قالت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر
الشريف، إن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، التاسع والعشرين، لبناء الشخصية
الوطنية، أتى ثماره المرجوة، وذلك لعالمية هذا المؤتمر، حيث تشارك فيه وفود أكثر
من أربعين دولة على مستوى العالم، كل منها يحمل فكرا جديدا يتسم بالوسطية
والاعتدال في كيفية بناء الشخصية ومدى تفاعل الإنسان داخل مجتمعه سواء في محيط
أسرته أو خارجها.
وأكدت "الحنفي"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"،
أن المؤتمر يهدف لتفاعل الإنسان داخل مجتمعه بضوابط منها العفو والتسامح وحب
الإنسان لأخيه الإنسان، وحب الإنسان لوطنه الذي تربى على أرضه، ولنا في ذلك القدوة
الحسنة، سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم حين خرج من مكة مهاجرا، وقال في شأن مكة
إنك أحب بقاع الأرض لولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت، وهذا كله بجمعه الأخلاق
الإسلامية التي تربى في نفس كل إنسان عشقه لوطنه.
وأشارت إلى أن هذا إن دل فإنما يدل على الإسلام بتعاليمه السمحة يدعو إلى حب الأوطان، وحب التعايش مع الآخر وينبذ العنف والتطرف وعدم العصبية لمذهب دون آخر، كما أنه يؤكد عالمية الإسلام، حيث إن الوفود من جميع أنحاء العالم على قلب رجل واحد وهو أزهرنا الشريف، الذي يشع نوره بتعاليم الإسلام السمحة على العالم أجمع، لأنه منذ نشأته يعد امتداد لرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا خير دليل على بناء الشخصية الوطنية.
