السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الطوق والأسورة".. سلبت قلب الجمهور بلغة شاعرية خاصة

عرض مسرحي

مسرحية الطوق والاسورة
مسرحية الطوق والاسورة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت الصدفة التى جعلت مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى والمعاصر فى دورة اليوبيل الفضى، والاحتفاء بمرور ٢٥ عامًا على دورات المهرجان، والذى أقيم فى سبتمبر ٢٠١٨، جعلت إدارة المهرجان تقرر الاحتفاء بالعروض المصرية التى حصلت على جائزة أفضل عرض مسرحى خلال دوراته السابقة، وكان من ضمن العروض المختارة العرض المسرحى «الطوق والإسورة» للمخرج ناصر عبدالمنعم، لإعادة إنتاجها مرة أخرى.
رغم مرور ٢٢ عامًا على عرضه أول مرة، كان هناك إصرار عجيب من قبل أبطال العرض المسرحي، الذين قدموا النسخة الأولى على العودة مرة أخرى لتقديم العرض، وكان لعرضه فى سبتمبر الماضى بالمهرجان التجريبى، احتفاء لا يمكن وصفه والتعبير عنه بالكلمات، فكان الزحام من كل رواد التجريبى حول مسرح السلام، يمتد لأمتار ليتم فتح موسم مسرحى جديد له، وكأن الزمان يعود بنا وكأنه يتحدى الزمن ليعود بثوب جديد منذ تقديمه بالدورة الثامنة من مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى عام ١٩٩٦، ليحصد لنا أكبر جائزة على مستوى الوطن العربى وهى جائزة «الشيخ سلطان بن محمد القاسمي» حاكم الشارقة كأفضل عرض مسرحى عربي، بالمهرجان العربى للمسرح فى دورته الحادية عشرة. 
فعرض «الطوق والإسورة» يشتبك مع الموروث الثقافى والمتعلق ببعض العادات والتقاليد، وانتشار بعض الخرافات والخيالات المرتبطة بذلك الموروث، وتقع الأسر الفقيرة والتى تكابد الحرمان فريسة لها، كما أنه يعبر عن مدى القهر الذى تتعرض له المرأة، لا سيما فى الصعيد والقرى، ورغم مرور الزمن، فإن هذا الصراع الدائر بين الماضى والحاضر، وبين الموروث والوافد، فالنص الذى أعاد كتابته الدكتور سامح مهران، أو كما يسميه هو «كتابة على كتابة»، لم يتناول فقط اللغة الصعيدية أو اللهجة الصعيدية بل نحت بداخلها، ويمكن أن يرجع ذلك إلى أصوله الصعيدية التى جعلته متعمقا بشكل متقن فى إجادتها والتعبير عنها، من خلال شخصياته. 
ويقول الدكتور أسامة أبو طالب، إن إعداد عرض «الطوق والإسورة» والذى كتبه الدكتور سامح مهران متميز، وإعداد شديد التركيز والتكثيف، وليس به أى قدر من الترهل؛ حيث استطاع مهران سرد العرض بلغة شاعرية إلى أقصى درجة، وأنه استخدم لغة راقية تمامًا، واستخرج من اللهجة الصعيدية جمالها الحقيقي، والتى صيغت وكتبت بشكل جيد». 
وتابع أبو طالب، كما أن العرض وراؤه مخرج متميز ولديه وعى كبير وقادر على أن يحافظ على تماسك العرض والانتقالات الدرامية بداخله، ليخرج لنا تحفة فنية منضبطة الإيقاع، وكل هذا أسهم فى فوز العرض بتلك الجائزة، وأن الممثلين شديدى الإتقان أوجدوا حالة من التماس الشديد بينهم وبين الجمهور. 
فيما قال الكاتب السعودى إبراهيم الحارثى، والحاصل على جائزة النص المسرحى بمهرجان الهيئة العربية للمسرح، إن عرض «الطوق والإسورة» عرض ناضج من ناحية التشخيص، وأداء الممثلين، والذين كانوا مقنعين جدًا لأبعد الحدود. منوهًا إلى أن الممثلين استطاعوا بكل الطرق أن يصنعوا عناصر للاتصال المسرحى بينهم وبين الجمهور، بل أقحموا الجمهور بشكل كبير إلى داخل نفوسهم وبشخوصهم الحقيقية التى كانت على خشبة المسرح، مشيدًا بالفنانة فاطمة محمد على، والتى استطاعت أن تخلق حالة وجدانية مع المتفرجين، ما جعلهم يبكون فى بعض الأحيان وينفعلون معها لأقصى درجة. 
وفى سياق متصل، قال المخرج المسرحى الدكتور فهمى الخولى، إن عرض «الطوق والإسورة» هو عرض مشرف جدًا، وكنت أتوقع أن يحصد جائزة المهرجان العربى للمسرح، فهو عرض مشرف ويليق بمصر وبالمسرح المصرى والعربي.
وعبر الخولى عن سعادته بكل عناصر العرض المسرحي، بدءًا من الدراما تورج الذى كتبه الدكتور سامح مهران، والتأليف للكاتب الكبير يحيى الطاهر عبدالله، والإخراج المتمكن للمخرج الكبير ناصر عبدالمنعم، وكل أبطال العرض من ممثلين وموسيقيين، فنحن أمام عرض عميق ومُهم، ويحمل العديد من الدلالات والإيماءات والإشارات والسيسيولوجيا التى خلفه، وإن العرض استطاع أن يتحدى الزمن ليعود برؤية جديدة لمواكبة الأحداث الحالية، فهو عرض مكتمل لكل عناصر اللعبة المسرحية. 
«الطوق والإسورة» عن رواية يحيى الطاهر عبدالله، كتابة درامية سامح مهران، بطولة فاطمة محمد على، محمود الزيات، مارتينا عادل، أحمد طارق، أشرف شكري، شريف القزاز، شبراوى محمد، محمد حسيب، سارة عادل، إيمان حسين، فرح حاتم، نائل على، غناء كرم مراد، ديكور محيى فهمي، أزياء نعيمة عجمي، رؤية موسيقية جمال رشاد، نحت أسامة عبدالمنعم، ومن إخراج ناصر عبدالمنعم.