الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إخوان المنتزه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن تنظيم الإخوان مجردا من الهوى، كلهم أهل الهوى، ولم تكن الصدمة أمام اللجنة التى قامت بفتح الكبائن لتسلمها، فيللا لرجل أعمال سكندرى، هو الإخوانى الهارب «م.ا» معروف بحبه للشو ومعروف كذلك بزيجاته الكثيرة، أصبح فجأة من المعارضين، وسافر لإحدى دول أوروبا الآن، المهم عند فتح تلك الكابينة الفيلا فى بقعة رائعة من البحر تم العثور على كاميرات داخل حجرات النوم، موضوعة فى أماكن مميزة تتيح التصوير كاملًا من كل اتجاه لمن على السرائر، كذلك كاميرات تصوير داخل الحمامات وداخل كل دش، بحيث تتيح التصوير كاملا.
وتم البحث عن الفلاشات الخاصة بكل كاميرا فلم يجدوا شيئا، فأيقنوا أن صاحبنا كان يقوم بتصوير ضيوفه وربما له مزاج فى التصوير داخل حجرة نومه، مع أحبائه أو زوجته، وكان مشهورا بزيجاته المتكررة والطلاق، كما تم إيجاد كاميرات داخل الحمامات للتصوير.
والسؤال كما يراه الأصدقاء على الفيس بوك: يا ترى مين اللى اتصور؟.. ويا ترى أصلا ليه واضع الكاميرات فى الحمامات وحجرات النوم؟.. وأين الفلاشات؟.. وهل سنسمع يوما عن تسريب فيديوهات لأحد من داخل ذلك المكان الذى أصبح فى حوزة شركة المنتزه مثلما سمعنا وشاهدنا قبل ذلك.
ونأتى للسؤال الأكبر: لماذا تكره جماعة الإخوان الإرهابية جهاز المخابرات العامة كل هذه الكراهية؟. لكى نفهم سر هذه الكراهية القاتلة، فلا بد أن نبدأ فصول القصة منذ بدايتها فى عام ١٩٥٤.. وهى السنة التى اتخذ فيها جمال عبدالناصر، قراره بتأسيس جهاز المخابرات المصرية، وذلك فى أعقاب فضيحة لافون الشهيرة، التى كان وراءها جهاز الموساد الإسرائيلى.. وكانت مصر فى ذلك الوقت مرتعا لكافة أجهزة مخابرات العالم.
تم تكليف زكريا محيى الدين، بمهمة تأسيس جهاز مخابرات مصرى، تكون مهمته حماية الأمن القومى.. وكانت مهمة زكريا محيى الدين شاقة عسيرة.. ويتكون شعار جهاز المخابرات من عين حورس الشهيرة فى الأعلى.. وأسفلها نسر قوى ينقض على أفعى سامة.. ويرمز الشعار لقوة الجهاز وصرامته فى مواجهة الأخطار التى تهدد أمن الوطن.
وفى نوفمبر ٢٠١٢ بدأت تظهر حقيقة مشاعر الجماعة الإرهابية تجاه جهاز المخابرات العامة.. ففى ذلك التاريخ أعلن محمد البلتاجى أن شباب الإخوان قد ألقوا القبض على عقيد بالمخابرات اسمه أحمد محمد كامل حسين الديب.. ورقمه بالجهاز ٣٣٩٠.. وقام شباب الجماعة الإرهابية بضربه بعنف شديد، وأحدثوا به العديد من الإصابات الخطيرة، التى نقل على إثرها إلى المستشفى !!. وادعى المجرم محمد البلتاجى أن العقيد أحمد كان يقوم بتوزيع أموال على المتظاهرين بالإسكندرية لحرق مقرات الإخوان !!.. وقال إن شباب الإخوان قد عثروا على أسلحة فى سيارته !!. واتهم البلتاجى المخابرات بالعمل ضد الرئيس «المنتخب» محمد مرسي.. وقال إنه لا بد من إعادة هيكلة جهاز المخابرات المصرية !!.
ثم بعد ذلك كما يقول الباحث محمود حسنى رضوان: استمرت محاولات الإخوان المجرمين فى تشويه المخابرات المصرية.. فقال أبوالعلا ماضى «رئيس حزب الوسط فى ذلك الوقت» أن محمد مرسى قد أبلغه شخصيا، أن المخابرات المصرية تحتفظ لديها بـ٣٠٠ ألف بلطجى تستخدمهم فى إشاعة الفوضى فى البلاد !!. وأنه يوجد فى القاهرة وحدها ٨٠ ألف بلطجي!!. وأكد أبو العلا ماضى أنه قد سمع بأذنه هذا الكلام من محمد مرسى نفسه !!. وبعد ذلك انطلقت أبواق دعاية جماعة الإخوان الإرهابية للمطالبة بضرورة تقليم أظافر المخابرات المصرية!!.
ولم يكن غريبا أبدا أن تسعى الجماعة الخائنة لتدمير جهاز المخابرات المصرية.. فقد سبق أن استطاع صقور المخابرات، أن يرصدوا مكالمات أحمد عبدالعاطى «وكان فى ذلك الوقت مسئول إتصال الإخوان فى تركيا، ثم فيما بعد أصبح مديرا لمكتب محمد مرسى».. ثم بعد ذلك فى ديسمبر ٢٠١٠، تمكن الصقور أيضا من رصد لقاء الجاسوس محمد مرسى مع أحد ضباط المخابرات الأمريكية، الذى تم داخل مقر نواب الإخوان بجسر السويس، والذى حضره سعد الكتاتنى وصلاح عبدالمقصود !!. وقد ترتب على ذلك صدور قرار النائب العام بالقبض على الجاسوس محمد مرسى وإيداعه سجن وادى النطرون..
وبمجرد وصول الجاسوس محمد مرسى إلى مقعد الرئاسة، فقد بدأت الجماعة الإرهابية فى تنفيذ مخططها الإجرامى فى ضرب جهاز المخابرات المصرية.. فقام محمد مرسى بعزل رئيس المخابرات اللواء مراد موافى بطريقة مهينة، وتعيين اللواء محمد رأفت شحاتة بديلا له.. والغريب أن اختيار محمد شحاتة قد جاء بتزكية من قادة حركة حماس الذين كانوا يعرفونه جيدا.. وسبق لهم أن تعاملوا معه فى أكثر من ملف، وخصوصا ملف الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط!!. وقد اكتفى محمد مرسى برأى حماس، ولم يرجع لقيادات جهاز المخابرات لمعرفة رأيهم!! ومن أعجب العجب أن محمد مرسى قد أمر رئيس المخابرات الجديد «محمد شحاتة» أن يقسم على المصحف بأن يكون ولاؤه لمحمد مرسى شخصيا!!!! وقد علق اللواء سامح سيف اليزل على ذلك، بأن هذا إجراء غير مسبوق فى تاريخ مصر ومخالف للدستور.. لأن الولاء يكون لمصر وليس لأى شخص.. وأن هذا القسم بهذه الطريقة يفرض على رئيس المخابرات أن يدافع عن محمد مرسى مهما ارتكب من أخطاء!! والغريب أيضا أن القسم قد خلا من الولاء للدستور أو الشعب!!. وبذلك فإن هدف جهاز المخابرات لم يعد الحفاظ على الأمن القومى لمصر.. وإنما الحفاظ على أمن جماعة الإخوان الإرهابية!!!. وقال اللواء سامح سيف اليزل، إن القسم على المصحف يكشف عن بداية توجه جديد لأسلمة الدولة وإقامة الدولة الدينية!!. وتساءل سامح سيف اليزل: هل لو كان رئيس المخابرات مسيحيا، فهل سوف يقسم على الإنجيل؟!.
الله معاكى يا مصر.