رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء: التغيرات المناخية تسبب بعض المشكلات.. عكارة مياه النيل بديلًا للطمي.. نفقد 25 ألف فدان سنويًا بسبب التصحر.. والسيول تؤثر على جودة المياه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد التغيرات المناخية قنبلة موقوتة، فآثار تغير المناخ واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل، بداية من تغير أنماط الطقس التي تهدد الإنتاج الغذائي، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار والتي تزيد من خطر الفيضانات، كما أن تقلبات درجة الحرارة تؤثر على الأنظمة البيولوجية، وتهدد الأمن الغذائي، وتمثل خطورة على الزراعة والاقتصاد والبشر أيضا.
والتهديد ينسحب أيضا للعديد من الأنواع الحيوانية والنباتية بالانقراض، وبالرغم من أن مصر من أقل دول العالم إسهاما فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى عالميا، بنسبة 0.6%، إلا أنها من أكثر الدول المعرضة للمخاطر الناتجة عن تأثيرات التغيرات المناخية، بما يتطلب تعاونا دوليا للتقليل من وطأتها.



وكشف الدكتور محمد حسن، مدير عام نظم المعلومات الجغرافية بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أن تأثير التغيرات المناخية يؤثر على أغلب دول العالم، ومنها مصر، والفيضانات تؤثر بشكل أساسي في تغيير المناخ والاحتباس الحراري.
جاء ذلك خلال ورشة "الإجراءات الاستراتيجية للتكيف مع الفيضانات في المدن المصرية"، لمناقشة آثار تغير المناخ الجفاف والتصحر والفيضانات ووضع تصور وآليات التعامل معها لتقليل الآثار السلبية لها.
وأضاف حسن أن السيول في صعيد مصر تؤثر علي جودة مياه نهر النيل وزيادة نسبة العكارة إلى نسب غير معتادة، وتؤدي إلى توقف محطات مياه الشرب عن العمل لعدة أيام لزوم التنقية وتنظيف الفلاتر وما إلى ذلك.



وأوضح الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق أنه لا شك أن التغيرات المناخية الطارئة تتسبب في بعض المشكلات التي ترتبط بالمياه أو الري أو الزراعة، فمثلًا زيادة أو نقص نسبة المياه من شأنها أن تسبب التغيرات المناخية ونسب الاحتباس الحراري بالجو، كما أنها يمكن أن تسبب بعض الترسبات الزائدة في مرشحات مياه الشرب، ولكن في المقابل فإننا نستطيع أن نقول إن عكارة مياه النيل يمكن أن تكون مفيدة في بعض الأحيان، حيث أنها تعتبر بديلا جزئيا للطمي الذي تحجزه المصدات.
وأوضح علام أنه يجب قياس نسب زيادة أو نقصان درجات الحرارة على مدار أعوام متتالية لمعرفة التغيرات التي من المحتمل أن تحدث بها والتعامل معها بطريقة صحيحة، حيث أن هذا الاختلاف يتسبب في بعض الأشياء المختلفة مثل رياح الخماسين التي جاءت في الشتاء والخريف بدلا من الربيع، كما أن الترسبات الزائدة التي تحدث بفلاتر ومرشحات المياه نتيجة السيول العكرة من شأنها أن توقف بعض محطات المياه لفترة معينة أو لعدة أيام في بعض الأحيان لحين تنظيفها. 
وأكد مسئول سابق بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أن نهر النيل كبير والترسبات دائما ما تكون موجودة فيه، ولكن تأثير هذه الترسبات غالبا لا يكون كبيرا لدرجة الخطورة، حيث أن المرشحات تؤدي دورها في تنقية المياه بصورة دورية، وفي حال زيادة الترسبات في هذه المرشحات تتوقف المحطة لبعض الوقت حسب نسبة الترسب، وفي هذه الحالة يتم الاعتماد على المخزون الفائض من المياه وهو يكفي حاجة يومين على الأقل، وإذا كانت الترسبات زائدة عن المعتاد، فإنه يتم تنقية المياه مرة أو اثنين أو ثلاثة في بعض الأحيان.
وأضاف أن جزءا من السيول ينزل في البحر مباشرة والجزء الثاني ينزل في النيل من ناحية الصعيد وخط سير هذه السيول يمر على محطات التنقية ويؤثر على محطة أو اثنين على الأكثر، وبعد ذلك تقوم المحطات الأخرى بالتعامل مع هذه المياه معاملة عادية ولا تتسبب المياه بأي مشكلات بها، كما أن المحطات الموازية تسد العجز الذي من الممكن أن يحدث نتيجة العكارة الزائدة في المياه، كما أن آليات التعامل مع المشكلات الناتجة عن التغيرات المناخية أو زيادة نسبة السيول وترسباتها مناسبة بشكل كبير لتتكيف مع الظروف التي تحدث على مدار الأعوام المتتالية.



وأكد الدكتور مجدي علام، الخبير البيئي، وأمين عام المنتدى المصري للتنمية المستدامة، وعضو المكتب العربي للبيئة، أن جميع الظواهر الطبيعية لها تأثيرات سلبية وإيجابية، فمثلا درجات الحرارة الزائدة تؤثر سلبا على بعض الزراعات وتنقص نسب المياه، ودرجات الحرارة الزائدة تؤدي إلى ذوبان الجليد ما يؤدي الى إتلاف بعض المحاصيل الزراعية، وتسمى بالظواهر الجامحة للمناخ، وتتسبب بحدوث ظاهرة التصحر، حيث تفقد مصر ما يقرب من 25 ألف فدان سنويا نتيجة التصحر، بسبب التغيرات المناخية.
وأشار "علام" إلى أن هناك 10 دراسات دولية بشأن نهر النيل ونسب المياه به سواء الناتجة عن مياه السيول أو بحيرة فيكتوريا، 9 منها تؤكد احتمالية نقصان نسب مياه نهر النيل وواحدة فقط تؤكد زيادة السيول التي تنتج عن التغيرات المناخية، كما أن علماء المناخ يقولون إن حزام الأمطار سوف تزيد من الصحراء باتجاه البحر المتوسط تجاه أوروبا، لذلك فإن معظمها تنبؤات من شأنها أن تزيد نسبة عكارة مياه نهر النيل أو تقللها حسب التغيرات في كل عام، لذلك فإن الترتيب لهذه التغيرات أمر في غاية الأهمية، حتى نستطيع أن نتدارك أي مخاطر يمكن أن تصيب مياه النيل أو الأراضي الزراعية.