رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

28 يناير.. ذكرى حرق مصر وتهريب الإخوان من السجون

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خططت جماعة الإخوان لاقتحام السجون وتهريب المساجين فى فجر يوم الجمعة ٢٨ يناير ٢٠١١، وذلك عن طريق خطة موضوعة بإحكام لتهريب أعضائها من السجن والسيطرة على ميدان التحرير بعد ذلك تحت مسمى «جمعة الغضب».
حيث اقتحم الإخوان أقسام الشرطة ومبانى أمن الدولة والسجون، وأخرجوا السجناء، ونفذوا مخططًا تخريبيًا، لإثارة الفوضى، والسماح لعناصر من الحرس الثورى الإيرانى وحزب الله وحماس بالانضمام إليهم لتنفيذ مخططهم بالانقلاب المسلح على الحكم.
وتعرض جهاز الشرطة تحديدًا لحرب شرسة من قبل جماعة الإخوان التى اقتحمت عناصرها المبانى وسرقوا السلاح وهربوا السجناء، وحاولوا النيل من مؤسسات الدولة، بهدف القضاء على الجهاز الأمني، على أمل عدم عودته لسابق عهده مرة أخرى.
واستبقت الحكومة المصرية التظاهرات التى دعت إليها قيادات وكوادر إخوانية يوم ٢٨ يناير بقطع الاتصالات عن مصر كلها أملا فى قطع التواصل بين المتظاهرين والقيادات الإخوانية التى توجههم.
فما كان من جماعة الإخوان الإرهابية إلا استخدام برامج متطورة تعمل على الاتصال بالإنترنت دون وجود اتصال من داخل مصر بالإضافة إلى استخدام هواتف تعمل بالقمر الصناعى لتنفيذ مخططهم الإجرامي.
خلال الساعات الأولى من يوم الجمعة تمت مداهمة أكثر من ١٠٠ سجن وقسم شرطة فى أنحاء الجمهورية وتسللت عناصر من حماس وحزب الله إلى حدود مصر الشرقية وقامت بضرب جميع الكمائن الموجودة على الطريق ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين فى صفوف القوات.
العملية بدأت فجر ٢٨ يناير بدخول مسلحين من حركة حماس وحزب الله محملين بالأسلحة المختلفة، حتى وصلوا إلى نفق الشهيد أحمد حمدى فى السويس، وتم التقابل مع عناصر من قيادات الإخوان، حتى وصلوا إلى السجن الأول المعد للاقتحام وكان سجن المرج وأبوزعبل، وتم الاشتباك مع القوات المتواجدة لحماية السجن، حتى نفدت ذخيرتهم تماما، وسقط منهم قتلى وجرحى، وكانت عدة لوادر مجهزة لهدم أسوار السجون وتم تحطيمها وتهريب المساجين وقيادات من حزب الله وحماس، كان بينهم القيادى فى حزب الله سامى شهاب.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن عدد المشاركين فى الهجوم كان نحو ٨٠٠ شخص، وتم تقسيم تلك الأعداد إلى أربع مجموعات مستقلين سيارات دفع رباعى حديثة، ومعهم الإخوان مجهزون بخرائط الأقسام، وبعد اقتحام سجنى المرج وأبوزعبل، توجهوا إلى سجن ٣٣٠ و٤٤٠ فى وادى النطرون، وحدثت الاشتباكات أيضا، وتم إخراج الرئيس المعزول محمد مرسي، وحدثت حالة من الهياج والغضب فى صفوف المساجين وهربوا أيضا بعد الضغط عليهم، وأصيب عدد منهم بالرصاص بسبب الضرب العشوائي، وكانت المكالمة الشهير لمحمد مرسى مع قناة الجزيرة القطرية عبر هاتف الثريا علامة فارقة فى ظهور الإخوان على المشهد الرئيسى والانضمام إلى صفوف المتظاهرين فى ميدان التحرير.
بعد خروج عدد من قيادات حزب الله من السجن توجهوا على الفور وعبر الأنفاق والحدود إلى بلادهم خلال ٤ ساعات وتحدثوا فى مؤتمر غزة ولبنان.
وأعلنت الأبواق الإعلامية لجماعة الإخوان «قناة الجزيرة» عن انسحاب الشرطة وكانت الحقيقة أنه تم ضرب الشرطة وجميع مقراتها الأمنية وتهريب المساجين ونشر عصابات فى الشارع لترويع المواطنين.
بدأت الخطة المعدة ووصلت القيادات إلى ميدان التحرير من ناحية المتحف المصرى وميدان عبدالمنعم رياض، وأخفوا ما معهم من أسلحة ثقيلة وخفيفة داخل الميدان وبعض الخيام التى أعدوها إلى الاعتصام، بعدها لجأ الإخوان لسلاحهم الآخر وهو إطلاق الشائعات، بأن الشرطة انسحبت بعدما قتلت المتظاهرين فى الميدان والميادين الأخرى.
وكان السيناريو الآخر لاعتلاء عناصر من شباب الإخوان أسطح بعض العمارات وقاموا بإلقاء المولوتوف وكرات اللهب ورصاص الخرطوش على المتظاهرين، وكانت شهادة اللواء حسن الروينى قائد المنطقة المركزية العسكرية فى ذلك الوقت خير دليل على ما قامت به تلك الجماعة الإرهابية، عندما تحدث مع محمد البلتاجي، وعصام العريان، لإنزال الشباب من فوق العمارات، وإلا فسيرسل قوات خاصة لضربهم وإنزالهم، فتولى القياديان الإخوانيان الأمر وتم التعامل وإنزال المتواجدين.
«الثريا» فضح تخطيط الإرهابية
وكان تليفون الثريا السر الأكبر فى تنفيذ المخطط الشيطانى والإجرامى لتلك الجماعة، حيث كانت التليفونات وخطوط الإنترنت مقطوعة فى ذلك اليوم.
فى ذلك الوقت كانت قيادات الإخوان متواجدة بالقرب من فندق رمسيس هيلتون ومعها تليفونات الثريا، وتم تسجيل مكالمات لهذه القيادات والتى كان من بينها ضرب وقتل المتظاهرين وتصوير الصورة ونقلها إلى القنوات الفضائية ومنها «الجزيرة» لإحداث الوقيعة مع الشرطة وتصويرها أنها تقتل المتظاهرين السلميين.
جراء ذلك حدثت الفوضى العارمة فى البلاد واعتصم الثوار فى الميدان وحدث خطاب مبارك الشهير والعاطفي، وتأثر به عدد كبير من المتواجدين فى الميدان وحاولوا الانسحاب والعودة إلى منازلهم، إلا أن الإخوان أشاعوا أن أمن الدولة ستقبض عليهم وسيتم اعتقالهم بمجرد عودتهم.
ونزل الجيش المصرى إلى ميدان التحرير بأمر من الرئيس المخلوع حسنى مبارك لتعويض حالة الفراغ الأمنى الذى خلفته «الشرطة» بعد ضربها وحرق ممتلكاتها والاعتداء عليها من قبل جماعة الإخوان الإرهابية بهدف الاستيلاء المسلح على الحكم بقوة السلاح.
ولولا نزول الجيش إلى الشارع المصرى وإعلان حظر التجوال لضاعت مصر وانتقلت إلى الحالة السورية وحدثت الحرب الأهلية.
كان نزول الجيش إلى الشارع فى تلك الفترة واحدًا من أخطر القرارات التى فوتت على جماعة الإخوان الإرهابية الانفراد بالشارع وأفشل مخططهم لإعلان مصر ولاية عثمانية.