«قم للمعلم وفه التجبيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا».. بيت شعري تربى عليه الأجيال لعقود متعاقبة وتقديرًا وإجلالا لقيمة المعلم، وفي القديم كان للمعلم هالة من الرهبة والاحترام والتقدير والوقار في نفوس وعقول التلاميذ، كان أنه في بعض القرى قديمًا كان التلميذ لا يجرؤ ان يسير أمام معلمه ولا أن يواجهه في طريق، كل هذا بات في دفاتر الموروثات والعادات الفانية بعد أن تجرأ الطالب على معلمه، تارة بالسب وأخرى بالضرب والسحل.
سحل معلمة
ففي منتصف الشهر الجاري شهدت المدرسة الثانوية التجارية المشتركة بمدينة كفرالشيخ، واقعة سحل طالب بالصف الأول بنفس المدرسة، لمعلمة تلاحظ عليه في لجنة رقم 7، عقب انتهاء امتحان مادة الجغرافيا، لاحتفاظها بـ"كرباج" خاص به، أثناء ملاحظتها في اللجنة، ورفضها منحه إياه.
كانت "عواطف م.م"، 31 سنة، معلمة لغة فرنسية، بالمدرسة الثانوية التجارية المشتركة، تقدمت ببلاغ إلى مأمور قسم أول شرطة كفرالشيخ، تتهم فيه الطالب "جمال ع إ"، 17 سنة، بالصف الأول الثانوي التجاري، بسحلها من خلال جرها في ممر الطابق الثالث بالمدرسة، ما أدى إلى إصابتها بجروح وكدمات بوجهها ويديها.
ولي أمر يضرب معلم
ولم يقتصر التعدي على المعلم من قبل بعض الطلاب، إلا أن الأمر تجاوز إلى أن وصل لاعتداء أولياء الأمور، حيث تعدى ولي أمر تلميذة بآلة حادة على معلم بمدرسة علي بن أبي طالب الابتدائية التابعة لإدارة البساتين ودار السلام التعليمية، مما أسفر عن إصابة المعلم بـ 10 غرز في أحد أذرعه وكدمات من في أماكن متفرقة من الجسد.
إشعال النار بمدرسة
ومن الضرب للحرق، حينما أقدم طالب بالمرحلة الإعدادية المهنية على إشعال النار فى دولاب خشبى داخل لجنته بمدرسة الشهيد يحيا الوطن بطنطا، بعد انتهاء امتحان المادة الأولى باللجنة.
من جانبه قال المستشار سيد عيسى المحامى بالنقض والإدارية العليا، إذا كان الاعتداء على المعلمين قد وقع خارج المدرسة، يعامل فيه المعلم كأي مواطن، أما إن وقع الاعتداء داخل المدرسة فيكون له فى هذه الحالة صورتين، أحدهما إذا كان المعتدِي هو الطالب، والثاني إذا كان المعتدي شخصا آخر.
الحالة الأولى "اعتداء طالب على معلم"
إذا كان الطالب في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية، فيخطر ولي أمره وتتخذ ضده إجراءات تأديبية، لكنها لا تصل إلى الفصل، أما إذا كان الطالب في المرحلة الثانوية، فينذر إذا لم يكن له سابقة اعتداء على مدرسين، وفي المرة الثانية تتخذ ضده إجراءات تصعيدية قد تصل للفصل، بحسب لائحة الانضباط التي أصدرتها وزارة التربية والتعليم.
وأضاف "عيسى" بأنه قد تم مهاجمة هذه اللائحة من اتحاد المعلمين المصريين، وقال رئيس الاتحاد، إن الوزارة تجاهلت مشاركة الاتحاد فى مناقشة البنود والعقوبات الخاصة باللائحة الجديدة، وغفلت عن رصد الأسباب الرئيسية للعنف داخل المدارس، معتبرا أنها مجرد حبر على ورق وطريقة نظرية بحتة لم تعالج أزمة العنف داخل المدارس.
كما بين "عيسى" أن روابط المعلمين قد اقترحت تعديلات قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981، وضمنته مواد لعقوبة الاعتداء على المعلم أثناء تأدية عمله ولكنها لم تقر إلى الآن.
الحالة الثانية "الاعتداء على المعلم من غير الطلاب"
وقد بين "عيسى" بأنه إذا تم الإعتداء على المعلم من قبل شخص آخر غير الطالب داخل مقر عمله، فيعاقب المعتدي على المعلم وفقا لقانون العقوبات الجنائية العام.
