السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأب بولس: كنيسة المغارة نقطة بداية عودة العائلة المقدسة لفلسطين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"دير درنكة".. قرية صغيرة، تقع تحت سفح الجبل الغربي جنوب مدينة أسيوط وتبعد عنها نحو ثمانية كيلومترات، ولكنها محط أنظار آلاف من المؤمنين الذين يتوافدون من كل مكان طوال العام لإكرام العذراء مريم، وخاصة في (7-22) ٱب من كل عام المكرس لها والاحتفال بعيد انتقالها إلى السماء.
وهي من القرى القديمة التي ذكرها أميلينو في جغرافيته. اسمها القبطي "ابسيديا" وبها مغارة أثرية كبيرة، وحسب المعتقد السائد الذي أوضحه الأب بولس رزق الفرنسيسكاني في تصريحات إعلامية له اليوم الأربعاء، "هو أن العائلة المقدسة جاءت إلى هذا المكان ومكثت بعض الوقت أثناء هروبها من وجه هيرودس الملك إلى أرض مصر".
ويبلغ عدد سكان القرية نحو خمسة آلاف من المسيحيين، هذا بالإضافة إلى الآلاف من الزوار الذين يأتون سنويًا لأخذ البركة من سيدتنا العذراء مريم."
اما عن خدمة الرهبان الفرنسيسكان في دير الدرنكة فقال: بدأ الرهبان الفرنسيسكان رسالتهم في القرية، أواخر القرن التاسع عشر قادمين من أسيوط. وكانوا يستخدمون مغارة داخل الجبل وهي حاليا دير العذراء للكنيسة الأرثوذكسية، لان في ذلك الوقت أهل القرية كانوا مقيمين في الجبال، وبعد فترة من زمن عُرضت علي الانبا يوحنا نوير أن يأخذها فرفض فقال يهمني أن اهتم بالشعب وليس بالجبل (في العام 1945 جاء الانبا ميخائيل اسقف أسيوط واخذها مسكن له). وفي العام 1902م افتتحوا أول دير لهم، وكان منزلًا بالإيجار واستخدم للصلاة وكان بمثابة نواة للكنيسة الكاثوليكية بالقرية..
ثم جاء الأب زكريا برتي الذي خدم فيها بكل غيرة رسولية واستطاع بمساعدة الجمعية الخيرية الإيطالية، أن يبني كنيسة صغيرة وتم تكريسها في 7 ٱذار 1907م..وفتح مدرسة إبتدائية صغيرة وذلك في نفس السنة.
وفي العام 1974م عين الأب جرجس غطاس راعيًا للكنيسة، فقام بأنشاء مطحنًا للغلال في العام 1975م، ومخبزًا لتوفير الخبز لأهل القرية في العام 1984م، ثم أسس ورشة للنجارة العام 1986م باشتراك مطرانية الأقباط الكاثوليك وبعض الأهالي عن طريق الأسهم، وذلك لرفع مستوي القرية الاقتصادي.
وما زالت هذه الأنشطة تعمل بنجاح في القرية حتى الآن، ولا تكتمل الرسالة في القرية إلا بوجود الرهبات. والتي تم استدعاء الرهبات الفرنسيسكانيات لقلب مريم الطاهر في 9 أكتوبر 1927م، كما قامت الرهبات بافتتاح مستوصفٍ لعلاج المرضى من أهل القرية العام1937م، ومازالت الراهبات يعملن بكل حب وتفان لخدمة القرية والقرى المجاورة. والتجديدات الأخيرة داخل الدير كانت في عهد الأب كمال لبيب الخادم الإقليمي للرهبان الفرنسيسكان بمصر والأب الراعي يوسف ميخائيل والراهب بولس رزق، وبمتابعة العمل الدكتور عزت صليب رئيس هيئة الآثار القبطية المفوض من قبل هيئة الآثار. والأب ميلاد شحاتة وبمشاركة رهبان دير أسيوط الاب لوكاس حلمي والأب بشارة جودة والأب فرنسيس نادي. بحيث كان افتتاح كنيسة المغارة بعد التجديدات بتاريخ 1/ 7/ 2018 بحضور سعادة السفير البابوي في مصر المونسنيور برونو موزارو والبطريرك الانبا إبراهيم إسحاق بطريرك الاقباط الكاثوليك بمصر والمطران كيرلس وليم مطران كرسي أسيوط للأقباط الكاثوليك والأب كمال لبيب الخادم الإقليمي والمحافظ ياسر الدسوقي".
وعن كنيسة المغارة أوضح الأب بولس، أن كنيسة المغارة مبنية على الطراز الريفي الأوروبي من بداية القرن العشرين، على أطلال كنيسة قديمة.
كما ان الكنيسة نفسها عبارة عن مغارة أسفل الكنيسة الكبرى بالدير، وتتكون من عدة غرف والتي من المحتمل إن العائلة المقدسة قد قضت بها بعض الساعات أو الأيام في أثناء عودتها إلى فلسطين.
وتعتبر منطقة درنكة هي نقطة البداية لعودة العائلة المقدسة إلى فلسطين. وتحتوي المغارة على جزء من حجر بيت السيدة العذراء مريم بالناصرة، كما تحتوي على حجر من مدينة أورشليم القديمة، وأيضًا صورة من مخطوط قديم يروي تفاصيل الرحلة. وأشار ايضا الى ان المكان يزدان ببانوراما عن
المحطات والأماكن التي مكثت بها العائلة المقدسة وهي على الشكل التالي: اول بانوراما كاملة عن أماكن زيارة العائلة المقدسة بمصر، وتصور 22 مكانا زارتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر، ويستطيع الزائر أن يرى كل هذه الأماكن في خلال نصف ساعة.
واليوم جارٍ عمل تطبيق على الهاتف يسمح للزائر بسماع شرح مفصل لكل محطة. ويوجد أيضًا جزء حجري غالبًا بقايا مرسى المراكب الذي كان يستخدم في وقت الفيضانات، وهو المكان الذي من المحتمل أن تكون العائلة المقدسة قد استخدمته في طريق عودتها إلى فلسطين عن طريق أحد المراكب المستخدمة في هذه المنطقة.كما تحتوي الكنيسة أيضًا على طريق الآلام وهو عبارة عن 14 مرحلة من درب الصليب، والتي تحتل جزءا مهما من مراحل التقديس التي يقوم بها أي مسيحي خلال زيارته للأراضي المقدسة في فلسطين، كما يوجد البئر المقدس وكان يستخدم من اهل القرية منذ زمن بعيد.
وعن استقبال الرهبان الفرنسيسكان للزوار والحجاج أكد الأب بولس، أن الرهبان الفرنسيسكان يستقبلون الحجاج والزوار من خلال ما يقدمونه من خدمات روحية: الصلاة بالطقس القبطي، بالأضافة إلى الصلاة بالطقس الغربي الأوروبي بكل اللغات، كما أن هناك أماكن استضافة للأفراد والمجموعات لعمل الرياضات الروحية، ويقدم المزار خدمات لجميع طوائف الشعب، ويستقبل الزوار في موسم صوم السيدة العذراء من يوم 7-22 أغسطس من كل عام، بحيث يقام القداس والتطواف بأيقونة مريم العذراء في شوارع القرية بالترانيم والألحان وصلاة المسبحة يوميًا. كما تذاع الترانيم والابتهالات طوال اليوم لكي ينتعش المؤمنون روحيًا.
وأمام هذه العراقة الروحية والمحطة التاريخية المهمة من حياة الرهبنة الفرنسيسكانية يختم الأب بولس حديثه بالقول:" الكنيسة تحتاج اليوم الى دعوات وعلينا ان نشجع شباننا وشاباتنا للدعوات لان الحصاد كثير والفعلة قليلون ونطلب من رب الحصاد أن يكثر الفعلة.
ووجّه الشكر لقناة تيلي لوميار ونورسات، لاهتمامها وعملها المسيحي الرائد الذي يبعث الأمل في القلوب والنفوس.