الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عضو الوفد الإعلامي لمشاورات السويد تتحدث لـ"البوابة نيوز": إيران تتحمل مسئولية معاناة الشعب اليمني.. والميليشيات الحوثية لا تعرف سوى لغة الحرب

الدكتورة وسام باسندوةِ،
الدكتورة وسام باسندوةِ، أستاذ العلاقات الدولية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواجدت الدكتورة وسام باسندوةِ، أستاذ العلاقات الدولية الخبيرة في شئون الحقوق والحريات عضو الوفد الإعلامي لمشاورات السويد، وكانت ضمن القلائل من منظمات المجتمع المدني اليمنية التي حرصت على المشاركة في هذه الفعالية، إذ عقدوا ندوة مهمة على هامش الـ«UPR» بعنوان «الأزمة اليمنية وأسباب تدهور الحالة الإنسانية»، عقدت الندوة في مقر نادي الصحافة السويسري بجنيف.
« البوابة» حاورت الدكتورة باسندوة للإطلاع أكثر على التطورات السياسية اليمنية، خاصة بعد اتفاقية السويد وما تشهده من عقبات وإخفاقات.
■ هل الحل السياسي هو المخرج النهائي لليمن من الحرب؟
- جميعنا منذ اللحظة الأولى ونحن نأمل أن يكون هناك حل سياسي يجنب البلاد الحرب والدمار، لكن وكما رأى العالم أجمع فإن الميليشيات الحوثية لا تعرف سوى لغة الحرب والتدمير، وقد دأبت منذ اليوم الأول بالانقلاب على السلطة الشرعية بقوة السلاح، وانقلبت على مخرجات الحوار الوطني التي شاركت فيها، كما انقلبت على كل التزامات المرحلة الانتقالية والمبادرة الخليجية، ثم ما لبثت أن انقلبت على اتفاقية السلم والشراكة التي كانت برعاية المبعوث الأممي الأسبق بن عمرو، واختطفت مدير مكتب الرئيس وتحفظت على مسودة الدستور وحاصرت الرئيس ووضعته تحت الإقامة الجبرية، وهكذا هي في كل اتفاق وصولا إلى اتفاق ستوكهولم الأخير الذي انقضى أكثر من شهر على إبرامه، ومازالت الميليشيا الحوثية لا تلتزم به وتمارس الخروقات اليومية تجاه المدنيين بقصف وحصار وزراعة ألغام وحفر أنفاق، برغم استمرار الحكومة الشرعية بتعهداتها فيما يتعلق بالالتزام بالهدنة، ومع هذا فإن المختصين بالشأن السياسي يعلمون دوما وأبدا أنه في كل حرب، وكل أزمة لا تكون النهاية إلا بحل سياسي طال الزمان أو قصر.
■ هل التزمت الأطراف المشاركة في حوار السويد بالاتفاق؟
- كما سبق ونوهت في معرض إجابتي على السؤال السابق، فإن الميليشيا الحوثية حتى الآن، وبعد مرور أكثر من شهر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وهي تمارس الخروقات العسكرية للهدنة، كما لم تلتزم بأي من بنود الاتفاق التي أبرمت، فمثلا فيما يتعلق بتبادل الأسرى والمعتقلين، ترفض حتى الآن الاعتراف بهذه القوائم وتتنصل من الأسماء المقدمة من قبل الحكومة الشرعية، فتتنكر للكثير من هذه الأسماء بأنهم غير موجودين لديها، برغم تأكيدات من شاهدوهم بأنهم في سجون الميليشيا، وتدعى موت بعضهم، وتتهم البعض الآخر زورا وبهتانا بالانتماء لجماعات إرهابية. 
وفيما يتعلق بتسليم ميناء الحديدة، جرت تمثيلية هزلية سخيفة، أدعت الميليشيا بأنها سلمت الميناء وفقًا للاتفاق، بينما ما فعلته بأنها قامت بتسليمه لقوات أخرى تتبع لها. 
كما وقد شهد العالم كيف منعت مرور قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة من الوصول لصنعاء.. وحتى اللحظة تعرقل اللقاءات مع وفد الحكومة الشرعية المفوض بالإشراف على تنفيذ الاتفاق، حتى أنهم صعدوا ضد الجنرال باتريك كامرت رئيس لجنة إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة بالحديدة واتهموه بالانحياز، لأنه عرّض بمصلحتهم الهزلية التى جرت في تمثيلية تسليم ميناء الحديدة.
■ وكيف نضمن التزام الحوثي بعد رفض العديد من المعاهدات؟
- منذ اللحظة الأولى لتوقيع اتفاق ستوكهولم، بل حتى قبل ذلك، بمجرد أن طرحت فكرة مشاورات سلام، واليمنيون جميعا مصابون بحالة من الإحباط وعدم التفاؤل بسبب الخبرة المعتادة مع هذه الميليشيا، كان آخرها تغيبهم عن حضور مشاورات جنيف في سبتمبر من العام المنصرم، بعد سبق تعهداتهم لمبعوث الأمين العام بالحضور، ومع هذا، كان موقف الحكومة الشرعية واضحا في الذهاب إلى أي محطة للسلام والمفاوضات، وحتى تقديم التنازلات الشجاعة مقابل محاولة تسهيل حياة الناس وتخفيف الأزمة الإنسانية، لذا فإن معظم البنود التي طرحت في هذه الجولة من المشاورات كانت تتعلق بالحالة الإنسانية، كجزء من إجراءات بناء الثقة، ولكن للأسف من بين خمسة ملفات طرحت وهي تبادل الأسرى والمعتقلين، فتح مطار صنعاء، دفع رواتب الموظفين والحالة الاقتصادية، ورفع الحصار عن تعز، وانسحاب الميليشيات من الحديدة وإقرار الهدنة، عرقلت الميليشيا الحوثية ما يتعلق بفتح مطار صنعاء من خلال رفضها خضوع الطائرات للتفتيش في مطارات عدن وسيئون الخاضعة للسلطة الشرعية قبل توجهها إلى صنعاء، والجميع يعرف أهمية هذا الإجراء حتى لا تستخدم الرحلات للقيام بعمليات للتهريب.
كما عرقلت دفع مرتبات الموظفين رغم التنازلات التي قدمتها الحكومة، حيث تعهدت بدفع مرتبات كامل الموظفين في المناطق الخاضعة لسلطة الميليشيا، بل والتزمت حتى بتحمل المصاريف التشغيلية، على أن تلتزم الميليشيا بتوريد كامل موارد الدولة للبنك المركزى في عدن، وهو الأمر الذي رفضته الميليشيا رفضا قاطعا، خاصة أن هذه الأموال والموارد درت على كوادر وقيادات الميليشيا الثروات الطائلة، غير آبهين بمعاناة واحتياجات الناس، كما رفضوا رفع الحصار عن تعز.. وحتى الملفات التي خاضوا فيها المشاورات، كما سبقت الإشارة لم يجرِ التقدم في أي منها.
وهذا دليل إضافي لمن مازال يجهل أو يكابر بالاعتراف بحقيقة أن الميليشيا الحوثية صنعت الأزمة الإنسانية، وتتاجر بها، بل وتقتات عليها لابتزاز العالم، وليس لديها أى رغبة فى التقدم بحل المسألة الانسانية، لأن هذا يفقدها ورقة مهمة تبتز بها العالم، وكذلك الشرعية وقوات التحالف العربي الداعمة لها، كما وتسعملها للتعريض بهم، بينما هي من تصنع هذه الأزمة الإنسانية وتغذي إطالة أمدها.
■ الحوثي خرق الهدنة في عدة مواقع.. فما رد فعل الأمم المتحدة تجاه ذلك؟
- الأمم المتحدة تتساهل كثيرا حد الانحياز للميليشيا الحوثية في مفارقة غريبة ومريبة، خاصة مع تجاهل نصوص القرارات الصادرة من الأمم المتحدة ذاتها، وعلى رأسها القرار ٢٢٠١٦، وهو الأمر الذي استمر مع تنفيذ اتفاق ستوكهولم، فحتى الآن الأمم المتحدة لم تشر بوضوح للميليشيا الحوثية بتعمدها عرقلة وتنفيذ الاتفاق، ولا لخروقاتها العسكرية للهدنة، ولا حتى فى منعها لقافلة مساعدات الأمم المتحدة بالمرور لصنعاء، بل أدهى من ذلك فى تعرض موكب الجنرال باتريك كاميرت للقصف من قبل الميليشيا الحوثية، ورفضه الإشارة لذلك صراحة، والاكتفاء بالقول إنه لا يعرف مصدر النيران، فإذا كان لا يستطيع تحديد مصدر نيران أطلقت على موكبه فكيف سينجح بالرقابة والإشراف على تنفيذ الاتفاق؟!
من المهم أيضًا الإشارة إلى التقرير الصادر من قبل منظمة الغداء العالمي، والتى اتهم فيه الميليشيا بوضوح بسرقة المعونات وبيعها في السوق السوداء، وأنها لم تعد تستطيع المزيد من الصبر على ذلك، وهنا نتساءل بدورنا، ولماذا كان كل هذا الصمت على مدى أكثر من أربع سنوات؟ ولماذا لم تتهم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها بوضوخ الميليشيا الحوثية في ذلك منذ البداية، بينما يتم التباكي على الحالة الإنسانية؟!
■ لماذا رفضت ميليشيا الحوثي تسليم ميناء الحديدة للمراقبين؟
- لأن ميناء الحديدة يمثل الرئة وشريان الحياة لاستمرار هذه الميليشيا وانقلابها على السلطة، فهو مصدر رئيس ومهم لها للتهريب، كما أنه مصدر مهم كبير جدا للتمويل والدخل الاقتصادي.
■ هل لإيران دور في إفشال مفاوضات السويد؟
- إيران هي من تتحمل المسئولية عن كل المعاناة التي يعاني منها اليمن واليمنيون، وكل الحرب والدمار والتشريد الذي نعانيه منذ أن دأبت على دعم هذه الميليشيا، التي تعد بمثابة أحد أذنابها لتمزيق وتفتيت الأمة العربية وليس اليمن فقط، وهي متحكم ومحرض رئيس في كل التعنت الذي تمارسه هذه الميليشيا ورفضها للسلام، ومازالت تدعمها عبر تهريب السلاح والأموال والدعم اللوجستي، مستخدمة اليمن كورقة صغط تفاوض بها في ملفات أخرى تهمها مع العالم كسوريا وملغها النووي والحصار وغيره.
■ ما ميعاد المباحثات اليمنية المقبلة وأهم محاورها؟
- الحكومة الشرعية أبدت موقفا واضحا بأنها غير مستعدة للذهاب لأي جولة مفاوضات جديدة قبل أن يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالسويد.
■ كيف تعاملت الحكومة اليمنية مع الأزمة الإنسانية؟
- الحكومة اليمنية تبذل قصارى جهدها لإيجاد حلول للأزمة الإنسانية في اليمن، كما سبقت الإشارة من خلال ما تقوم به الحكومة من أعمال في هذا الصدد، وبالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية، وبالتعاون مع دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتان تقدمان المساعدات وتتوليان إعادة الإعمار.
وهنا يجب أن يعي الجميع حجم الصعوبات التي تعانيها السلطة الشرعية بهذا الصدد، فمن جهة استمرار امتداد الانقلاب، وإمعان الميليشيا الحوثية في كل جهود المساعدات، واستمرار وضع يدها على الكثير من مصادر دخل الدولة وعدم توريدها لخزينة الدولة، مما يسبب عجزا ماديا كبيرا للسلطة الشرعية للوفاء بكامل التزاماتها، ومن جهة أخرى، فإن المناطق التي حررتها الحكومة الشرعية من قبل الميليشيات، كانت قد خضعت لعملية تدمير متعمد شامل لكل بناها التحتية ومقومات ومؤسسات الدولة، الأمر الذى ضاعف من استنزاف قدرات الحكومة فى اليمن فى محاولة إعادة البناء من الصفر، لذا تستنزف كل هذه الجهود التي كان اليمنيون ينتظرون أن توجه للتنمية.
■ ما دور التحالف في اليمن في الفترة الماضية؟
- التحالف العربى تدخل في الأزمة اليمنية بطلب من الحكومة الشرعية استنادا لمبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه وفقا للبند ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة، ويعمل بالتعاون مع الجيش الوطني بعمليات إسناد في المعارك الحربية لتحرير اليمن، وفقا لمبدأ الدفاع العربي المشترك، حيث يتعرض اليمن كدولة عربية وجارة لأزمة حقيقية وانقلاب عسكري على الدولة الشرعية بدعم من النظام الإيراني الذي يستهدف المنطقة العربية بشكل عام ومنطقة الخليج العربي بشكل خاص كل ذلك انطلاقا من اليمن.
كما أن التحالف العربي يلعب دورا مهما في دعم اليمن واليمنيين في أشد أزماتهم الإنسانية، ومعظم المساعدات إن لم يكن جلها تقدم من قبل الحكومة السعودية والإماراتية وعبر المنظمات الإنسانية التابعة لهما، كما هو الحال مع مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية أو عبر الهلال الأحمر الإماراتي، كما أن كل مؤتمرات دعم اليمن، سواء من قبل أصدقاء اليمن أو عبر مؤتمرات المانحين والمنظمات الدولية، نجد أن معظم هذه التبرعات تأتى من قبل التحالف العربي.. ويعول اليمنيون على الأشقاء في التحالف العربي كثيرا في دعم الشرعية اليمنية لحسم هذه الحرب واستعادة الدولة، كما يعولون عليها في المرحلة اللاحقة لإعادة الإعمار ودعم العملية السياسية.