تعد الزيادة السكانية قضية خطيرة تواجه المجتمع المصري حاليًا، والتي تحدثت عنه الجهات المعنية مرارًا وتكرارًا، وأطلقت العديد من الحملات والمبادرات للحد من هذه الزيادة، آخرها حملة وزارة التضامن الاجتماعي، التي اطلقتها مؤخرًا، تحت مسمى "السند مش في العدد.. 2 كفاية"، والتي تستهدف من خلالها توعية المواطنين بأهمية تنظيم الأسرة، خاصةً سكان القرى والمحافظات وفي الأرياف أيضًا، وذلك لمواجهة أزمة الزيادة السكانية، التي تشهدها الجمهورية.
وأوضحت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن الوزارة أطلقت من خلال هذه الحملة عرض مسرحي أو "مسرح الشارع" في بعض القرى عن قضية الإنجاب والمشاكل التي تنتج بعدها، الأمر الذي جذب المواطنين لهذه الحملة، فضلًا عن تفعيل هذه الحملة داخل مراكز الشباب في المحافظات أيضًا، وخاصةً الأكثر خصوبة والأقل دخلًا، لافتة إلى أن الوزارة تطلق أيضًا برامج توعوية على إذاعة الراديو عن أهمية تنظيم الأسرة، وصحة الأم وخطورة الزواج المبكر والإنجاب بكثرة مما يتسبب في القضاء على صحتهم.
وأكدت والي، أن الدراما تلعب دورًا كبيرًا في إثارة الوعي لدى المواطنين، وهذا ما فكرت به الوزارة لنشر الوعي بالأعمال المسرحية في الشارع، موضحة أن الهدف هو الوصول إلى الفئة المستهدفة البسيطة "باللغة" الملائمة لهم، والتي سيدركونها سريعًا، كما أن الحملة ستتضمن افتتاح 70 عيادة بعد التطوير، مختصة بحملات تنظيم الأسرة، موضحة أنه تم تدريب الأطباء والتمريض بالإضافة إلى 200 رائدة ريفية للتوعية بحملات تنظيم الأسرة؛ حيث تستهدف الوزارة 380 ألف زيارة شهرية؛ للتوعية بوسائل تنظيم الأسرة.
وفي هذا الإطار، تقول الدكتورة أحلام حنفي، مقررة لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومي للمرأة، إن إنجاب اثنين من الأطفال سيكونون السند الحقيقي لأسرتهم بتعليمهم وصحتهم الجيدة وثقافتهم، وصحة الأم أيضًا، مشيرة إلى أن تعليم الأم ضروري لمعرفة أضرار كثرة الإنجاب وخطورته على صحتهن، وأهمية صحة الأطفال ورعايتهم بشكل سليم بعد الولادة كمرحلة تأسيس لهم.
وأضافت "حنفي"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن كثرة الإنجاب يؤثر على صحة الأطفال أيضًا ولن يكونوا أفراد مفيدة لأسرهم فيما بعد، فلابد من إخراج منتج أطفال فاهم ومدرك ويعمل وينتج ويفكر بشكل صحيح، ويكون مفيد لأسرته ووطنه، موضحة أن الأم تعاني أيضًا من عبء كثرة الإنجاب صحيًا؛ حيث إنه من الممكن أن يحدث لها "أنيما" وهشاشة عظام وغيرها من الأمراض، التي قد تؤثر رعايتها للطفل صحيًا وتربويًا، فمن المفترض أن الأسر تنجب من أجل إخراج طفل سليم للمجتمع يُفيد نفسه وأسرته ووطنه، وأن يكونوا سند حقيقي.
وأشارت إلى أن حملة "2 كفاية" سيكون لها تأثير كبير جدًا في القرى والأرياف والمحافظات، حيث أنها اعتمدت على طريقة مبتكرة في توضيح أهداف الحملة وفكرتها، من خلال العرض المسرحي الذي تقدمه في الشوارع للمواطنين عن خطورة الإنجاب وأزمة الزيادة السكانية، حيث أن للإعلام تأثير كبير على الرأي العام والمواطنين تجاه الأفكار والأزمات الاجتماعية.
فيما قال النائب خالد هلالي، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب: إن الأزمة الأساسية تكمن في عدم استغلال العنصر البشري، مما جعله مصدر عبء، وليس رخاء واقتصاد، موضحًا أن العنصر البشري في مصر يشكل أزمة، بالرغم من توافر إمكانية استغلاله كثروة قومية، للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية وغيرها.
وتابع "هلالي"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن حملة تنظيم الأسرة ضرورية، حيث من المهم أن يكون عدد أفراد الأسرة مناسب وملائم لإمكانية رعايتهم صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا وتربويًا وثقافيًا، وتوفير حياة كريمة للأجيال القادمة، فضلًا عن ضرورة الاهتمام بالرعاية الصحية للأطفال والأمهات، لأن كثرة الإنجاب يؤثر على صحتهن، لافتًا إلى أنه في الوضع الحالي من الناحية الاقتصادية والصحية والتعليمية أيضًا للأجيال القادمة فإن التنظيم مهم جدًا للأسرة في الفترة الحالية.
