السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

هنا آسيا موطن الإرهاب.. تفاصيل خريطة تحركات جماعات العنف في 2019.. حكاية مخابئ أتباع داعش في باكستان وأفغانستان والفلبين وبورما

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هنا آسيا موطن الإرهاب العابر للقارات تفاصيل خريطة تحركات جماعات العنف في 2019 وقصة "مربع الرعب" حكاية مخابئ أتباع داعش في باكستان وأفغانستان والفلبين وبورما. 
يشهد نشاط الجماعات الإرهابية، منذ نهايات العام الفائت، تراجعًا يطرح سؤالا مهمًا حول ما إذا كان هذا التراجع إيذانا بانتهاء حقبة النشاط الإرهابي؟ أم أنه مجرد هدوء ستتبعه عاصفة؟ إجابة هذا السؤال تقتضي بالضرورة، البحث في خريطة الجماعات الإرهابية، بعد التطورات الأخيرة، في الشرق الأوسط الذي كان معقل الفصائل النشطة منها، وخاصة في سوريا، والعراق، وسيناء. البداية من سيناء ولأنه يجدر بنا أن نبدأ بالأخيرة، فإن الجماعات الإرهابية، سواء التي تنتمي لتنظيم داعش، أو التي تعمل بشكل منفرد، باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة بسيناء، بعد الضربات المتلاحقة التي تلقتها من القوات المسلحة المصرية، حتى أنه لم يعد لديها جحر لتختفي فيه، وهو ما يعني أنها ليس لها مستقبل في سيناء. 
هذه النتيجة الواضحة أثمرت عن فرار من تبقى من العناصر الإرهابية، للحاق بقياداتهم المتمركزة في سوريا، والعراق، وهو ما ينقلنا سريعا إلى آسيا، حتى نطلع على خريطة وجودهم هناك، العراق وسوريا الوجود الإرهابي في العراق، وبخاصة لأتباع تنظيم داعش، أوشك على الانتهاء، بعد أن بدأت الدولة في مرحلة البناء، واستعادة الوجود المركزي القوي، وحتى وإن بقيت بعض المناوشات، فهي موجودة حتى في أوروبا، ومن الممكن أن تقوم لهذا التنظيم قائمة جديدة في العراق.. أما في سوريا، فرغم التشابك الذي تعيشه هذه الأزمة، نظرًا لاختلاط مصالح القوى المؤثرة هناك، وخاصة روسيا، والولايات المتحدة، وإيران، والسعودية على الترتيب.
الجميع يتفقون على ضرورة إنهاء أي نفوذ لداعش على الأراضي السورية، الأمر الذي أدركه البغدادي ورفاقه سريعا، وبدأوا بالتعاون مع القيادة التركية، البحث عن مكان آخر للاختباء، والتقاط الأنفاس.. الوضع الأوروبي هذه الصورة، لا تكتمل إلا بالحديث عن الموقف الأوروبي من داعش، بعد الهجمات الدموية التي شهدتها معظم المدن الأوروبية الكبرى، خلال العام الماضي.. الهجمات المشار إليها، كان لها أثر كبير، في انتفاضة أوروبية لوقف تمويل الإرهاب، والبحث عن آليات واضحة، تضيق من قدرة العناصر الإرهابية على السفر، وهو ما سيتم بحثه بتوسع، خلال قمة وارسو التي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية، خلال يومي 13، و14 فبراير المقبل.. قمة وراسو ستبحث أيضًا، وسائل إيقاف الدعم الذي تتلقاه الجماعات المتطرفة، من إيران مختلف الدول التي ثبت دعمها للإرهاب، وهو ما يشير إلى مزيد من التضييق على الجماعات الإرهابية، يجعل وجودها في القسم الغربي من الكرة الأرضية مستحيلا تقريبا.
هنا آسيا موطن الإرهاب العابر للقارات لم يبق سوى آسيا، وبالتحديد الدول التي لم تأخذ محاربة التنظيمات الإرهابية بالجدية اللازمة حتى الآن، وهي: باكستان، وأفغانستان، وبورما، والفلبين.. هذا المربع المثير للرعب، يشهد تجمعا للعناصر الإرهابية، التي تستغل حالة الفراغ الأمني، والانفلات داخل بعض مدن هذه الدول، لإعادة بناء نفسها، والتقاط الأنفاس من جديد، حتى يمكنها استعادة قدرتها على تهديد العالم، انطلاقا من قواعد تعمل على بنائها في هذه الدول. 

وفي أفغانستان تواصل حركة طالبان عصيانها على الحلول السلمية للأزمة هناك، وتعمل على تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد القوات الأمنية الأفغانية، وكذلك قوات التحالف الدولي الموجودة هناك، وهو ما يخلق بيئة مواتية، لتعيش العناصر الإرهابية، التابعة لداعش والقاعدة، خاصة أنها تتحالف مع مقاتلي طالبان.. ولعل أبرز الأدلة على أن طالبان تمثل غطاء مهما لداعش والقاعدة، أن التحفظات الأمريكية التي تعطل المضي قدمًا في إبرام اتفاق سلام في أفغانستان يشمل حركة طالبان، هو رفض الحركة للتنصل من علاقتها بتنظيم القاعدة، وإصرارها على الارتباط العضوي به، وبالطبع الارتباط أيضًا بباقي التنظيمات التي تحمل الفكر ذاته، وفي صدارتها داعش. 

أما إذا انتقلنا إلى الفلبين، فهناك تتربع جبهة تحرير مورو على رأس قائمة الجماعات المتطرفة، خاصة أنها تمتلك خبرة كبيرة، منذ أن تأسست في نهاية ستينيات القرن العشرين، للجهاد ضد الاستعمار الإسباني، وبعده الأمريكي. الجبهة التي تحلوت إلى الكفاح المسلح بعد سنوات قليلة من تأسيسها، كادت أن تنتهي في عام 1976، باتفاق للسلام، يمنحها الحكم الذاتي للإقليم الذي تسيطر عليه، لكن المماطلة في التطبيق، أرجعتها أكثر عنفا بعد أن انشقت على نفسها، ومنذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، شهدت هذه الجماعة مزيدا من الانشقاقات التي خلفت مجموعة طويلة من الجماعات الإرهابية، التي تنفذ أعمال عنف بين حين وآخر، لكنها كافية في الوقت ذاته لإيجاد المرتع الخصب لعناصر الإرهاب الباحثة عن مأوى. 
وفي باكستان، ورغم قوة جيشها وتمتعه بقدرات عسكرية رفيعة، فإن حربه ضد الإرهاب ما زالت تسير ببطء، ولا تحقق النجاح الكافي، وهو ما يمثل فرصة قوية للعناصر الإرهابية، لكي تنضم للموجودين فعلا في باكستان، تمهيدا لإقامة قواعد انطلاق، بالتآزر مع الموجودين في الدول الثالثة السابق الإشارة إليها، بما يخلق جبهة جديدة، يمكنها أن تصلي العالم بنيران الإرهاب. 
وفي بورما تنتشر العناصر المسلحة على خلفية، الصراع بين المسلمين في إقليم راكان، من ذوي الأصول البنغالية، والبوذيين العنصريين، التي تتأجج ما بين الحين والآخر، الصراعات المسلحة بينهم، بسبب ممارسات السلطات البوذية الحاكمة بحق المسلمين.
الصراع العرقي الذي قاده الجيش البورمي ضد المسلمين في أركان، كان له أثر كبير عن انتشار الاضطرابات في تلك المنطقة بشكل، تسبب في اشتعال الأوضاع، ووجود جماعات متطرفة في هذه المنطقة، صارت مستعدة للانطلاق إلى حيث تقودها مصالحها.