الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "59".. "خليها تعنس" حديث إفك يكرهه الله!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعونا نتفق في بداية الحدوتة أن الأرض ليس عليها ملائكة؛ وأنني أرفض أن أطل عليكم من نافذة الحكماء والوعاظ؛ لكن من نافذة الإنسانية التي نجاهد طيلة حياتنا لنصل إلى ضلفتيها لنفتحها على الحياة؛ تلك النافذة التي يسقط الكثير منا على أعتابها دون الوصول إليها؛ ومن وجهة نظري ما جاءت كل الرسالات السماوية إلا لتكون درجات نصعد عليها واحدة تلو الأخرى لنصل إلى إشراقة إيمان في قلوبنا؛ نسقط ونحاول فرادى؛ لكن المأساة الحقيقية أن نسقط جميعا.. أن يسقط المجتمع وتتحول الدرجات إلى دركات نرى فيها صورة النافذة مقلوبة في هوة عميقة؛ لا عقل ينكر أن الوطن حتى الآن يسقط ليس أمنيا ولا اقتصاديا؛ لكن أخلاقيا وها نحن وصلنا إلى الحضيض؛ وقد آن الأوان أن ننفض عن نفوسنا الثرى ونبحث عن سبل للصعود ليس إلى نافذة الإنسانية لكن حتى إلى نقطة اتزان نستطيع منها مراجعة أفكارنا.. نستطيع منها نعرف حدودنا في التعاطي والأخذ مع الآخر؛ هذا الآخر الذي أقصده هنا هو نصف الحياة.. تلك التي خلقها الله لتكتمل آياته في خلقه؛ وأكرمها حتى أنه خصص للحب لها نصيبا في قلب عبده وأكد في نبيه عيسى أنه إذا شاء جعلها هي مصدر الحياة فنفخ فيها من روحه، وزاد إجلاله لها فأشركها في سماع أمره لوحيه إذ قال "فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إن رادوه إليكي"، وزاد إذ جعلها أم لكل العباد حتى يوم الميعاد بعدما أوحى لمصطفاه بأنها الإزار للمدثر؛ وأن من قلبها ينبع "الكوثر"؛ مخاضها يسمعه أهل السماء كترانيم.. تخر لها الجبال ويتمايل إليها النخيل؛ تلك التي أبعدها الخليل فاستأنست بربه؛ فجعل موطئ قدمها شعائر حج لا تكتمل بدونها الفريضة؛ وحينما اتهمها عبد له برأها من لدنه وكان شاهدا وسنيدا.. أحبها عبده فما لامه بل زاد في قدره لقدرها يزيدا.. أو بعد كل هذا يتجرأ عليها عباد من عبيده.. ألا تبت أفواهكم وعميت أعينكم وبكمت ألسنتكم وصمت آذانكم يا من تتجرءون على زهور الرحمن وتطلقون بألسنتكم ما لا تدركه عقولكم "فحواري الجنان أكرم من أن تهان بـ"خليها تعنس".