الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الصحف المستقلة والحزبية ومصير النقيب المقبل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما تكون أصوات صحفيى الصحف المستقلة والحزبية هى التى ستحمل شفرة الصمود فيه وغالبًا هى التى ستمثل المعامل المهم فى المعادلة الانتخابية المقبلة وتفرز نقيبًا وأعضاء يعبرون عن معاناتهم فى الماراثون الانتخابى لمجلس نقابة الصحفيين، الذى لاحت فى الأفق ملامح حدته مبكرًا.
«فقد وصل عدد من أعلنوا خوضهم على مقعد النقيب حتى الآن ٥ من كبار الأسماء الصحفية، وهو عدد غير مسبوق».
فالأحمال التى ستواجه النقيب المقبل كبيرة، وصعبة لا أعتقد أن معظم من عقدوا النية على خوض المعركة الانتخابية قادرون على مواجهة تلك التحديات أو تحمل الأعباء التى ستواجه المسئول عن مهنة البحث عن المتاعب.
ليست التحديات فقط فى مواجهة هذا الكم المتزايد من الأعضاء الذى يجلس فى مقاعد المتعطلين عن العمل بسبب توقف الإصدارات التى كانوا يعملون بها سواء كانت إصدارات حزبية أو مستقلة، وعدد هؤلاء يصل إلى ٣ آلاف صحفى تقريبًا كثير منهم مهدد بضياع حقوقه التأمينية ومعظمهم يعتمد على بدل التدريب والتكنولوجيا الذى يتقاضاه من النقابة فى الإنفاق على نفسه وأسرته.
التحديات لا تقتصر على حل المشكلة المزمنة التى تواجه هذه الإعداد المتزايدة من صفوف المتعطلين، الذين يواجهون هم وأسرهم مستقبلًا غامضًا يمثل كارثة بكل المقاييس، لأن هذه الظروف المادية تجعل الصحفى فريسة سهلة للتخلى عن مبادئ المهنة وشرف حملة القلم وقادة الرأى والفكر.
فالبطون الجائعة لا يمكنها أن تحمل راية الشرف وأمانة الكلمة بل ستكون لقمة سائغة أمام أى إغراء يسد رمقها ويطعم جوعها.
المؤسسات المستقلة والحزبية كانت على مدى الأعوام العشرة الماضية فى مرمى حجر من الانهيار والعثرات المتتالية فى مقابل وجود حماية -انتقائية- للصحف الحكومية «القومية» التى تستحوذ على كل الدعم الحكومى والاستقرار المهنى رغم ما تعانيه من خسائر فادحة لا تخفى أمام العيان ويعرفها كل أبناء الوسط الصحفى.
الغريب أن أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين من العاملين فى المؤسسات المستقلة والحزبية أصبحوا يمثلون أكثر من ٥٠٪ من عدد الأعضاء والمفارقة هنا أن هذه الأكثرية هى الأكثر معاناة بين أبناء المهنة.. على الرغم من أن ما تقدمه هو الأكثر انتشارًا وقراءة بين الإصدارات الصحفية المختلفة، وأصبحت مواقعها الإلكترونية هى الأكثر قدرة على التواصل بين فئة القراء الجدد، الذين يعتمدون على المواقع الإلكترونية لمطالعة المعلومة والخبر.
هذه المتغيرات الجديدة فى الوضع «الديمغرافى» - إذا جاز التعبير- فى نوعية أبناء الجمعية العمومية يجب أن تجعل النقيب المقبل أكثر وعيًا بأهمية الناخب الذى ينتسب للمؤسسات المستقلة والحزبية، بعد أن تغيرت كفة الميزان العددى فى صالح هذه المؤسسات، وأصبح المنتسبون إليها قوة مؤثرة إن لم تكن الأكثر تأثيرًا فى العملية الانتخابية المقبلة.
خاصة إذا أضفنا إلى قوتهم العددية حرصهم الواضح على الإدلاء بأصواتهم وحضور عملية التصويت فى الانتخابات النقابية بشكل عام، ولأنهم الأحرص أيضًا على سلامة كيان النقابة قويًا باعتبارها الحائط القوى الذى يلوذون به إذا ألمت بهم الملمات أو عصفت بهم رياح الظلم التى يتعرضون لها بشكل أكثر مقارنة بما يتعرض له زميلهم الذى يعمل فى نفس المهنة، لكنه ينتسب لمؤسسة حكومية أكثر استقرارًا وتصرف أرباحًا سنوية رغم ما تعانيه من خسائر وديون فادحة تصل إلى المليارات!