الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

معهد العالم العربي: مصر وفرنسا تربطهما علاقات ثقة وصداقة

 جاك لانج رئيس معهد
جاك لانج رئيس معهد العالم العربي بباريس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد جاك لانج رئيس معهد العالم العربي بباريس أهمية الزيارة التي يقوم بها - في وقت لاحق اليوم - الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر "التي تعد أكبر دولة عربية تربطنا بها علاقات وتعاون وثيق منذ سنوات".
جاء ذلك في حوار أجرته معه وكالة أنباء الشرق الأوسط بمقر المعهد بالعاصمة الفرنسية قبيل مغادرته ضمن الوفد الفرنسي الكبير الذي يرافق الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارته لمصر التي تعد الأولى له منذ توليه مهام منصبه عام 2017 .
وقال السياسي الفرنسي المخضرم - الذي دائما ما كان يرافق رؤساء فرنسا إلى مصر باعتباره من أبرز الشخصيات السياسية والثقافية بفرنسا - إن مصر وفرنسا تربطهما علاقات ثقة وصداقة وشهدت خلال الأربع سنوات الماضية دفعة جديدة في مختلف المجالات، مما انعكس على تعدد الزيارات بين البلدين.
وعن سبب وجود كتاب ومثقفين ضمن وفد الرئيس ماكرون إلى مصر، قال جاك لانج أن ذلك يأتي بمناسبة « عام الثقافة مصر-فرنسا 2019 » وكذلك نظرا للاهتمام الذي توليه فرنسا لثقافة مصر وحضارتها وآثارها لا سيما في ظل ولع الشعب الفرنسي بمصر في جميع عهودها أي مصر الفرعونية و مصر القديمة ومصر المعاصرة ومصر الحالية ، وأضاف " إن الرئيس ماكرون طلب منه أن يرافقه في هذه الزيارة الكبيرة الهامة إلى مصر و التي تعد زيارة صداقة وعمل في نفس الوقت لأكبر دولة عربية" ، مشيرا إلى أن الوفد الفرنسي سيلتقي في القاهرة بعدد من رجال الفكر والثقافة بمصر.
وعن أهمية إطلاق العام الثقافي "مصر فرنسا 2019 " لكلا البلدين ، اعتبر جاك لانج أن هذا العام سيتيح الفرصة لإبراز الآثار والروابط بين البلدين، و تشجيع الحوار والتبادلات الثقافية لاسيما بين شباب البلدين. "كما يعد فرصة للتذكير بأن مصر عضو بالمنظمة الدولية للفرانكوفونية و بأنها تحتضن العديد من المدارس الفرانكوفونية"، مذكرا بالدور الكبير الذي لعبه في هذا الشأن الأمين العام السابق للأمم المتحدة الراحل بطرس بطرس غالي كأول أمين عام لمنظمة الفرانكوفونية.
وتابع چاك لانج إن من أبرز فعاليات العام الثقافي 2019 هو معرض توت عنخ آمون الذي تستضيفه قاعة "لا فيليت الكبرى" بباريس خلال الفترة من 23 مارس إلى 15 سبتمبر القادمين ، وكذلك معرض "كنوز الحفريات الأثرية المصرية-الفرنسية" ابتداء من سبتمبر القادم بمتحف القاهرة. 
وأشار إلي أن معهد العالم العربي بباريس بدأ منذ العام 2018 تنظيم فعاليات هامة حول العلاقات المصرية الفرنسية ومنها برنامج للقاءات الاقتصادية لتبادل الآراء بشأن القضايا الاقتصادية الكبرى الراهنة في يونيو الماضي والذي تناول مستقبل التبادلات الاقتصادية بين مصر وفرنسا، وكذلك حفل اوركسترا أوبرا القاهرة في سبتمبر الماضي.
وأضاف أنه خلال العام الثقافي 2019 سيستضيف معهد العالم العربي بباريس أوركسترا الموسيقى العربية في 27 سبتمبر القادم ، فضلا عن معرض كبير في الفترة من 10 أبريل إلى 21 يوليو القادمين ، بعنوان "كرة القدم والعالم العربي" والذي يتضمن جزءا هاما بعنوان " القاهرة، عاصمة كرة القدم العربية" حيث يستعرض تاريخ فرق كرة القدم في مصر التي كانت أول ممثل لأفريقيا بكأس العالم 1934، واحتلالها لمكانة قوية في هذه اللعبة في العالم العربي، واستضافتها وفوزها بأكبر عدد من بطولات الأمم الأفريقية. 
وأكد جاك لانج أن مصر وثقافتها وحضارتها تتواجد بقوة داخل معهد العالم العربي منذ توليه مهام منصبه عام 2013 ، مذكرا بمعرض الآثار المصرية الغارقة الذي نظمه المعهد بعنوان "أوزوريس.. أسرار مصر الغارقة" والذي لاقي نجاحا كبيرا، وكذلك معرض "مسيحيو الشرق، تاريخ يمتد على أكثر من ألفي عام" والذي كان الأقباط حاضرين فيه بقوة .
وعن مشاركة فرنسا لمصر الاحتفال بمرور 150 عاما على قناة السويس، كشف جاك لانج عن انه سيتم توقيع خطاب نوايا خلال زيارة الرئيس ماكرون لمصر لتستضيف مصر المعرض الكبير الذي نظمه معهد العالم العربي بباريس تحت عنوان " ملحمة قناة السويس" ، و ذلك بقصر المنيل في سبتمبر المقبل في إطار فعاليات العام الثقافي المصري الفرنسي. 
و اعتبر أنه من الطبيعي أن يذهب هذا المعرض إلى البلد الذي شهد ميلاد قناة السويس، مشيرا في هذا الصدد بأنه قد رافق الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة في 2015. 
وأكد رئيس معهد العالم العربي ان مشاركة فرنسا لمصر في الاحتفال بمرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس تعد فرصة للتذكير بالروابط التاريخية والثقافية بين البلدين الآخذة في التطور منذ نهاية القرن الثامن عشر، واصفا قناة السويس بأنها رمز للتعاون الكبير بين البلدين.
وعن كيفية تعزيز العلاقات الثقافية المصرية - الفرنسية ، شدد على ضرورة تعزيز تعلم اللغة الفرنسية والعربية في كلا البلدين، مشيرا إلى المشروع الهام الذي أطلقه سفير فرنسا بالقاهرة ستيفان روماتيه "دعم تطوير تعليم اللغة الفرنسية فى مصر" بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والذي يهدف إلى تعزيز الفرانكوفونية وجودة تعليم اللغة الفرنسية في مدارس مصر؛ مبرزا كذلك مقترح وزارة التعليم الفرنسية بتعليم اللغة العربية في المدارس الحكومية بناء على توصيات لمعهد مونتاني للدراسات والبحوث في باريس و عقب التقرير الذي أصدره حكيم القروي الأكاديمي الفرنسي في هذا الشأن.
وتابع أن معهد العالم العربي من جانبه سيقدم شهادة "سمة" وهي شهادة عالمية في اتقان اللغة العربية وأول شهادة معترف بها للغة العربية الحديثة في فرنسا وأوروبا ودوّل العالم العربي بهدف تشجيع تعلم اللغة العربية في مختلف الأوساط بكل مكان في العالم.
وقال ان المعهد الفرنسي بالقاهرة وهليوبوليس والإسكندرية يعمل على دعم الثقافة الفرنسية بمصر و ان مصر يمكنها الاعتماد على مكتبها الثقافي بباريس لتعزيز تواجد الثقافة المصرية بفرنسا، مقترحا كذلك مزيد من التبادلات وتنظيم الأحداث الثقافية والمعارض حتى يتسنى للجميع اكتشاف الثقافة المصرية -الفرنسية الخاصة.
وعن العلاقات الاقتصادية، قال إن من أبرز مشروعات التعاون الناجحة بين البلدين ، مشاركة و مساهمة فرنسا في إنشاء وتوسيع شبكة مترو الأنفاق بالقاهرة منذ 1982 وإنشاء الترام بمدينة الاسكندرية الأول في أفريقيا عام 1860 ، وأشار إلي أن الشركات الفرنسية ضاعفت من وجودها في مصر لاسيما مع رؤية مصر الطموحة 2030 والتي تحمل إصلاحات حقيقية في المجال الاقتصادي والمجتمعي والبيئي .
وشدد على أن فرنسا على استعداد لمساعدة صديقتها مصر للخروج من الوضع الاقتصادي الصعب و إيجاد طريق النمو لاسيما بمشاركة الشباب، لافتا إلى أهمية الدور الذي تقوم به الوكالة الفرنسية للتنمية في مصر منذ العام 2005 لاسيما في دعم وإنجاح المشروعات الاقتصادية الفرنسية في البلاد. 
وعن علاقات التعاون بين البلدين في المجال الصحي ، أوضح أنهما يتعاونان معا من أجل بناء نظام تأمين صحي قوي لكل المصريين وتحسين جودة الخدمات في المراكز الطبية والمستشفيات.
يذكر أن چاك لانج (80 عاما) هو اسم كبير في عالم السياسة والثقافة بفرنسا، وصوت مؤثر يحظى باحترام وتقدير في مختلف الأوساط الفرنسية. وقد شغل العديد من المناصب، فقد كان نائبا بالبرلمان الفرنسي والأوروبي، وعين وزيرا عدة مرات في عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتيران و الرئيس جاك شيراك حيث تولى حقيبة التعليم والثقافة والإعلام وشغل منصب المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، وكان رئيسا لبلدية "بلوا" (وسط فرنسا)، ونظرًا لخبرته وتاريخه الحافل فيحرص الرؤساء الفرنسيون على تواجده في زيارتهم و جولاتهم الخارجية.
و جدير بالذكر أن معهد العالم العربي الذي يقع على ضفاف نهر السين بباريس، قد تأسس عام 1980، بعد اتفاق بين فرنسا و الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية بهدف التعريف بالثقافة العربية ونشرها وتشجيع التبادل الثقافي وتنشيط التواصل والتعاون بين فرنسا والعالم العربي.