فى البدء كانت الكلمة.. والأمر الربانى كان اقرأ.. والنصح كان اقرأ ترتقي.. اقرأ فالله يحب أن تصل إليه بالعقل لا بالنقل.. يحب المتدبرين ذوى الألباب.. اقرأ ففى المعرفة حياة.. اقرأ لتكون إنسانًا يعرف ما له وما عليه وينتقى موضع قدمه.. اقرأ حتى تكتب على متون الزمن اسمك ولو بعبارة.. أمامك الآن فرصة فمعرض الكتاب قد فتح أبوابه لكل من يرغب الاطلاع من كل الفئات العمرية.
بمجرد الإعلان عن موعد افتتاحه، يترقب محبوه بدء فعالياته التى لا تتكرر إلا مرة واحدة كل عام، ويحرص الزائرون بجميع محافظات الجمهورية، على المجيء فى الأيام الأولى لشراء الكتب المفضلة لديهم، والتى تقع ضمن دائرة اهتماماتهم وذلك وفقًا لمحتوى هذه الكتب الذى يفيدهم فى حياتهم اليومية، وفى هذا الصدد كان لا بد أن تكون لنا جولة فى معرض الكتاب، وبعد ساعات ليست بقليلة، وبعد أن جاب فريق «البوابة» المعرض يمينًا ويسارًا، لتكوين فكرة شاملة عن الأجواء التى تعيشها الأسرة فى معرض الكتاب، وجدنا هناك جميع وسائل الترفيه التى تضمن للأسرة قضاء وقت ممتع، فهناك يمكن للأطفال الاستمتاع بألعاب الملاهى والتنزه فى الحدائق، كما يمكن للآباء والأمهات التسوق بين قاعات وأرفف الكتب لدور النشر المختلفة، ولعل أبرزها دار الهيئة المصرية العامة للكتاب، والتى اعتادت على تقديم كل ما يلزم القارئ العربى بشكل عام والمصرى بشكل خاص، وفى سبيل ذلك اهتمت بتقديم نوع من الكتب الأسرية التى تحمل محتوى مهمًا لكل أم وعلى رأسها «سوبر مامي».
إعداد: تامر أفندى وأحمد جميل
تصوير: زهرة مسعود
«سوبر مامى» يخطف أنظار المرأة.. الهيئة العامة للكتاب: الأكثر مبيعًا.. وإقبال كبير من السيدات
على بعد خطوات من قاعة ٣ بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وبالتحديد فى منافذ البيع الخاصة بالهيئة العامة للكتاب، أبدى عدد كبير من الأسر المصرية، خاصة السيدات، إعجابهن بكتاب «سوبر مامي» للدكتورة غادة عبدالرحيم على، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، والذى يدور حول علاقة الأم بأطفالها، وكيفية تنشأتهم وبناء شخصيتهم بطريقة صحيحة، وذلك حسب دراسات علمية وتجارب ذاتية، أبرزتها مؤلفة الكتاب من خلال المواقف التى مرت بها مع أبنائها.
وفى هذا الإطار تقول دينا سمير، أحد الزوار، إنها أقبلت على شراء الكتاب بعد فحص محتواه وقراءة عدد من العناوين التى لفتت انتباهها، وهى «كيف أجعل ابنى مبدعًا، احتوى ابنتك المراهقة بهذه الطرق، كلمات تدمر عقلية طفلك، عززى ذكاء طفلك فى سبعة أيام، علاج النسيان عند الأطفال، كيف نعاقب أطفالنا، كيفية التعامل مع الطفل الزنان».
وتتابع إنجى صلاح: «أنا لسه مبقتش أم، بس اسم الكتاب لفت نظرى، قولت أشوف يعنى إيه سوبر مامى، وبصراحة المحتوى مفيد جدًا، للأمهات، أنا جبت اتنين واحد هدية لأختى وواحد تانى هحتفظ بيه لنفسى علشان أبقى سوبر مامي».
وأضاف عماد فهمى: «مراتى أول ما مسكت الكتاب الفضول خدنى وخلانى أمسك نسخة تانية واطلع على محتواها، بصراحة كنت فاكر الكاتبة مهمشة دور الرجل فى حياة الأسرة، لكن اتضحلى العكس، هى صحيح أبرزت دور المرأة بشكل كبير وعندها حق فى ده، لأن الأم هى الأساس فى تربية الأبناء، لكن فى نفس الوقت اتكلمت عن دور الأب فى حياة أبنائه بشكل كويس».
وأشارت رانيا زكريا، مسئولة البيع فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، إلى أن الكتب الخاصة بالأسرة والتعاملات اليومية لها، ليست كثيرة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام، مؤكدة أن كتاب «سوبر مامي» للدكتورة غادة عبدالرحيم على، أستاذة علم النفس بجامعة القاهرة، أكثر الكتب الأسرية من حيث المبيعات بالمعرض هذا العام، حيث شهد إقبالًا كبيرًا من قبل الزائرين والقراء، خاصة السيدات، منذ وقت عرضه بمنفذ بيع الهيئة العامة للكتاب.
«الملاهى والنافورة» مصدر بهجة الأطفال.. ألعاب مجانية تجذب الكبار والصغار
إذا كنت من المعتادين على زيارة معرض الكتاب المقام فى مدينة نصر بشكل سنوي، بالطبع ستلاحظ الفرق عند الدخول إلى معرض التجمع الخامس، فعلى بعد خطوات قليلة من باب الدخول الرئيسي، تجد عشرات الأطفال يلتفون حول «نافورة» المياه الكبيرة والجذابة، وفى الواقع لم يكتب عليها «للصغار فقط» حيث يقوم الكبار أيضا بالوقوف أمامها لالتقاط صور السيلفي، وعند النظر للجهة اليسرى من تلك النافورة وبمجرد عبور بعض المساحات الخضراء، يمكنك القضاء على شعور أطفالك بالملل عن طريق اللعب فى الملاهى المجانية المخصصة لهم لأول مرة بمعرض الكتاب. وفى هذا الإطار يقول طارق صبري، أحد الزوار أنه تفاجأ بتلك الأشياء الجميلة التى أعدها القائمون على معرض الكتاب للأطفال، مشيرا إلى أن الكبار فى الغالب ما يأتون لشراء الكتب، ويحرص الشباب والفتيات على المجيء لحضور الحفلات المجانية والتقاط الصور، بينما سريعا ما يشعر الأطفال بالملل لعدم وجود شيء محفز لهم يدفعهم لقضاء يوم ممتع فى المعرض.
وتتابع ميادة الحفناوى: «أنا حابة أشكر صاحب فكرة الملاهي، بصراحة وفر علينا تعب كتير فى أننا نقنع أولادنا يقعدوا ونكمل اليوم كله فى المعرض، كانوا فى الأول بيزهقوا وساعات بيعيطوا ويطلبوا مننا نمشي، لكن النهاردة كل ما يملوا باخدهم ألعب معاهم شوية فى الملاهى وبتفق معاهم بعد اللعب نكمل قعدتنا فى المعرض وبيوافقوا».
«المعرض بيجمعنا».. شعار الأسر فى «القاهرة الدولى»
ربما هى المرة الأولى التى يخوض فيها الآلاف تجربة الذهاب إلى «التجمع الخامس»، بعد أن قطعوا مسافات طويلة لتخليد حرصهم على زيارة معرض الكتاب حتى لا تنقطع تلك العادة السنوية لدى أغلب الأسر المصرية، والتى تجمع شملهم لقضاء يوم عائلى بأرض المعاض، فمنهم من ذهب للتسوق وشراء الكتب، بينما يقضى آخرون وقتا ممتعا بالتنزه وحضور الحفلات المتنوعة التى يقدمها المعرض مجانا لزائريه.
يقول خالد عبدالخالق أحد زوار المعرض، والذى على المجيء من محافظة الإسماعيلية إلى معرض الكتاب بصحبة زوجته وأولاده، إن اليوم أقرب إلى الـ«فسحة» والأقرب إلى قلبهم بإجازة نصف العام الدراسي، إلى جانب شراء بعض الكتب التى نالت إعجاب أبنائه والتى تساهم فى تنمية خبراتهم وبناء شخصيتهم.
وأشاد «عبدالخالق» بنظافة وجمال أرض المعارض بالتجمع الخامس، مشيرا إلى أن جاذبية القاعات والمباني، وإتقان التنظيم بمعرض الكتاب جعله يبدو وكأنه تم تدشينه فى دولة أجنبية، مؤكدا أن «المعرض» وجهة مشرفة لمصر أمام الزائرين والقراء العرب والأجانب.
وأضافت سمر عصام: «أحضر كل معرض أنا وأخواتي، نشترى روايات وكتب شعر، ونشاهد العروض والمواهب التى تظهر على المسرح، ولا نغادر دون أن نلتقط الصور فى كل ركن بالمعرض».
واختتمت أم جمال: «اتعودنا نتجمع يوم أنا وولادى وأخواتى وولادهم فى المعرض، فمنا من يأتى من المنوفية وآخر من الإسكندرية وأنا وأخويا من القاهرة، حيث مدارس الأولاد والشغل بياخدنا من أهلنا وناسنا، بنقعد شهور منشوفش بعض، وبييجى المعرض يجمعنا، حيث نتفق على اليوم ولا يمكن أن يعتذر أحد، فالمعرض بالنسبة لنا عيد مينفعش».
