمشاركة في العلمية النقدية وتحرير خياله من القيود، على أساس أن العمل الأدبي يحتمل قراءات غير متناهية.
وشددت عثمان على أهمية الممارسة النقدية للكاتب في كشف بعض جوانب القصور في تحقق رؤيته، موضحة أن هناك استطرادات قد لا تخدم العمل ككل ويمكن حذفها أو الاستغناء عنها أو إعادة صياغتها لتدخل في نسيج العمل بصورة عضوية.
من جانبه، أكد الدكتور عيد بلبع أستاذ النقد والبلاغة والعميد الأسبق لكلية الآداب جامعة المنوفية، أن النقد الأدبي العربي نشأ في القرنين الثاني والثالث الهجري، بينما يمتد النقد الغربي إلى ما قبل الميلاد، مبينًا أن النقد العربي يرتكز على رؤية فلسفية في الأساس، وهو نتاج موقف فكري في كافة مدارسه: (الرومانسية والواقعية الاجتماعية والواقعية الاشتراكية والطبيعية والتأثيرية وغيرها).
وقال بلبع، إن التجربة النقدية العربية ذاتية، وانطباعية، وجمالية، وإبداعية خالصة، مستدلًا بما قاله الجاحظ "إن كل فنون العرب وأرقاها هي ارتجال أو نوع من الإلهام".
وعزا بلبع اللبس بين التجربتين النقديتين العربية والغربية إلى نشر دراسات الباحثين الجامعية في الدوريات الثقافية بوصفها نقدًا أدبيًا؛ إذ أن الباحث يأخذ معطيات نقدية غربية ليطبقها على موضوعات فنية نابعة من الثقافة العربية، ما أضفى سمة التشوه على التجربة النقدية إبداعًا وتلقيًا.
وفي ذات السياق، رأى الناقد التونسي الدكتور عبد الدايم السلامي، أن النقد العربي ليس من معاييره الأصالة "لأنه قيد التجربة على الدوام"، ومرتبط بالإبداع الأدبي الذي هو نتاج ذوات متطورة لفنانين مبدعين، مشيرًا أدوار المدرسة النقدية العربية وأنها لا تنبع من خصوصية النص الإبداعي العربي، وأن للنص العربي ثقافة خاصة تحتاج لوعي خاص.
وشدد السلامي، على أن النقد يستعمل روافد إبداعية أكثر من الكاتب الأصلي، حيث يستلهم المؤلف من خياله الشخصي فقط وتجربته الحياتية على عكس الناقد الذي تتفتح أمامه آفاقًا أرحب في عملية التأويل والتحليل.
وفرق السلامي بين الممارسة النقدية والممارسة الأكاديمية، محذرًا من الضغط على النصوص العربية لتحتويها النظريات النقدية الغربية، لافتا إلى أنه "لا يوجد علم في الأدب".