السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"سوبر مامي" في عيون الكُتاب والمثقفين.. أمل جمال: غادة عبدالرحيم وضعت يدها على المشكلة وكتبت روشتة العلاج.. "عبدالزراع": "ما أحوجنا لهذه النوعية من الكتابات".. و"محفوظ": يواجه التوغل التكنولوجي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يشارك كتاب «سوبر مامي»، للدكتورة غادة عبدالرحيم علي، مدرس علم النفس بجامعة القاهرة، في الدورة الخمسين، الذي صدر مؤخرًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورة اليوبيل الذهبي.


وشهد الكتاب الذي يشمل نحو «100 روشتة» تمثل سُبل التربية الصحيحة، التي بتطبيقها تكون الأم قد وضعت طفلها على طريق التميز والإبداع لتجعل منه شخصية سوية قوية قادرة على تحدي صعوبات الحياة وتحقيق الذات، إقبالًا كبيرًا من قبل الزائرين والقراء، مما جعله من أكثر الكتب الأسرية مبيعًا في المعرض.


ونال الكتاب إشادات كبيرة من الكتاب والمثقفين، إذ أكدت الشاعرة والمترجمة وكاتبة أدب الطفل، أمل جمال: إن كتاب "سوبر مامي" للدكتورة غادة عبدالرحيم علي، رائع وجاء في وقته تماما، موضحة: "أنا أحييها على فكرة الكتاب التي تواكب تسارع العصر الذي نعيشه ويعيشه معنا الأطفال ويؤثر عليهم وفيهم أكثر مما يؤثر فينا نحن الكبار".

وأضافت "جمال" في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز": "إنني ككاتبة أطفال وعضو في لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة وكأم قبل كل ذلك ألمس ما يدور في بيوتنا جميعا وما نتناقله من شكاوى يومية في لقاءاتنا بالنوادي أو تجمعاتنا السرية كأمهات من مختلف الأعمار فنحن محاصرون بالتكنولوجيا والعولمة الثقافية التي ألقت بظلالها الثقيلة على المشهد في كل بلادنا العربية وليس في مصر فقط ولهذا تأتي أهمية الكتاب الذي لن يخدم السوق المصرية فقط وإنما العربية كلها".


وتابعت: "نحن نرى الجدات يشكون طوال الوقت من تصرفات أطفالنا بل ويتهموننا بأننا أفسدناهم بتدليلنا ونحن أبعد ما نكون عن ذلك، هؤلاء الأطفال الذين يتعاملون مع التكنولوجيا بشكل يومي ومع القنوات الفضائية التي تقدم لهم خليطا من الثقافات وطرق التعامل التي تبعد عن عاداتنا وتقاليدنا ولنا في كارتون عائلة جامبل خير مثال في تشويه صورة الأب مثلا والمسلسلات التي تعطي نماذج للتعامل داخل المدارس الأمريكية وغيرها والتي لا تتلاءم مع مدارسنا، فهي تظهر الكثير من حلات التنمر والقهر بجانب الإمتاع وهو ما يتوجب علينا مراقبته كأمهات".

وأوضحت: "أعلم أن غالبية الأمهات يتركن أطفالهن أمام الشاشات فيقع الطفل في أسر تشوه الهوية وربما يدخل دائرة مرض التوحد هذا غير التغريب الذي يعيش فيه، فهو في سن يتشكل فيه وجدانه وصورته عن نفسه وأسرته ومجتمعه وواقعه، ولهذا يعيش في واقع بديل في مخيلته ويسعد به".


وقالت الشاعرة أمل جمال: إن الجميل في كتاب "غادة"، أيضا هو وضع يدها على المشكلة ووضع روشتة الحل من منظور علم النفس وتعديل السلوك وفق منهج مدروس وبحرفية تخلط اليسر والبساطة باللغة المكتوبة التي تبتعد عن رصانة اللغة الأكاديمية ومصطلحاتها، وثانيا أن الكتاب لا يتعالى على الأمهات فهو لا يخاطب طبقة اجتماعية بعينها وإنما لجميع الطبقات، وثالثا طريقة الروشتة التي تعمد إلى الإيجاز والتحديد والتطبيق خاصة فيما يتعلق بالظواهر التي تحدث كل حين من حولنا كالتحرش والتنمر الذي لم تفلت من ناره عائلة واحدة وكم من أطفال تركوا المدرسة أو كرهوها بسببه وكم من أطفال أصبحوا عبيدا لأطفال آخرين بسببه خاصة أنهم يقعون بين الخوف من الإفصاح عما ينالهم في المدرسة من المتنمرين للأم أو للأب فيتم تدميرهم نفسيا، ناهيك عن المتحرشين والأطفال ببراءتهم لا يفرقون بين الشرير والطيب فهم يعتقدون أن الشرير شكله قبيح وألفاظه نابية وملابسه قذرة ويجب أن يكون من خارج دائرة تعاملاته أي أنه يكون غريبا تماما عنه وهذا خطأ كبير لأن منهم من يكونون في دائرة النادي أو الشارع أو المعارف وصورتهم طبيعية وجميلة وعادية وهنا تكمن أهمية الكتاب وأهمية التوعية بالمساحة الشخصية للطفل ومن يلمسه ومن لا يلمسه، ومن يخلع ملابسه أمامه ومن يساعده في ذلك.

وأضافت: "هذا ما تجهله الكثيرات من الأمهات أو لا تجدن توصيله أو التعامل معه، وأذكر أن ابن صديقة لي جرى خلفه أحد الأشخاص وهو خارج من الجامع وحاول خلع ملابسه وفر الطفل وظل في صدمة لشهور رغم أنه لم يلمسه وتابعت صديقتي مع طبيب نفسي".

واختتمت الشاعرة أمل جمال بقولها: "أعيد التحية للكتاب وللدكتور غادة وننتظر المزيد من السلسلة التي عرفت أنها بصدد إصدارها لأن إعداد طفل سوي هو نواة شاب سوي محب لوطنه مؤمن بمجتمعه وهو ما نتمناه جميعا".


وفي نفس السياق قال الكاتب والشاعر عبد الزراع، رئيس شعبة أدب الطفل باتحاد كتاب مصر: إن كتاب "سوبر مامي" للدكتور غادة عبد الرحيم يُعد من الكتب النادرة في هذا المجال.

وتابع "عبد الزراع"، أنه بلا شك أن هذه النوعية من الكتب قليلة جدًا ونادرًا ما تجدها، خاصة إذا كتبت من قبل المتخصصين في علم النفس وعلم الاجتماع، وسواء كانوا أطباء أو أساتذة الجامعة المتخصصين في تربية النشء والأطفال، موضحًا أن توجيه تلك الكتب لكيفية التعامل مع الأطفال لاسيما الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم وعدم القدرة على التحصيل الدراسي أو الأطفال من ذوي الإعاقة أو المصابين بالتوحد، أو الإعاقات البسيطة.

وأشار إلى أن العديد من الأمهات يعانون كثيرًا في معرفة كيفية التعامل مع أطفالهن في مثل هذه الحالات، بل يكون في أمس الحاجة إلى هذه النوعية من الكتب، والتي تتسم بالندرة كما أشرت من قبل، وخاصة من قبل المتخصصين في مجال علم النفس، والتي تشرح من خلالها كيفية التعامل مع الأطفال من خلال فهم حقيقي لسيكولوجية الأطفال، لافتًا إلى أن كتاب "سوبر مامي" وغيره من الكتب التي تتناول تلك الموضوعات تساعد الأمهات في تربية الطفل تربية سليمة قائمة على العلم والدراسة، وليس مجرد نصائح غير مدروسة أو ليست مبنية على منهج علمي صحيح.

ودعا رئيس لجنة شعبة أدب الأطفال باتحاد كتاب مصر، جميع أساتذة ودكاترة علم النفس والمتخصصين في تربية النشء على الإقبال في كتابة مثل تلك النوعية من الكتب والتي توجه للأمهات والآباء حتى نستطيع أن ننهض بالمجتمع المصري، لأن الأطفال هم مستقبل هذا الوطن، وأن تلك النوعية من الكتب تُسهم بشكل كبير في تربية النشء تربية صحيحة ووفقًا للأسس العلمية.


وأشاد الكاتب عبده الزراع بكتاب "سوبر مامي"، قائلا: "هذا مجهود رائع وفكرة مبتكرة وندعو كل المهتمين بالطفل والمتعاملين في مجال الطفولة إلى الإقبال على مثل هذه النوعية من الكتب والتي فيها ندرة كبيرة".

ومن جانبه، قال الكاتب مجدي محفوظ، المشرف العام على النشاط المسرحي بأطفال الشارقة: إن كتاب "سوبر مامي"، يواجه التوغل التكنولوجي الذى أغرق العالم العربي، وأنه من الكتب القليلة جدًا التي يتم توجيهها للآباء والأمهات، في كيفية التعامل مع أطفالهم، خاصة إذا كان يراعي الناحية النفسية والسيكولوجية للطفل.

وتابع "محفوظ"، أن الكاتبة غادة عبد الرحيم، استطاعت من خلال كتابها "سوبر مامي"، والذي قدم بلغة سهلة وبسيطة وعلمية في نفس الوقت أن تصطحب الأمهات في مجموعة من النصائح في كيفية التعامل مع أطفالهم في مختلف المواقف الحياتية، وهذا جهد كبير يجب أن تشكر عليه.

يذكر أن الكاتب مجدي محفوظ يقدم مجموعة من الورش الخاصة بالأطفال في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورة اليوبيل الذهبي.