الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رئيس أساقفة بيروت: انقسام الكنائس شهادة معاكسة لرسالتها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر إنه منذ أكثر من مئة عام، استفاق المسيحيون في العالم إلى دعوة الله لهم في الإنجيل المقدس، والمتمثلة فى الصلاة من أجل وحدة المسيحيين خاصة بعد انقسامات حادة طرأت على حياتهم الكنسية في الألف الأول والثاني الميلاديين.

وأضاف خلال كلمته فى فاعليات أسبوع الصلاة من أجل الوحدة في كاتدرائية مار جرجس بالعاصمة اللبنانية بيروت، أن الصلاة أساس الوحدة، ودعا إليها الرب، فهي تلين القلوب وترجعنا إلى الله، هو الذي زرعنا في هذه الدنيا لنكون شهودا له.

وشدد على أن الإنقسام في الكنيسة شهادة معاكسة لرسالتها وعلينا الواجب الضميري، مضيفًا: علينا ان نسعى بكل قلوبنا وطاقاتنا الى العودة إلى هذه الوحدة والشراكة الكاملة في ما بيننا، فنحن مدعوون إلى أن نكون واحدا ومتميزين ومتنوعين في آن معا.

واستطرد: أذكروا أن الكنيسة الأولى، منذ بدايات الرسل بدأت تتكلم لغات متعددة، الآرامية في الشرق واليونانية في آسيا الصغرى واليونان واللاتينية في روما، أي أنها انطلقت إلى تقاليد متميزة متنوعة، ويبقى جوهرها واحدا وإنجيلها واحدًا، موضحًا: لذلك نحن نسعى الى نكون بشركة واحدة بإيماننا ولو كنا مختلفين بتقاليدنا ولغاتنا، فالحضارات متعددة في الأرض والمسيحية تدخل إليها وتقدسها وتأخذ منها للتعبير عن كنه حياتها ورسالتها. لكن الإيمان يبقى واحدا".

وتابع: "نصلي إذا من أجل وحدة المسيحيين، حتى تكون هذه الوحدة على صورة الوحدة بين الآب والإبن والروح ضمن التنوع والوحدة بالإيمان الحقيقي الواحد، موضحًا انه منذ مئة عام صلينا ونصلي والرب يستجيب صلاتنا وطلباتنا.
وأضاف: العمل المسكوني، عمل الوحدة يتقدم سنة بعد سنة في حياة الكنيسة، عبر الصلاة أولا ثم الحوار وهو المرتكز الثاني في العمل المسكوني، فالحوارات كثيرة بين الكاثوليك والأرذوذكس، وبين الكنائس بمختلف مذاهبها، حوارات صارت وستبقى، لأفهم أخي الآخر كما هو يفهم ذاته، هدفها أن نتناقش ونتوافق وندرك معنى رسالتنا وإيماننا، وهذه الحوارات يباركها الله ونريد أن تستمر في حياتنا وكنائسنا إلى أن نصل إلى الوحدة الحقيقية والشهادة الواحدة بيننا جميعا".

واستطرد: تدعونا الكنيسة الكاثوليكية وسائر الكنائس، إلى أن نلتقي بعضنا مع بعض في محاولات للصلاة معا وللعمل معا، وفي هذه السنة دعوة خاصة للمسيحيين إلى أن يسهموا في العدالة في الأرض، فنقوم بعمل مسيحي حقيقي.
وقال: أيها الإخوة، كلنا ننشد العدالة، وإذا عملنا من أجلها نكون عاملين بالمسيح ومعه من أجل زمن إفتداء الكون وإتمام ملكوت الله، وعلينا نحن بصفة خاصة، أن نضع فيها روح المسيح فهى "عدالة أخذ وعطاء".
وأكمل: إنها عدالة أساسية عرفها العالم منذ قبل المسيح. وبعد المسيح وبصورة خاصة في الأيام الأخيرة، عرفنا عدالة جديدة على مستوى البشر، تدعى عدالة اجتماعية، تنطلق من أساس أن لكل إنسان كرامته.
وأوضح ان اى إنسان لديه إمكانات للعيش بكرامة، فيكون له بيت وعائلة وعمل، وإذا صار غير قادر على العمل، يعطى ما يجب أن يعطاه، حتى يبقى إنسان له كرامته، العدالة الإجتماعية، عدالة تهتم بالإنسان كإنسان، وهذا أمر جيد جدا وتقدم في حياة الشعوب، ونحن المسيحيين نرى العدالة مكتملة بصورة خاصة في الفداء والعطاء للآخر من دون مقابل، فنعزز بذلك روح الوحدة فينا".