السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "62".. ألا تبت يداك أيها الموت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أنا والموت دخلنا في تحدي أكثر من مرة؛ فمنذ أن كنت صغيرا وأنا لا أخافه؛ بل كنت أركله بقدمي وأدفعه بعيدا بيدي، وأنهض أتمسك بالحياة، كان في يقيني دائما أنه ما زالت هناك أمور يجب علي إتمامه، لذا قفزت صغيرا من نافذة سيارتنا النقل وهي تمارس هوايتها في التدحرج وجلست بعيدا أراها وأنا اتبسم؛ وفي جولة أخرى بيننا أجمع الأطباء أن أيامي معدودة لكني باغتهم ونزلت من على فراشي ألعب "ماتش كورة"، مرات عديدة لم يرى مني الموت طرفة جفن ولا إحساس بالخوف؛ كنت أقابله بثبات فيفر وحتى يحفظ ماء وجهه، كان يوجعني ويخطف أحد الذين أحبهم؛ عله يرى في عيني لحظة انكسار فكنت أخفيها بداخلي؛ ذات يوم استأجر علي قطاع طرق خرجوا بالسلاح وأطلقوا الرصاص على السيارة لكني نجوت من كمينه ولم ينل مني غير "فرقعة الكاوتش"، اليوم كانت أقسى نوباته؛ غافلني وأنا لم أكن منتبها فقد كنت في لحظة صفاء مع أمي وابني؛ ظهر أمامي فجأة ومد يديه ليأخذهما؛ خمسة دقائق من السجال بيننا استطعت خلالهما أن أهرب بهما من قبضتيه؛ لكن لأول مرة أعترف أنني خفت؛ أرعبني ذاك الموت وأنا الذي لم أخف منه قط؛ خفت أن يخطف مني من أحب؛ خفت أن أريه ضعفي؛ لذا لم أقف لأنظر إلى آثار الحادثة؛ لم انشغل بحديث الناس؛ كنت ممسكا بقوة بالمقود وكل ما يشغلني أن أعود بأمي وابني إلى البيت؛ لساعات كانت الأفكار تضرب رأسي ماذا لو.. ماذا لو؟ وانتهيت لأن أعترف له على الملأ أنني لن أتحداه بعد اليوم لكن لدي شرط.. إذا أراد أن يثأر لكل هزائمه السابقة فليكن ثأره مني أنا.. لكني لن أتحمل أن يعذبني بمن أحببت.. فيارب أنا لا أطلب منك أن تبقينا أبد الدهر.. لكن فقط لبعض الوقت.. فقط لبعض الوقت.. أنا أعرف أنه لا يصعب عليك شئ وليس لي شئ سوى أني أطلب أن يبقى هذا الجمع بعض الشئ.. أن أبقى مع من أحب قليلا من الوقت.